كثير من المثقفين ، والمتابعين ، والمراقبين لنظام البشير ومنسوبيه متسلقي السلطة والمناصب والوزارات ؛ هم مجرد كومبارس وتماثيل مزركشة ، تلاعب القدر ، وشاء قدر المولي ان يكونوا في هذه المواقع الدستورية وهذا ابتلاء ، وامتحان سماوي للشعب السوداني المؤمن الكريم الشجاع ، فقد جاء هذا النظام بالسواقط من المجتمع ، واختار أرذلهم أخلاقا ، وأسوأهم طباعاً ، وأكثرِهم ندالة ، ليتسيدوا البلاد ، وكل ذلك بسبب ثُلة من المتأسلمين ومَاخُورهم الهالك (الترابي) الذي إنتقي بعد تفحص واحداً من أكثر الناس غباءً وبلاهةً ليضعهُ كبش فداءِ ؛ لينفذ به مٱربه الدنيئة ، ويتخفي من خلفه حتي يكتمل الدور ، فيستلم من بعده الحكم بلا منازع ، (ولكن انت تُريد وهذا يُريد والله يفعل ما يُريد ) فقد ساقت الأقدار ان يقع الإنتقاء علي ذلك المعتوه (البشير) ومجموعة من الشرزمة واللصوص ، فقبعُوا علي سُدة الحكم لأكثر من ربع قرن ، بسبب الضغائن وخباثات المتأسلمين ، وصراع (علي عثمان) ومجموعة (مذكرة العشرة ) التي اختارت التحالف مع تنابله العسكر ، ولفظ الترابي ، ومشروعهِ الكاذب ، بعد ان تشبعت الأطماع في نفوسهم ، وأستشري الفساد في أعمالهم وغرقوا في المظالم ، وشربوا من دماءِ ابناء الوطن .
كلما ذُكر ذكرت إعادة لتواريخ يعلمها القاصى والدانى ، ولكن المعضلة التي اصبح لا فكاك منها هي مجموعة المتعسكرين (البشير ، وبكري ، وعبدالرحيم) بلهاء ساقوا الوطن الي الدرك الأسفل ، وفضائح تستحى العيون من مشاهدتها ، والأذن من سماعها ، وآخرها ما فجره (أسد أفريقيا ) كما يلقبونه التنابلة ، أمام الدب الروسي ، وهو يطالب روسيا بحمايته من أمريكا ، هذا زمانك يا مهازل فأمرحى !! .
لقد أسودت وجوه جميع السودانيين ، وهم يشاهدون ويستمعون ، لهذا الهراء الذي يخجل النفس ، ويكسر الأنفة ويضيع النخوة ، فلا تزال أناشيدكم ، وطبولكم تقرع الأجراس … امريكا روسيا قد دنا عذابها ، فأي عذاب أكثر من الاختباء في ثوب المعذبين ، ودموع التوسل والاستجداء تذرفونها خوفاً وهلعاً ، من الاستهداف بسبب مطالبتكم بتحقيق العدل ، وفتح ممرات السلام ، وإجتناب الإرهاب ، وتسليم المطلوبين ؛ ونظير ذلك قامت دولة امريكا برفع الحظر الذي يجب ان لا يرفع في ظل رئيس مطلوب من المحكمة الجنائية بجرائمه التي يندى لها الجبين ، ورغم الإبادات الجماعية لابناء الوطن ، والمفاسد التي يشيب لها الولدان ، والإستبداد ، والقهر الذي سيُسطَره التاريخ الي آخر الزمان ، فكان قياس النظام الامريكي للحظر بانه سيهلك الشعب بعدما تيقن بان النظام يعيش في أبراج عاجية ، ولن تمسسه نار الغلاء ، ولا عذاب الشقاء ولا حوجة للطعام والدواء .
فرفعوا الحظر إيذاناً بتذليل عقبة تذرعتم بها ، لسنين عددا بانها هي سبب الغلاء الطاحن .
يبدو ان الرئيس السوداني اكتشف ان رفع الحظر عن بلاده سيعري النظام ، ويوضح مآخذه المقيتة ، وعلم أن عهد الاتكاء علي حجة الحظر الاقتصادي قد انتهى زمانه ، والطريقة التي شرح بها توضح للعالم بأنه رفع سيف العداء لأمريكا ، حتي تسقط عليه بعضاً من العقوبات ، فيضعها حجر عثرة ، في كل فشل إعتاد عليه..
أن النظام الذي تغطي من العالم بثوب الحظر والحصار ، انكشف للعالمين ، وتبين العالم ان الحظر والحصار هما اللذان ثبتا اركان حكمه ، وان الحياة في الضياء ، تختلف عند الذين يعشقون الحياة في الظلام ، فقد أمسي الشعب السوداني يعيش أعمي ورفع الحظر سيرفع العصبة التي في عينيه فلا ذرائع بعد اليوم .
قضيت الليل أعيد مشاهدة مقطع فيديو مقابلة الرئيس السوداني ، والرئيس الروسي ، وأشاهده من كل الزوايا ؛ فأيقنت بأن الشعب السوداني يحكمه رجل معتوه لمدة تسع وعشرون عاماً..
فهاهو الحصار قد زال ، والبلاد تنساق نحو الإنهيار ..
ولا عاصم لكم الا الله …
Ghalib Tayfour