السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *محمد أحمد عمر الحبوب مناضل تاريخي* *حينما تراجعت أحلام الوحدة لم يتراجع*

*محمد أحمد عمر الحبوب مناضل تاريخي* *حينما تراجعت أحلام الوحدة لم يتراجع*

نشعر جميعاً بالصدمة القاسية للرحيل المفأجئ اليوم للرفيق محمد أحمد عمر (الحبوب) في جبال النوبة، يكفيه إنه من أمدرمان، ورحل شهيداً بجبال النوبة، فاللقاء بين أمدرمان وجبال النوبة حتمي في ظل مشروع السودان الجديد، يصعب الحديث عنه الآن وسيتحدث عنه الكثيرين لأحقاً.
إنتقل الحبوب الي جبال النوبة بعد مسيرة حافلة في جنوب وشرق السودان، قبلها آتى الحبوب للحركة الشعبية من صفوف الحزب الشيوعي السوداني الذي إنضم له في السبعينيات، وعمل معلماً وناضل في صفوف المعلمين السودانيين ضد نظام جعفر نميري، وكان عضواً في (رابطة المعلمين الإشتراكيين)، ثم إنتقل الي جامعة القاهرة فرع الخرطوم، إلتقيناه هناك في فرع الحزب والجبهة الديمقراطية، وعمل موظفاً في وزارة المالية، وبعد الإنتفاضة ١٩٨٥م أسس مع آخرين حركة (حشود) وبعدها إنضم للحركة الشعبية لتحرير السودان في النصف الثاني من الثمنينيات، حينما إهتزت الأرض في التسعينيات تحت أقدام الحركة لم يهتز (الحبوب) وعندما تمكنت الحركة الشعبية من إعادة توازنها كلف مع آخرين بتأسيس الجبهة الشرقية.
لخبرته وإدراكه لأهمية العمل السلمي الديمقراطي في المدن دار بيننا نقاش طويل حول رجوعه الي الخرطوم مرة آخرى، وفي أوج عنفوان الحرب الأولى لتأسيس عمل الحركة الشعبية بالداخل، لم يتردد أو يرتجف وتقبل المهمة التي ظلت معروفة لثلاثة أشخاص أشرفوا على الترتيبات النهائية، دكتور جون قرنق دي مابيور ونيال دينق نيال وشخصي، وظللت على إتصال معه في الخرطوم حتى تم توقيع إتفاقية السلام، وحينما ذهب الي الخرطوم أنذاك عاش حياة عادية وتزوج وعمل سراً وهو لا يزال ضابطاً بالجيش الشعبي، وفي الفترة الإنتقالية عمل في القطاع الشمالي، وفي الحرب الثانية أخذ بندقيته ورحل الي جبال النوبة، وفي الجنوب وجبال النوبة كان دافعه العدل ووحدة السودان على أسس جديدة، ولم يفرق بين أحد من شعوب السودان، ولأن الناس قد خلقوا شعوباً وقبائل ليتعارفوا.
رحل اليوم الحبوب بعد تاريخ حافل بالوفاء للسودان وإنسانه والذين يعرفونه سيكتبون سيرته بمداد من ذهب.

أصالة عن نفسي ونيابة عن الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة وقواعد، أتوجه بالعزاء الحار لأسرته
ولزوجته رشا السر خطاب ولأبنائه وأخته فاطمة وإخوته ولأقربائه وأصدقائه ولرفاقه في الشمال وجنوب السودان، وأخص منهم الطاهر محمد إدريس (أبوجقادو) محمد سعيد بازرعة وعبد الباقي محمد مختار ووليد حامد وهجو مختار وياسر جعفر وكمال الوسيلة وحماد آدم ورمضان حسن ومالك عقار وعبد العزيز الحلو وإسماعيل خميس جلاب وجقود مكوار وأحمد العمدة وعزت كوكو وجوزيف تكة، والراحلين عبد الباسط العدناني وسليمان قور ومحمد جمعة نايل.
يرقد اليوم الحبوب بجوار يوسف كوة مكي ولم يبدل تبديلاً، ضمته تلك البقعة مثلما ضمت عبيد حاج الأمين الذي يرقد مطمئناً بمدينة واو.
سيذكر التاريخ إنه حينما تراجعت أحلام الوحدة لم يتراجع محمد أحمد عمر الحبوب.
ندعو له بالرحمة والمغفرة ومنزلة الصديقين والشهداء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ياسر عرمان
نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال 
١٩ نوفمبر ٢٠١٧م

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.