*بيان حول مسيرة الخلاص الكبرى*

*حزب المؤتمر السوداني*

خطت جماهير شعبنا اليوم خطوة أخرى في طريقها الطويل نحو الخلاص، واجه الآلاف من بنات وأبناء هذا الوطن سلاح السلطة وصولجانها بالهتاف والأشعار والزغاريد. هزموا غطرسة النظام متسلحين بحب لا ينضب لهذا الوطن. اثبتوا أن هذه البلاد لنا وليست للطغاة المستبدين. شعبنا العظيم عصي على التطويع ولم يخلق من يستعبده أو يحني قامته المديدة، هذا هو الدرس، ولكن الطغمة الحاكمة خُتِم على قلوبها وعقولها بغشاوة لن تمكنهم من فهمه إلا عشية رحيلهم التي ستأتي لا محالة.

في هذا اليوم العظيم نرسل التحايا لقائدنا المعتقل عمر الدقير، نرسلها للأستاذ الماحي واستاذة إقبال، لعاصم والتدريب ولحريكة، لقادة قوى نداء السودان وقوى الإجماع المعتقلين، للمئات من بنات وأبناء شعبنا الذين تكتظ بهم السجون. نعلم أن قلوبهم تخفق الآن وهم يستمعون من خلف حائط السجن السميك للهتاف بالخرطوم بحري وسنجة وودمدني، نعلم أن محبسهم قد اتسع بنفوسهم التي قدموها فداءاً لوطنهم الذي لم يتأخروا عنه يوماً، ونؤكد لهم بأن المسير لن ينقطع، وأن تضحياتهم لن تذروها الرياح، بل ستعبد الطريق نحو الحرية والانعتاق.

ختاماً نقول ان ما بدأناه في يناير لن ينقطع، وأن هذه الوحدة الفريدة التي تشكلت بين أطياف الشعب السوداني سنعض عليها بالنواجز، وأن الوقت الآن للمقاومة وللأهداف الكبرى ولا وقت للشجون الصغرى وضيق الأنا. هذا ميقات الوطن الذي قد اقترب، وطنٌ يسع الجميع، تتعايش فيه الثقافات دون استعلاء أو إقصاء، يجد كل منا لقمة عيشه بعرق جبينه في بلاد تتساوى فيها الفرص، تُسخر فيها موارد أرضنا المعطاء للتعليم والعلاج والسكن والرفاه الاجتماعي، تصمت فيه طائرات الانتنوف ويعود النازحون واللاجئون إلى قراهم بعد أن ترد حقوقهم كاملة دون انتقاص. حلمنا بوطن للكل “لا خاصة لا عامة” سيتحقق يوماً ما، نراه قريباً ونسير نحوه بخطى حثيثة، يدفعنا إيمان عميق بأن قدر هذه البلاد هو النور، وأن الظلام سينقشع عنها مهما تطاول أمده.

*أمانة الإعلام*
*حزب المؤتمر السوداني*
*31 يناير 2018م*

a