السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / لا ثورة غير ثورة الهامش…!

لا ثورة غير ثورة الهامش…!

سامح الشيخ

من كان يعتقد أن المهمش  هو كل قادم من جنوب البلاد أو غربها أو شرقها أو وسطها أو جنوبها ، فليراجع نفسه مرة ، ومن كان يرى أن المركز هو كل قادم من النيل فليراجع نفسه مرتين ويعيد الكرة . لماذا يعيد كل من الجانبين النظر أحدهم مرة والآخر مرتين هذا ما سنحاول شرحه في العجالة القادمة.

ببساطه شديده لنحاول ازالة الواقع المعقد الذي يجعل هناك بعض من غشاوة في الرؤيا تجعل البعض يظن أن فئة الجلابة التي ذكرها التاريخ وانهم كانوا من يأتون ويجلبون معهم بضائعهم من  الشمال ليبادلونها مع منتجات جنوب وغرب البلاد يظن أنها نفس الفئة المسيطرة الان ، ولنكن منصفين ايضا تاريخيا كانت فئة  الجلابة التي كانت تتاجر في السلع والمنتجات فئتين فئة طيبة وجدت استقبال وترحاب  من الطيبين في جنوب وغرب البلاد  فتح لهم الناس هناك  قلوبهم قبل بيوتهم والكثير منهم استقر وطاب له المقام بجنوب وغرب السودان. أما الجلابة الاشرار هم من كانوا يتاجرون في البشر في عهود الظلام وكانوا اولا من كافة أنحاء السودان يجلبون ويصطادون  الرقيق من الجنوب حتى دخل الاتراك السودان، وكونوا حكومة مركزية في السودان تحكم من على مقربة من مقرن النيلين كل النواحي القريبة والممتدة على ضفتيه وغربه وشرفه  باسم الخلافة الإسلامية في تركيا التي تتبنى فكرة الحكم الإسلامي ،الذي لا يحرم بيع او شراء أو تجارة ولكنه جعل هناك آلية يمكن ان تحرر الرقيق يوما ما وهي آلية عتق الرقبة وهي خيار للاسياد الذين يملكون العبيد والجواري.

وكان هذا هو سبب دخول السودان التجارة بانسانه وموارده ، استغل الأتراك السودانيين في العمل معهم في تلك التجارة بعض السودانيين فعمل معهم ولصالحهم  عدد من أولئك  الجلابة القادمين من اتجاه الشمال النيلي  وقد أثروا ثراء فاحش  من هذه التجارة  القبيحة التي تعد جريمة في القوانين الدولية العلمانية اما في القوانين الإسلامية فلا  تعد كذلك.واكثر من اشتهر في تلك بالعمل بتلك  الجريمة الزبير ود رحمة وكان له مليشيا معروفة مارس بها هذه الجريمة .

بعد أن عامل حكم محمد علي باشا الالباني ممثل  الأتراك في مصر   السودانيين جميعاً على أنهم عبيد حدثت الثورة المهدية وهي ايضا ثورة حكمت كاي حكم إسلامي بفهم من تبناها للإسلام وكل فهم الإسلام السياسي يتفق في موضوع الرقيق والجواري ،حيث لا يجرم لذلك حكم المهدية لم  يكن الحال احسن حالا من  الأتراك الذين سبقوهم . من هنا تأتي فكرة المركز والهامش وهي رمزية الايدولوجيا التي يحكم بها مركز الحكم بالسودان وهو الايدلوجية التي تعتبر أن الإسلام يصلح للسياسة والحكم والإدارة  الذي ينتج عقلية وثقافة المركز التي تقسم المجتمع لموالي وعلية القوم تأثرت هذه الوضعية وكادت تندثر في حكم الاستعمار البريطاني،لكن مع خروجه تواطأ مؤتمر الخريجين مع الرجعية الدينية الطائفية المتمثلة في طائفتي الأنصار والختمية واسرهم  ومحبيهم والموالين لهم  وبقية الطرق الصوفية ومريديهم وأبنائهم  والإدارة الأهلية التي تمثل القبلية المؤسسة وأبناء واسر النظار  ومعهم البيوتات والأسر شبه الأرستقراطية التي كان معظم خريجي كلية غردون منها وهم الذين يشكلون طبقة الموظفين ومعظم المنضمين لقوة دفاع السودان التي كانت النواة للجيش السودان وهولاء هم ورثة الدولة من الاستعمار الذين لم يكونوا امناء في إدارتها.وهم الجلابة المعنيين الذين احتكروا الثروة والسلطة لأنفسهم واصبحوا أصحاب الأفضلية والامتيازات  ولا  يمثلون جهة جغرافية محددة أو عرق معين منهم نبع الاستعلاء واستبعاد الآخرين في هذا السودان وهم المستفيدين في استمرار الثقافة العروبواسلاموية وسلطتها الخفية في الدولة والمجتمع لذلك لم يقاوموها .

