الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الحركه الاسلاميه.. والسقوط المدوي …

الحركه الاسلاميه.. والسقوط المدوي …

     لا يختلف اثنان ان الحركة الاسلاميه وعرابها المقبور (الترابي) هما من اسسا لانقلاب يونيو الأسود في العام (١٩٨٩).
    ولايختلف اثنان ان البشير ، وبقية الضباط الذين نفذوا الانقلاب هم صنيعة الحركة الاسلامية ، وهي التي أمدتهم ببعض منسوبيها من المدنيين الذين شاركوا في الانقلاب المشئوم .
كان التخطيط معداً إعداداً محكما ، يغلب عليه المكر والدهاء ، وهما صفتان اصيلتان اشتهر بهما (العراب الهالك) وجماعته التي دفعت بالضباط والجنود لتنفيذ الانقلاب ، واختبأوا جبناً لحين ظهور ما تسفر عنه المغامرة وهذا ما جعل الترابي يقبل بالإعتقال للتملص من تبعات ما سيحدث إن لم تنجح .
والبشير نفسه دفع لقيادة الانقلاب اذ كان متخوفاً حتي يوم الانقلاب ، عندما مارست الحركه الاسلاميه ضغوطا مكثفة عليه ، مما جعله يقدم علي مضض لقبول القيادة ، مقابل مبلغ كتعويض اذا حدث فشل ، وهذا ما تحدث عنه بعض الإنقلابيين .
نجح الانقلاب وامسك (الترابي) وحركته بزمام الامور تماما بل ان (البشير) ومجلس ثورته كانوا واجهة فقط ينفذون ما يأتيهم من توجيهات الحركة ومجلسها الاربعيني ، حتي حدوث انشقاقات في مجلس قيادة الثورة احتجاجا علي التدخلات السافرة في كل القرارات ، ذات الاهميه القصوى المحددة لمسار الدولة وخططها العامة .
كان البشير يعلم علم اليقين انه لن يمكث طويلاً في المنصب الذي اسند له ، ولذلك ظل اسيراً لسيطرة (الترابي) والتنظيم خاصة في سنوات الانقلاب الاولي وحتي قرار حل مجلس الثورة كان قد اتخذ بواسطة التنظيم ، وقرارات التمكين ، وافراغ الخدمه المدنيه لافساح المجال لمنسوبيها ؛ لتولي المناصب القياديه بل والتدخل في قرارات افراغ القوات المسلحه ، والاجهزة الامنيه والنظاميه ، من كل العناصر التي يخشي تململها مما يحدث .
الا أن الأمور جرت علي عكس ما كان يخطط له التنظيم للاستيلاء علي السلطه ، وتنصيب الترابي للرئاسة .
قامت جماعه ممن استوزروا من التكنوقراط ، والتي كانت لصيقة بالبشير بحكم الممارسه اليومية للحكم ، وهم ممن ليس لديهم ارتباط بالحركه فقد لعبوا دورا بارزا في تغيير مفاهيم البشير ، ودفعه للخروج علي التنظيم ، والتمرد علي قرارات الترابي و جماعته ، علاوة علي ما اضافته له قيادة الانقلاب من مزايا وامتيازات يصعب التنازل عنها ، والتخلي عنها بسهولة ، زد علي ذلك ما حققته اسرته واهله والذين التفوا حوله طمعا في السلطة والثروة ، وشعوره الشخصي بالاستعلاء ، وولوجه دنيا الثراء العريض ، والسلطه المطلقه مما عجل بحدوث الانقسام الشهير ، بعد أن ضرب الجشع نائبه الماكر (علي عثمان محمد طه) ومذكرة (العشرة المشهورة) التي يتصدر قائمتها ( علي كرتي) فشرعوا  في انهاء المشروع الذي سمي بالحضاري ، وبداية الصراع الرهيب بين البشير وجماعته التي ذاقت حلاوة السلطه ، وتقلبت في النعمة ، واتجاه القيادة للمشروع السلطوي ، وتثبيت أركان النظام علي حساب المبادئ ، والشعارات ، واتجاه الترابي ، وجماعته لمحاربة البشير ، وخلق الكثير من المشاكل ، وزعزعة النظام ، ذلك الصراع الذي ما زالت تعاني منه البلاد ، وشعبها سياسياً ، واقتصادياً ، وامنياً ، وانتهي الي ما انتهي اليه من تجاذبات ، دفع ثمنها الشعب ، والنظام وانتهت الي غياب  الترابي عن مسرح الحياة ، وخفوت جذوة تنظيمه الذي حوصر من قبل البشير ، محاصرة محكمة مما أضطرهم الرجوع لبيت الطاعة مرغمين ولكن .
جرت مياه كثيرة تحت الجسر ، وفقدت تنظيمات الاسلاميين كالاخوان ، وغيرها اراض كثيره ، نتيجة الحرب الذي شنها المجتمع الدولي ، وخاصة الدول الكبري التي صنفت هذه التنظيمات كمنظمات ارهابيه ، ووقوع الانظمة التي كانت تعتبر حواضن للتنظيمات المشبوهه ، تحت ابتزاز القوي الكبري ، وتهديداتها وآثار حصارها  ، وعقوباتها ، كما حدث لنظام الانقاذ الذي اعلن استسلامه التام ، وتغيير وجهته تماما .
     الحركة الاسلامية فقدت كل اراضيها ، واصبحت كالمريض الذي يخشي الاقتراب منه الاصحاء خوف العدوي .
     تم الغاء (مؤتمر  الحركه الاسلاميه) الذي كان يسير الدولة ، وعقد اجتماع حضره البشير ونائبيه الاول ، والثاني وقيل انه اتي للمؤتمر وهو مبتئس ، متكدر ومبديا زهده في اي تواصل مع التنظيم ، والذي وصل الي نهايات تشبه نهاياتهم تماما ، فاصبحوا متشبثين بما يشبه الغريق عندما يمسك بالقشه املاً في النجاة بلا جدوي .
    لقد انتهي الأمر ،أيها الساده ، واضحت الحركة في حاجه ماسه الي من يواري سوأتها ، واظن أن (غراب الانقاذ ) سيقوم بهذا الأمر عاجلا” ، وعاجلا” جداً .
نقطة اخيرة :
ان هلاك مشروع المتأسلمين مدعيي الحضارة قد قبر وبانت شواهده . فمن يقبر عصابة البشير وعصابته التي ساومت بالوطن ، وجثت طائعة مختارة للعالم ، مقدمةٌ الوطن وخيراته فرضاً من فروض الطاعة والولاء .
سيكون شتاءً قارساً عاصفاً للمتعسكرين . الذين بان  تخبطهم منذ رفع الحظر ، وإرتفاع قيمة الدولار ، وإرهاصات الإنهيار الكبير.. .

  Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.