السبت , مايو 4 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *الشعب أقوى من المحن*

*الشعب أقوى من المحن*

? _*الهــدف.tt*_ ??
#الهدف_آراء_حرة

*بقلم: أنس حامد*

شهدت منطقة مستريحة في ولاية شمال دارفور أحداث دامية يوم الإثنين 27 نوفمبر 2017م، وذلك على خلفية التوترات الأمنية في اقليم دارفور المشتعل برحى الحرب منذ أكثر من 14 عاماً، وقد راحت ضحية هذه الحرب الآلاف من الأرواح وهجر المواطنون من قراهم ومدنهم وفرقانهم، ليصبحوا لاجئين في معسكرات النزوح داخل وخارج السودان، ومع تزايد وتيرة الصراع في دارفور تتزايد المعاناة الانسانية لجماهير شعبنا وتتفاقم الأوضاع الاجتماعية والانسانية في الاقليم، فقد عمل النظام الحاكم على تفتيت وضرب النسيج الاجتماعي بين المكونات الاجتماعية في دارفور، وذلك من خلال إحداث حالة تنافر واحتراب قبلي وعشائري وفقاً لمخطط يستهدف تدمير الإقليم بالتماهي مع المشاريع والمخططات الأجنبية لتفتيت البلاد، ومن ثم تجزئة مناطق وأقاليم السودان، حتى تسهل في المستقبل عملية فصلها  كما حدث في جنوب السودان وانفصاله عن البلاد في العام 2011م وفقاً للاتفاقية التي مهدت لمشروع تقسيم السودان في نيفاشا.
وبعد جريمة انفصال الجنوب جاء الدور على دارفور لمواصلة مسلسل التخريب والتفتيت، وبدلاً عن للتعامل  المسؤول مع مطالب جماهير شعبنا في دارفور  بإحداث عملية تنمية تتناسب مع مستوى الأزمة بحيث تساهم في استقرار المواطن ومن ثم النهوض بالمجتمع ليساهم المواطن في مسيرة التطور الوطني،  واجه النظام المطالب الشعبية بالرفض وعدم الاستجابة لها، مما دفع بعض أبناء دارفور (وبردة فعل في قراءة الواقع،) فكان قرارهم بحمل السلاح للضغط على النظام لتحقيق مطالبهم، ولكن واجه النظام من حملوا السلاح بالمواجهة العسكرية والحلول الأمنية متجاهلاً الجذر السياسي للأزمة، ليدخل الإقليم في كارثة انسانية راح ضحيتها الآلاف وأحرق الحرث والنسل في كارثة لم تحدث حتى طوال فترة الحرب في الجنوب، حيث أشعل روح العصبية والقبلية وجيّش مجموعات ومليشيات محددة لتقاتل بالنيابة عن النظام المجموعات الأخرى التى ترفع السلاح في دارفور، ومن ثم جاء الدور للتخلص من المجموعات والمليشيات الموالية للنظام بعد أن قويت شوكتها وأصبحت تمثل خطراً على النظام، فكان الاعداد لبدائل أخرى تمارس ذات ممارسات مليشيات النظام السابقة.
ومن هنا تم الاعداد، وبتدرج متصاعد، للتخلص من مليشيات حرس الحدود “قوات موسي هلال” عن طريق مليشيات الدعم السريع.
وتم تجهيز المسرح لمعركة جديدة بدأ التمهيد لها بقرار جمع السلاح تحت ذريعة توفير الأمن والاستقرار في اقليم دارفور وغيره من المناطق الملتهبة بنيران الحروب في (جنوب كردفان، النيل الازرق).
وبعد مناورات بين المجموعات التي تحمل السلاح الرافضة لقرار جمع السلاح أو الاندماج مع القوات المسلحة أو الانضواء تحت مظلة قوات الدعم السريع.
فكان الترتيب لما حدث في منطقة مستريحة بشمال دارفور وبعد معركة بين قوات الصحوة التابعة “موسي هلال” وقوات الدعم السريع بقيادة  “حميدتي” التي لا تأتمر الا بتوجيهات وتعليمات رأس النظام بعد أن تم وضع قانون خاص لقوات الدعم السريع يعطيها كافة الصلاحيات في تنفيذ توجيهات رأس النظام.
فكانت النتيجة الأحداث التي وقعت في مستريحة والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين ومقتل أحد كبار قادة الدعم السريع وأسر “موسي هلال” قائد قوات الصحوة.
إن الذي حدث  بالأمس في “مستريحة”  قد ينبئ بتطورات ربما لا تحمد عواقبها، فمن خلال تتبع ورصد تطورات الصراع في اقليم دارفور يستخلص أنه تم خلق صراع أدواته الولاءات القبلية والمناطقية وذلك نتيجة للغبن الإجتماعي الذي أفرزته الحرب واستثمار النظام في هذا الصراع بصورة تكرس للنزعة القبلية وتستهدف تفتيت المجتمع وتغذية الانتماءات الجهوية والعنصرية للمجموعات السكانية في دارفور. لذلك قد ينحرف الصراع الى منحنى خطير على خلفية ما حدث في مستريحة بالأمس، وتنشأ حالة اقتتال قبلي بين بطون القبيلة الواحدة، وسوف تقود هذه الحرب (لا قدر الله) إن وقعت الى صب مزيد من الزيت على النار المشتعلة في اقليم دارفور المكلوم بالجراحات ونزف الدماء. فلا بد من اعمال الحكمة والتعقل والتعامل بروح وطنية بعيدة عن الردة الى الانتماءات ما دون الوطنية التي عطلت مسيرة التطور والنهوض الوطني.
وعلى شعبنا في دارفور وبقية مناطق البلاد أن يعي ويستوعب محاولات النظام لحرف الأنظار عن حقيقة الأزمة للهروب الى الامام من المأزق التأريخي الذي يمر به الآن.
فلذلك يجب على شعبنا تفويت الفرصة على النظام بل والتجهيز والاعداد والتنظيم لخوض معركة التغيير القادمة التي تذهب بالنظام وكل افرازاته السالبة في المجتمع وتصحيح مسار الحركة الوطنية باتجاه تعميق روابط الانتماء الوطني وخدمة الأهداف المستقبلية لنهضة وتطور البلاد.

*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

????????

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.