تمر علينا هذه الايام الذكرى ٦٢ لاستقلال السودان وقد دخل كفاح شعبنا من أجل تحرره ، وأيضا تاريخ بلادنا، في طور جديد .

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان هام

جماهير شعبنا السوداني الصامدة..

ان كل الشروط الموضوعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية اكثر من ناضجة لإنفجار الغضب الجماهيري على هذه السلطة المستبدة والفاسدة. وان الغضب الشعبي الملتهب ينتظر الشعلة التي ستفجره.
لقد ظلت ثورة الجماهير السودانية محتدمة ترتفع وتيرتها تارة وتنخفض تارات اخرى منذ استيلاء هذا النظام على السلطة وحتى يومنا هذا. ان تنادي ومشاركة كل قطاعات وفئات شعبنا في مقاومة هذا النظام البشع والمأزوم على الصعيدين المحلي والعالمي لم تكن سوى مآل متوقع وضروري لطبيعة النظام المستبدة والمعادية للجماهير وسياساته لاحتكارالثروات لصالح طغم ضيقة وتمارس قمعا شرسا لكل حراك شعبي او سياسي بل وحتى ثقافي معارض.
لقد فعل النظام الحاكم كل ما في وسعه لتحطيم موجة الثورات في بلادنا على حساب شلالات من الدمار والدماء ولا سيما في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، فقد قام النظام وباستراتيجية مدروسة بمحاولات مستميتة لسحق كل القوى الديمقراطية التي كانت وما زالت في مقدمة النضال الجماهيري عبر اعتقالها او اغتيالها او اجبارها على الهجرة كما قام بممارسة سياسة الارض المحروقة في المناطق السودانية الثائرة حيث دمر المدن والقرى محولا السكان الى لاجئين ونازحين وفتح المجال لتتصدر المليشيات المسلحة من الجنجويد المشهد العام تحت مسمى قوات الدعم السريع وذلك بغرض حمايته وحماية مصالحه في مزيد من الفساد وبيع الاراضي السودانية ولاستمرار مخططه لافقار وتجويع الشعب السوداني.

ايها الشعب الثائر
لا ريب بأن محاولة تصوير انه لا بديل لهذا النظام وان اسقاط النظام يعني انفراط عقد البلاد وانعدام الامن ، وإستدراج البعض لذلك إنما هي صنعة النظام وتخطيطه . وللأسف نعيش اليوم ما خطط له النظام بالأمس، فقد روج النظام على أن كل التحركات ضده ليست سوى «أحداث» و«أزمة» وانها بسبب نجاحاته في تحقيق الاستقرار ، ووصفها بالمؤامرات والتخريب المتعمد لمقدرات البلاد، وقد كانت اهم هذه التحركات الشعبية هي العصيان المدني في ٢٧نوفمبر ٢٠١٦ وقبلها انتفاضة سبتمبر ٢٠١٣ المجيدة التي قدم فيها خيرة شباب وشابات السودان أرواحهم فداءا للوطن.
تمر علينا هذه الايام ونحن ما زلنا نعاني من نفس السياسات الاقتصادية العقيمة للنظام والمتمثلة في رفع الاسعار والانعدام التام للدعم الحكومي لكل السلع والخدمات الاساسية التي تمس حياة ومعيشة المواطن، وحين انكشفت خدعة النظام وشماعة اخفاقاته التي كان يبرر بها عجزه وقلة حيلته برفع الحصار والعقوبات الأمريكية لم يجد النظام من حل سوى تحميل المواطن المزيد من الأعباء عبر ميزانيته الجديدة للعام ٢٠١٨ التي بدأ تنفيذها فعليا وما الارتفاع الجنوني الحالي في كل الأسعار الا البداية الغير سعيدة لعام يرشحه الجميع ان يكون عام المجاعة السودانية بامتياز.
ان بقاء هذا النظام على سدة الحكم كان وما يزال مهددا حقيقيا لبقاء الدولة السودانية وحياة وأمن المواطن..
ان التغيير واسقاط النظام اليوم قبل الغد هو واجب وطني مقدس ..
فليتقدم الشعب الصفوف .. وليحدد مصيره
الشعب هو القائد
الشعب هو التغيير

الخرطوم
يناير ٢٠١٨

لجان المقاومة