*فى رحيل الأستاذ سعيد رحمه توتو*

╭─┅─═??ঊঊঈ═─┅─╮
    ? *الهـدف*
*دقة الخبر ومسئولية الكلمة*

    #آلُہــڊفُ آراءْ ﺣُــــرّة
   ✍═════════?
*شئ من حتى*

*بقلم/ دكتور صديق تاور*

غيب الموت عنا الأسبوع المنصرم، الأخ العزيز جدا، خفيف الظل و الروح، الذي لا تبارح الإبتسامة وجهه لحظة، المعلم و المربى سعيد رحمة توتو،و كعادته ينتقى الموت الأخيار دائما.
المعلمون من جيل الراحل سعيد لم يكن الواحد منهم مجرد ملقن للدروس فقط عبر السبورة السوداء المعلقة على جدران الفصل، و الطباشيرة البيضاء التي تغبر يديه عند كل درس، هو جيل صاحب رسالة نبيلة، تستوجب معاناة و مغالبة للنفس شديدة،رسالة ذلك الجيل كما يدركها هؤلاء كانت أبعد من مجرد تخريج شباب ناجحين في دروسهم وواجباتهم المدرسية، هى صراع ضد الجهل و قيم التخلف سلاحهم فيها المعرفة الواسعة و الإستنارة و النموذج العملى؛ فالمعلم من هذا الجيل على إمتداد السودان، هو الإنسان الراقي المهذب واسع المعرفة و الإطلاع، ناشر قيم الفضيلة، موجها و مذكرا و ناصحا،لذلك كان الواحد منهم قريبا من محيط تلامذته الإجتماعي أكثر من قربه من التلاميذ أنفسهم، يعرف الأسر عن قرب و يعرف إمتداداتها و مداخلاتها، ويكون بذلك وليا لأمر التلميذ أكثر من الأسرة لدرجة أن الأسرة لا تتردد فى تحذير إبنها أو بنتها بأنها سوف تبلغ أستاذ فلان بتصرفه أو تصرفها الخاطئ حتى يعود إلى رشده.
المعلم من جيل الراحل سعيد رحمة هو مدرسة تمشى بين الناس بالمعرفة و الفضائل، في الحى و السوق و النادى و بيوت الأفراح و الأتراح وفي داخل البيوت تلملم خلافات الأزواج، تزكى الشباب، تنصح و تهدي بالحسنى و الأدب الجم.
لقد كان الأستاذ الكبير المربي سعيد رحمه مثالا لهذا الجيل الإنسان المضحي المتجرد بنكران ذات، المجرد من الهوى و المطامع و المترفع عن الصغائر و الضغائن لا تجده إلا مبتسما منشرح النفس متيقنا أينما كان ينثر البسمة فى نفوس الجميع منذ الصباح و هو فى طريقه إلى العمل، وطيلة يومه حتى المساء.
لا تتذكره إلا و الإبتسامة على وجهه دوما، مهما كانت قسوة اللحظة ووطأة الظرف، كان نبيلا بكل معانى النبل، أنقى من المطر، لطيفا شفيفا وقويا. بفقده يفقد مجتمع جنوب كردفان و معلموها واحدا من بيوت الخبرة و صرحا تعليميا من جيل الكبار، له بصمته المتفردة و لونيته التى لا يشبهها أى لون، و إنسانيته على طريقته الخاصة، وسيهطل مطر الحزن غزيرا و طويلا على مدينة كادقلي التى بفقده فقدت مفتاحا أساسيا من مفاتيح المحبة فيها، و سيبكى حى (كليمو) دمعا ثخينا إذ يفقد فجأة أحد أعمدة الحكمة و البصيرة النفاذة فيه.
إنها إرادة خالق الكون التي لا مشيئة بعدها.
نسأل الله العلي أن يجزل عليه الرحمة و القبول بقدر ما أعطى للمجتمع من أجيال و معارف و قيم نبيلة.
إنا لله و إنا إليه راجعون.

*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

╰─┅─═ঊঊঈ??═─┅─╯