لذلك الذين يعيشون في وعلى الهامش وهم من يصح أن يطلق عليهم المهمشين هم   كل المتضررين من الثقافة الاسلاموعروبية ويشمل هذا الهامش كل من لم يصل أو تصل  لمراتب ووظائف الدولة العليا ، أو في المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية والمحلية أو الاتحادات الرياضية ومنظمات المجتمع المدني والمبادرات الحقوقية  وهذه احتكر معظمها قادمين من شمال النيلي استعلوا على الآخرين واعتبروا أن البلاد لهم وحدهم وهم قلة لا يمثلون المكان الذي قدموا منهم ولكن الان بعد اثنين وستين عام بالتاكيد أصبحت هذه الطبقة موجودة ليست في العاصمة وحدها فقط بل في كل  من  الولايات أو الأقاليم وتغيرت تركيبتهم بسبب حركة المجتمع والتاريخ وتطورها ويشمل ايضا  المنادين بتحرير المراه وعلمانية الدولة ويشمل المهجرين وضحايا الحروب ، وهولاء معظمهم من غرب وشرق  وجنوب غرب  وشرق السودان. وشماله الأقصى  والنقابيين من الرعاة والمزارعين  والعمال الزراعيين الموسميين والمرأة المهاجرين لاسباب سياسية كما يشمل قطاعات المعوقين وكل المنبوذين في  المجتمع لاسباب فكرية واجتماعية.

  لذلك الثورة القادمة القادمة المنشودة التي لن تكون من أجل غلاء المعيشة أو رفع الدعم عن المحروقات او الخبز  لن يقوم بها سوى تحالف من المهمشين  من هذا الهامش العريض  الذي يريد انهاء حالة تغبيش الوعي وأنها حالة  تغييب العقل ليظل آخرون يرفلون في نعيم   من دون بقية شركائهم المواطنين الباقيين .كما سيكون هدف هولاء الثوار إنهاء حالة مركزية الدولة والثقافة  التي تتبناها والتي تسببت في الحروب وابادة السكان في المناطق التي تدور فيها رحى الحرب والتي صار اي انسان قادم من مناطقها عرضة للتميز من الدولة والاستعلاء من الفئة المسيطرة على الوظائف والمسيطر على امتيازات الدولة  وايضا معهم رجال الدين من الذين يتبعون منهج تأويل النصوص الدينية لصالح كل ما هو دنيوي سيهب كل المهمشين المذكورين في   تحالف يضمهم ويقومون  بثورة من أجل الحرية وإقامة  دولة المواطنة العلمانية التي لا تمييز فيها  بسبب الإديان أو الطبقة الاجتماعية أو الإثنية أو النوع أو المقدرة الجسمانية أو الفكر  أو العادات السلوكية ، وقد تحدث بعد إسقاط النظام أو قبل إسقاطه وسيكون ضامن سلامة  ظهور ثورة الهامش السلمية وصمام الامان لهم من بطش الدولة سلاح رفاقهم  المهمشين الذين حملوا السلاح من أجل نفس اهداف المهمشين السلميين .

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.