الخارطة الي القصر الجمهوري …
وعاد الإمام يحمل في طياته معاول الهدم و الشتات ، وإفك التفرقة ، وإنطوي في رحاب المؤتمر الوطني هو ومنسوبيه من جنود النظام السابقين ، ومنافقي المعارضة ، فأمست المعارضة خالية الا من الجواسر والكواسر ، الذين يؤمنون بالوطن قبل النفس ، ويؤمنون بالحق أحق أن يقتلع ، وما جدوى الضرس المسوس التالف ؟ غير عدوى الاضراس والأسنان الباقية ، وإصابتهم بالعدوي ، فوجب علينا خلعهم قبل خلعه ، وأراد الله لهذه الأسنان المريضة أن تتساقط لوحدها ، والحمدلله ، ولم يبق لنا إلا ذاك الضرس التألف المريض الذي يحتاج ان يستأصل ويقتلع ، حتي يستكين الشعب ويرتاح ، لقد إستبانت الرؤي وإنقشعت الحقائق ، وأمست المعارضة خالية من الخنوع والخضوع ، كما كانت في بادئ الأمر ، فجميعهم ركبوا في مركب الطاغوت ، كما ركبوا أولا” وثانيا” ، لا يهمه وطن ، ولا تعنيهم قضية سوي مصالحهم الشخصية ومصالح ذويهم ومنسوبيهم .
جميع الحكومات الشمولية الباقية الفاسدة ، كانت قوي نداء باريس بجنودها حضورا” في بلاطها ، والتاريخ هو خير دليل علي ذلك ، وما ذكروا إلا وذكروا بالمصالحات والمهادنات ، وهم في القصر الجمهوري قابعون ، بجوار الطغاة المستبدين ، يقسمون علي الطاعة والولاء ، وهم في كامل الخنوع ، والخضوع ، تغيرت كياناتهم ومسمياتهم ، ولم تتغير شخصياتهم .
علي ماذا يحزن الكثيرين علي توقيعهم ، وهو في الأصل خبرا” يسعد ، حتي يستبين الحق وينجلي الباطل ، كما إستبان سابقا” ، فالعارف بالتاريخ ، والمدرك للأحداث يؤمن بإنيهارهم ، قبل إنيهار خارطتهم .
لماذا خرج الصادق ؟ وما هي غاية (عقار) و(مني اركو مناوي) ، ودكتور (جبريل) ؟؟؟
هل غايتهم ان يعودوا مطاطئ الرؤس خجلي بلا خجل ؟ ، لا طبعا فهنالك عهود ووعود !! كما إنهم مأمورين من الكونغرس الامريكي ، الإتحاد الاوروبي ، والافريقي ، بالسمع ، والطاعة ، والإزعان في نهاية الأمر ، الحكومة ، والنداء ، كل” يلبي النداء .
لا حزن علي منقاد ، ولا عزاء لأنصاف الرجال ، إختاروا ما تعودوا عليه ، ولو كان هنالك حزن ، يكون علي ، وطن يئن من الغلاء الطاحن ، وظلم الجاسم في الصدور ، والفساد العائم في مرافئ الوزارات ، والشباب الهائم علي وجهه بين نيران العطالة وعذاب البطالة وهروب التشرد .
ضمن الإمام رئاسة الوزراء ، وضمن (عقار) و(مني اركو مناوي) و(جبريل) الإنفصال ، وضمن الجزء الآخر ، كثيرا” من المناصب والأموال ، ولم يضمنوا قوتا” لشعبهم ولا عدلا” لوطنهم ، ولا وجيع لك يا وطن!! …
ماذا قدمتم جميعا” ؟؟ لوطنكم الذي إنتظر وإحتضر ، تجرع المعاناة وأستقي المرارات ، منكم آملا” في التغيير ، بعد ان فقد الآمال في ثلة (البشير) ، وكيف له أن ينتظر منكسر خنوع ، يبحث (خارطة الكنز ) ، وليس (خارطة طريق) تحددت أهدافها منذ يوم التوقيع ، وأمسى السودان يتآكل كما تآكل في نيفاشا .
والسيول والفيضانات تضرب البلاد ، وانتم تستمتعون في المنتجعات الاثيوبية ، وتظهر في محيأكم تباشير النجاح المذل ، والطاغية مرتحل ليشد من أذر طاغية آخر ، ليفيض الطغيان كما تفيض البلاد وتغرق ، والشعب مشغول بالأمطار الخريفية ، التي ساقت عليه نعمة السماء التي تحولت الي نغمة ، لم تلتفتوا جميعا للشعب الموبوء ولم تقفوا لتساندوه في هذه المحنة ، يقاتل ويصارع من أجل بقاء وحيدا غريبا في موطنه .
الثورة تبدأ بمحاسبتكم أولا” ..
وتنتهي بالطاغية البشير ..
Ghalib Tayfour