إن الله لم ولن يتجسد…

إن الله لم ولن يتجسد…
إننا لا نعبد الكعبة…وليس الله فيها بل هي مما حواها…
ولا نتقرب بها لله زلفى…بل نأتمر بأمره بالطواف حولها ومناجاته فيها كسائر مناجاتنا له في كل أرضه…وليست المناسك سوى مناسك… تحدد مدى الطاعة له والصبر على ما نلاقيه لأجل بلوغها واداءها وكمالها وتمامها…عدا ذلك فليست سوى جغرافيا ومواقع.
……
بهذا نؤمن…ونؤدي ما علينا ما استطعنا…مسلمين مؤتمرين ملبين مؤدين…منيبين لا جانحين…مؤملين لا مبلسين… ومقتربين لا شاطين.
……
هذا حالنا مع الله…فما بالنا مع البشر؟.
……
أيها السادة :
من كان يعبد الحوار و(الحواريين) فإنه قد مات وهم قد شبعوا موات… ومن كان يعبد الله فهو الحق…وسمى ذاته الحق…وهو حي لا يموت… وقد رفع درجات الحقوق حين جعلها مشتقة من إسمه العظيم… وجعلها بيننا مرفوعة…ووعد بإظهارها ولو بعد حين (ويظهره الله ولو بعد حين).
أيها السادة :
ماضون فيما آمنا به وعملنا له ونذرنا له أنفسنا ووقتنا ومالنا وجهدنا وفكرنا…ماضون نحو فعل دؤوب وعمل مضني نحو حرية كاملة وتحرر شامل ويقيننا أنه لا يزداد بريق الذهب إلا بإزدياد صقله ولهيبه وشدة الطرق عليه…وما قضيتنا إلا ذهبنا الذي ننشد.
الآن فقط تزداد الصفوف تمايزا وتتنقى ساحاتنا من غثاء المواقف…
الآن ستبرز لنا جبهات جديدة وتتوحد وهي المتفككة…ويتقارب فيها نحو السلطة والمال من تفرقوا بسبب السلطة والمال…وسيمضون نحو مآل جديد هم طرف مخاصم فيه…وطرفه الثاني شعب لا يبالي سوى بنصر حتمي أساسه ثورة شعبية تتماسك خطوطها كلما تساقط عنها ادعياء النضال…ثورة يزيدها غضب الشعب إضطراما وهو الذي طالما ظل ينشد تمايز الصفوف من ترهل المواقف…ولطالما ظل يبحث عن أقصر الطرق وانجعها لتمييز الصديق من العدو…والآن تتكشف له الساحات عن طلاب السلطة والمال من اصحاب الحق…هذا الحق المشتق من اسم الحق الذي نعبد…فلا حجارة نقصد في كعبة الله ولا جغرافيا…بل إئتمار نزعن له ونحن نطوف بالبيت العتيق…وإلا…فما الفرق بين حجارة اللات وصخور المروة؟.
…..
ايها السادة :
لا احزاب نعبد ولا زعامات نقدس…بل نحو حق نسعى عبرهم…فإن جنحوا عنه خفت بنا الراحلة وهي أخف نحو غايات تلوح كما يلوح ضياء الفجر المبين وهو ينسل انسلالا من بين الدجى والدياجر.

ألا إن طريقنا هو الثورة…
ألا إنها لطالما كانت وستظل ظافرة ومؤزرة…
ألا إن عدونا دوما هو عدوها…وليس للشعب من أيقونة ينشد سوى رسمها ورموزها…
ألا إنه لا مناص عنها ولا خلاص إلا بها…خلاصا يعقبه قصاص لا فكاك عنه…
بها نؤمن وسنظل…ومن كفر بها … به نكفر.
…..
اختم ببشرى عن جبهة مقاومة شرسة تتشكل وستعلن عن وجودها قوامها ووسيلتها ثوار لا يردهم عن الحق إلا الحق…ولا توقف لهم إلا ببلوغ غاياتها.

علاء الدين الدفينة.