الجمعة , مايو 3 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / اللهم هل بلغت فأشهد!! …

اللهم هل بلغت فأشهد!! …

   دقت ساعة الخلاص ، واستبان الخيط الابيض من الاسود ، وليس هنالك شك في ان حكومة (البشير) قد وصلت حداً امست تبحث عن من يسقطها  فقد سقطت في ارذل القاع ، وتلوثت في مستنقع البرك ، وتكالبت عليها براثن منسوبيها ينهشون في جدران الوطن حتي وصلوا العظم ، وهم محصنين في بروجهم بما كنزوا ، فنضبت عروق الوطن ، وجفت المآقي النائحات ، وتيبست أيادي الكادحين ، وفر الجميع هائمين في بقاع الارض ، حتي فقدت البلاد السواقي التي تضخ الروح فيها ! ولم يتبقي من بنيها الا المثخنة جراحه بالوجع والتآسي فامسي مصير المتأسلمين المتعسكرين ثورة لا تبقي ولا تذر  فتحيل (البشير) وصحبه الي مزبلة التاريخ كنظيره من الطغاة والجبابرة التي اخمدتهم ثورات الحق .
    وهذا لن يتاتي الا علي ايادي المناضلين والوطنيين شيباً وشباباً ، لا المعارضين الذين جبلوا علي المناصب ، والمراكز ويتزاحمون علي المواقع الاعلامية لابراز مهارتهم المعدومة ، بمناهج تقدمية والرسم علي حوائط الوهم بمشاريع احلام ، وخطوط لمستقبل وطن يئن ، بين العلمانية والليبرالية والعروبة والافريقية وهلم جر !! ، والحائط ينتظر من يدفعه والبقية من المندسين يحاولون ترميمه حتي يتساقط عليهم بعضاً من الفتات ، ادفعوا الحائط ، ودعوا الشعب ليختار .
   ان نشر الفضائح ، وكشف المفاسد ؛ لن تسقط هذا النظام وان كثرة البيانات وتدفق الخطابات لن تسقط هذا النظام ، ولا الصراخ في ندوات ، ولا كثرة في المطالبات سوف تسقطه ، ولا التنديدات ولا الإحتجاجات ستسقطه فربع قرن كفيلة بالإيضاح .
  ان ما يسقط هذا النظام هي العقول المذهبة بالإيمان _ العقول الصارفة عن نفسها المواضيع الإنصرافية _ والمحصنة بالثقة _ التي لفظت الأنا عن مبدأها _ وعصمت عن نفسها حب الذات ، وتنكرت للصغائر _ وحركت معاول للبناء لموطنها _ وتقبلت الوقوف في الصفوف الخلفية ساعة المدح  _ والصفوف الأماميمة في المكاره _ وتقدمت تقود رسن الثورة تكليفاً ، وليس تشريفاً من اجل الله والوطن .
  عندما تتوشح هذه الزمرة من القيادات بهذه الصفات تأكد بان التغيير في مرمي العين ، وأن النصر آتى لا محالة .
   ان ما يكسر مقاديف عجلة التغيير هي الأحقاد التي زرعتها حكومة المتأسلمين المتعسكرين فقد شرخت العرق ، واللون ، وافشت التمييز العنصري ، وصنعت الاستعلاء القبلي ؛ الذي اصبح خميرة عكننة في كل جدال ونقاش يطرح ليفض سامر التوحد داخل المعارضات السودانية ، واصبحت تسير علي مناهج التكتلات المبنية علي الانتقاء الشخصي ، او القبلي ، او اللوني ، او المكاني ، فامسي ترابط الافكار ينتظر تقارب السحنات ، وهذا ما خلق فتقاً استعصي علي قيادات المعارضة ان ترتقه ، فطرحنا ان يكون الرتق من اجل الوطن . فاسقطوا قضية الهوية السودانية في الوقت الحالي فقد اصبحت حجر عثرة ، وامسحوا مفاهيم تقرير المصير حتي لا تشقوا الصفوف فتمسوا بين مؤيدٍ ومعارض .
  ولكي نؤكد بان هذه القضايا إنصرافية وهي تهدم حصون الترابط الوطني بيننا 
اولاً : قضايا الانفصال وتقرير المصير هي (حق مشروع) وهو امر مسلماً به ولكنه حق مشروع لاصحاب المناطق : وليس القيادات المعارضية والمناضلين والولوج في هذا الامر ، او المطالبة به ، يعد استغلالاً من المناضلين او القيادات لحق غير مشروع والمحاباة لاخذ ثمرة ما قدموهُ من نضالات وتضحيات ثمناً ، وخير مثال رئيس جنوب السودان الحالي ( سلفاكير) والرئيس الزيمباوي ( موغابي) فقد كان نضالهم مرهوناً بثمن فلا يمكنك ان تحررني لتستعبدني ! بل النضال لإعادة الحقوق المستلبة وتسليمها كما هي ، والنضال الحر من اجل العدالة الاجتماعية والمساواة ، وانغماس المعارضين في القضايا المصيرية مثل الهوية او تقرير المصير ، يعد نضال مرهوناً بثمن ومبني علي مصلحة ، ليست المعارضة وكيلاً لتحديد هوية الوطن وليست هي التي تحدد تقرير المصير ، واذا كانت تؤمن بالوطن فلتحرر العقول ، ليفهم المواطن حقوقه اولاً ويختار هويته بنفسه ، فلا تتاجروا بالنور في عالم مظلم ، ولا تخونوا ثقة من اطمئن الي سعكيم ، قضيتنا مرهونة بالحرية والحقوق والواجبات والمساواة والمواطنة ، وتثقيف المواطن لينتقي خياراتهِ حر طليقاً ، وعدا ذلك هي متجارة سياسية ، فنحن مسئولين عن اعادة ما سرق .. ولكننا لسنا مسئولين من بيعه لهم بالصورة التي نراها .

  حكومة المتاسلمين المتعسكرين ذاهبة للزوال ، فأعيدوا الصفوف وتقلدوا السيوف ، فالثورة لا ترحم المتقاعسين .
   علي الشعب أن يختار هويته ، وعلي الشعب ان يقرر مصيره .
وعلينا إعادة ما سلب أولا” .

اللهم هل بلغت فأشهد …

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.