Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
د/ محمد صغيرون الشيخ الفكي
بناء الأمم : ارتريا من الثورة إلى الدولة
اوقفت الخرطوم كل أنشطة المعارضة الإرترية وخيرت عناصرها بين البقاء كلاجئين أو مغادرة البلاد.
نظم مجلس الصداقة الشعبية السوداني مؤخراً ندوة في الخرطوم عن العلاقات السودانية الارترية، حضرها السفير الارتري في الخرطوم. ووجهت الدكتورة إكرام محمد صالح الاستاذة في جامعة الأزهري انتقادات قاسية للحكومة الإرترية، متهمة اياها بتهميش المسلمين وتوطين المسيحيين في مناطقهم، وايقاف برنامج العودة الطوعية، كما أعربت عن استيائها لغياب #استراتيجية_واضحة_في_تعاطي_الحكومة_السودانية_مع_الشأن_الارتري. داعية الحكومة السودانية إلى فتح الملف الأمني ومراعاة المصالح الاستراتيجية لشعبي البلدين، وان تتعامل بالمثل مع ارتريا.
وصف الدكتور محجوب باشا – سفير السودان في أسمرا بعد اتفاق الدوحة – الموقف السوداني تجاه المعارضة الارترية بأنه #انتهازي ، حيث تستضيفها عند حدوث القطيعة مع ارتريا، ثم لا تلبس أن تطردها عندما تتجه العلاقات نحو التحسن. مبيناً أن ارتريا تفوقت على السودان واستطاعت توطيد علاقاتها مع المجتمع السوداني باطيافه المتعددة بينما فشلت الحكومة السودانية في ذلك نتيجة لسياساتها المضطربة، وأن من حق السودان إقامة علاقات مع المعارضة الإرترية في السودان وخارجه، وتبني مبادرة سلام بين الحكومة الارترية ومعارضيها.
يعبر الدكتور الباشا عن تيار عريض من المراقبين في السودان والذين ينظرون بغير عين الرضا لإدارة ملف العلاقات مع ارتريا، إذ أن ارتريا تأثيرها واضح في مجريات الأمور داخل السودان بينما السودان يتصف موقفه بالسلبية بل وبسعيه لحرق كروته الضاغطة بيده وطواعية، خاصة إذا ما قمنا بتحليل أدوات القوة وفقا لما يعرف بمحددات قوة الدولة والتي تجعلها مؤهلة للعب دور في حقل السياسية الخارجية، من الواضح أنه لا توجد مقارنة بين محددات القوة للسودان وارتريا. بيد أن ارتريا استفادت من وجود استراتيجية #دولية ترمي الى ضعف الدور السوداني ولقد استغلت هذه الموجة، أمر آخر وهو التغلغل الارتري داخل المجتمع السوداني ومؤسسات الدولة السودانية، باعتبار أن كوادر الجبهة الشعبية كانت ومازالت بقاياها في السودان. في واقع الأمر أن المعطيات تشير إلى أن السودان متفوق في هذا المحور على ارتريا، ولدى تغلغل أكبر في المجتمع الارتري ولكنه بكل اسف غير مفعل. يعاني ملف العلاقات السودانية الارترية – شأنه في ذلك شأن باقي ملفات دول الجوار – من خلل مؤسسي في ادارته اذ ان يدار خارج الجهاز الدبلوماسي، ونفس الأمر ينطبق على الدولاب الدبلوماسي في أسمرا. لذلك تغيب النظرة الاستراتيجية، ويخضع للمعالجات والمسكنات المرحلية.
