الثلاثاء , مايو 21 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / المتوقع ليس ثورة ضد النظام بل ثورة ضد القيم الفاضلة

المتوقع ليس ثورة ضد النظام بل ثورة ضد القيم الفاضلة

بقلم

الطاهر اسحق الدومة

Email : aldoma2012@gmail.com

       بلغ السيل الزبى وصار أغلب الشعب السوداني مهموم بالأكل  والشراب والطارئ من العلاجات وتكاليفها والمجالات وتداعياتها إذا تواصل الفرد وتفاعل مع المجتمع أو انقطع عنه أما تكاليف التعليم فذاك أمر آخر حيث صارت أولوية الأسر في توفير مصاري الطالب وما تبقى يذهب لما ذكرناه أعلاه والحقيقة أنه لأمر مخزي أن يعيش الشعب السوداني في هذا الإرهاب المعاشي العجيب قبل أن اكتب هذا المقال في البقالة جوار منزلنا طفل ذو أربع أعوام ينبه صاحب البقالة {يا عمو الريف بجنيه} صاحب البقالة قال له: اشتري لناس بيتكم ، يقول الطفل خلاص ماما تأكلنا الكسرة .

الهم والرعب المعيشي انتقل إلى الأطفال اليفع فما بالك بالشباب وغيرهم إلى أعلى الترتيب التصاعدي ما يؤسف له أن بعض أصحاب الكروش الكبيرة من تماسيح النظام والحلاقيم الصارخة من الانتهازيين والدقون وأصحاب مظاهر التدين يقولون لك ونعم بالله أن الناس ابتعدت عن الشرع وتناست الاستغفار كما قال وزير المالية. هكذا وصل الاستخفاف بالعقول – وعدم الاعتراف بالفشل كل ذلك لأن الضمير والحياء إذا اختفى من الإنسان حقيقة يبقى كائن جامد كالحيوان بل أضل سبلا.

يتحدث بعض المراقبين السياسيين خاصة المعارضين عن أن هذا الغلاء الطاحن سوف يولد ثورة تقضي على هذا النظام وتقذفه إلى مذبلة التاريخ حسناً فعلاً على المرء أن يتفاءل ويقتنص الفرص لتحقيق أهدافه، والطموح مشروع كونه قيمة يتمتع بها الحس الإنسان، ولكن فات على هؤلاء ليس قوة الدولة في ضرب أي تحرك شعبي وإما في أن هناك مواطن صار مدجناً في كيفية تحضير لقمة العيش لأسرته صار الهم والطموح والأمل في بلوغ مصدر إضافي لتنمية مدخرات أسرته أنزوت آمال وطموحات الحريات واستحقاقات الوطن والدولة تجاه المواطن وصار الرعب المعيشي مسيطراً على عقول معظم الشعب السوداني وفي خضم هذا تتصعد هجرة الريف إلى لمدينة ومن المدينة إلى خارج السودان وبما أن العملة الوطنية صار شبه عائمة انعكس ذلك أيضاً في هامشية الوظائف التي يسعى السودان لبلوغها في الخليج وصارت الكفاءة السودانية بأقل أجر تعمل طالما أن ألفي درهم أو ريال تعادل مرتب مدير جامعة أو موظف مؤسسة حكومية كبير أو ثلاثة أضعاف مرتب موظف على اعتاب المعاش.

       فإذا كانت الحكومة جيشت الجيوش وأعلنت الطوارئ في السر والعلن وأن لا حلول لازمتها اقتصادية إلا بهذه الإجراءات القميئة والمتكررة منذ اعتلاء الانقاذ للسلطة يبقى رد الفعل المتوقع في أغلبه مزيداً من الهجرة ومزيداً من الانكفاء نحو الأسرة ومزيداً من الجرائم وانزواء الخلق القويم .. فكثرة المجرمين بالطبع أغلبهم عاطل عن العمل وله أسر يعولها لذا التوقع هو ليس ثورة ضد النظام فحسب بل ثور ضد القيم والأخلاق الفاضلة، وسوف تنتشر ثقافة البخل والشح والانزواء الأسري والمجتمعي وكل يقول يا ليت نفسي وتختفي رويداً رويداً الديون وشيال التقيلة وسوف يندثر الكثيرون بالهموم والغموم وهم يرون أبناء أخوتهم وأخواتهم بالجامعات ولم يستطيعوا تقديم يد المساعدة والعون لهم لأنهم ببساطة غلبهم أن يعولوا أسرهم.

       تداعيات غول الغلاء بميزانية 2018م مهما حاول النظام أن يجد له المبررات لا يمكن الآن الاستحقاقات الوطنية في الاعتراف بالآخر وثقافة الإقصاء والاستحواذ على المقدرات الاقتصادية والوظائف بالفساد والمحسوبية قائم ويمضي على قدم وساق. إذن ميزانية 2018م هي عبارة عن بعبع يخيم على أغلب الشعب السوداني ذو الدخل المحدود ويرسم في خيالهم صورة نمطية لوطن يتكيف على الوقوف والوجود على اكتاف شعب بائس محيط هائم وجهه لا يدري ما تخبئه له الأيام خاصةً بعد انسداد الأفق السياسي وتوقف فما محطة الجمود الحالك والهالك في حين غدت مجموعة من الطاقم الحاكم ترسم والآمال لوطن زاهي من خللا زيارة أوردغان ومنح قطر وانتخابات 2020 وأحلام إنتاج الذهب وتدفقات الاستثمار الزراعي بالولايات الشمالية …الخ . من أوهام تغبيش الوعي وتسويق الوهم وتنمية وزراعة الإرهاب النفسي حال سقوط الحكومة

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.