الخميس , مايو 9 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / أولوياتنا الوطنية الآن هي العمل ضد بيع وشراء السودانيين والأفارقة كعبيد في ليبيا!

أولوياتنا الوطنية الآن هي العمل ضد بيع وشراء السودانيين والأفارقة كعبيد في ليبيا!

إعلان للملأ
وشهد شاهد من أهلها!
14 ديسمبر 2017م

لقد ظلّ تيّار الوعي بهويتنا الأفريقية السوداء يتنامى خلال عقود القرن العشرين منذ ثورة اللواء الأبيض، ثم خلال الأربعين عاما الماضية، ليصبح اليوم تيّارا غالبا وسط الشباب والكهول. بوصفنا جزءا من تيار الهوية السودانوية المتنامي، وبوصفنا نعمل ليل مساء لترفيع وعي شعبنا بهويّته الحقّة، محاربين تيارات الاستلاب والاستعراب  المتنكّرة لأفريقيتنا السوداء، نخاطبك اليوم في هذا المفترق التاريخي. لقد ظللنا في تيّار الاستنارة الوطنية هذا نؤكد باستمرار أن عروبتنا المدعاة ليست سوى خداع للذات دون أن ينخدع بها العرب حكومات وشعوبا.
وها قد شهد شاهد آخر من الرؤساء العرب فيما سبقه عليه آخرون بلفت بهم عنجهيتهم وعنصريتهم حدّ أن وصفوا بعض رؤساء لنا من قبل بأنهم عبيد لمجرد أنهم أفارقة سود. وليس ما حدث لمبارك الفاضل المهدي مؤخرا ووصفه بالعبد إخراسا لصوته عندما نناول إمكانية الاعتراف بإسرائيل أسوة بالفلسطينيين والمصريين ثم الأردنيين، بجانب دول اخرى كثيرة تصالحت مع إسرائيل سرا بينما تلعنها جهرا. وقد جاءت دعاوى إسكات صوته عبر توصيفه بأنه عبد كونه بهذه الوضعية لا يرقى لمستوى النحدث في جلائل الأمور وفي حضرة السادة، فتصوروا!
فى جلسة طارئة مؤخرا لمجلس الدول الإسلامية، قام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، في بادرة شجاعة، كاسرا فيها بروتوكولات السياسة وخطابها المنافق، بتصنيف السودان ضمن الدول غير العربية مشيرا إلى أن قضية القدس هي قضية إسلامية عربية، وليست فقط قضية عربية، ذلك لأن هنالك دولا غير عربية تقف معنا مثل إيران، تركيا، السودان وباكستان.
لقد جاء قوله هذا ليعكس زيف انتمائنا لما يقال له «الهوية العربية»، ليس بالنسبة لنا، بل حتى في خاطرة من يحملون صفة «العرب». ويأتي تصنيفه هذا، حتى ولو جاء عفو الخاطر، معبرا عمّا يجول في الصدور على المستويبن الشعبي والرسمي. هذا بينما يملك بعض السودانيين جسارة الكذب الصراح والوهم البواح بادّعاء أنهم ليسوا فقط عربا، بل هم عرب العرب! ولكم أزرى بنا وبوطننا هذا التكذّب على الذات. ولا يملك المرء إلا أن يقول ازاء «المرمطة» المجّانية التي نتعرّض لها نحن السودانيون،  «مبروك لكم» يا أفارقة السودان المستعربين الذين تمكنتم من أن تخدعوا أنفسكم بأنكم عرب العرب، لكنكم لم تتمكنوا حتى الآن من أن تخدعوا العرب بذلك. مبروك لكم يا كارهي ذواتكم self-haters، يا مسخ الشعوب الذين لن تنجحوا في أي شيئ سوى في تدمير بلدكم، الدولة الوحيدة في العالم التي ظلت عبر كل التاريخ تشير إلى سواد اللون ورفعة شأنه في اسمها كيفما تقلب هذا الاسم الكريم من لغة إلى أخرى.
وعليه، بهذا نعلن على الملأ، نحن الموقعون على هذا البيان، بكل فخر واعتزاز، أننا كسودانيين افارقة سود، ولسنا عربا، مع أننا، بجانب لغات أخرى، عربفونيون Arabophone، اي ناطقون باللغة العربية التي اكتسبناها عبر صراع ثقافي مجيد بوصفها غنيمة حرب war trophy، لا بوصفها أعطية أو منحة. وفي قولنا هذا، لا نحمل أي مشاعر سالبة تجاه من ينظرون إلى أنفسهم على أنهم عرب، أكانوا في السودان أم في خارجه. لكننا نرفض تزييف هويّة وطننا، ونرفض التخلي عن العمق التاريخي والحضاري واستبداله بضحالة التاريخ والدونية التي تتخفّى وراء الاستعلاء.
إننا في هذا المفترق التاريخي، حيث يقوم بعض من ينسبون أنفسهم للعرب في ليبيا بإقامة المزادات المفتوحة لبيع وشراء الأفارقة السود، ومن بينهم سودانيون، في انتكاسة حضارية تعود بهم لمئات السنين بما يثبت عدم قدرتهم للانتماء للقرن التاسع عشر الميلادي، دع عنك القرن العشرين (دون حتى أن نذكر القرن الحادي والعشرين)، ثم دون أن يكون هناك آيّ رد فعل رسمي أو شعبي يوازي حجم هذه الحريمة النكراء، أو حتى أن تخرج ولو مظاهرة تنديد واحدة في أي دولة تنسب نفسها للعرب (بما في ذلك السودان في عصر الانحطاط والانبراش و«عدم الاختشا» الذي نعيشه الآن) – في هذا المنعطف التاريخي، فإننا نعلنها على رؤوس الأشهاد بأننا غير معنيين بأي قضية عربية إلى أن يثبت العرب (عاربة ومستعربة) أنهم مؤهلّون للانتماء لقيم وحضارة القرن الحادي والعشرين، انطلاقا من مواجهة عيبهم التاريخي المتمثّل في مركّب الاستعلاء والتمييز العنصري ضد الأفارقة السود (ومن ضمنهم السودانيون في طرفي الوطن شمالا وجنوبا)، وهو مركّب يخفي وراءه مركّبا آخر يتعلّق بالدونية وازدرائهم لذواتهم تجاه الغرب، ثم بعد هذا يتّجهوا على المستويين الرسمي والشعبي وبالجدّية المطلوبة لتنقية ذواتهم من أمراض العنصرية، بدءا من إدانة أسواق الرقيق في ليبيا او موريتانيا، او اي مكان آخر وتحت اي أشكال او مسميات بما في ذلك الرقّ الناعم مثل نظام الكفالة المعمول به في بعض الدول.
ولا نغادر موقعنا هذا دون أن نحثّ جميع السودانيين على أمرين هامّين في الوقت الراهن، الأول هو الانضمام لقائمة الموقعين على هذا الإعلان. ثم الأمر الثاني هو محاصرة نظام الإنقاذ، ليس فقط لانبراشه أمام العرب وقيادته لتيار الوهم الوطني وخداع الذات والتظاهر بأننا عرب العرب فحسب، بل لدور هذا النظام اللاوطني في هذه الجريمة النكراء.
الموقعون:
1) محمد جلال أحمد هاشم (ا
السودان)

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.