الخرطوم كان يا مكان

هذا هو عنوان الفيلم الوثائقي الذي عرضته شاشة قناة الجزيرة مؤخراً وهو للمخرج السينمائي وجدي كامل صالح، وثق الفيلم مع عدد من الأشخاص من مختلف فئات المجتمع موظفين وفنانين وسائقين تاكسي ومن خبراء في مجال تخطيط المدن تحدثوا عن خرطوم زمان خرطوم اليوم .
بدت لي الخرطوم بعيون الكاميرا لاول مرة منذ فترة بأنها هي الخرطوم التي اعرفها دون محاولات المكياج التي تحاول أن تجملها بها قنوات التلفزيون السودانية باظهار  نواحي الجمال فيها واخفاء مظاهر القباحة التي عمت ارجاء هذه المدينة اكثر من الجمال في حضرها وريفها سيان ،لقد شعرت أن الخرطوم صارت كعجوز أصابها كسر اعلى الفخذ  وبدلا من أن تعالج الأطباء فإن اهلها أصروا على أن تعالج عن طريق الطب الشعبي وذهبوا بها عند فكي أو بصير ليعالجها بالمحاية والبخرات والكي..حتى ذاد المها مع الكسر الام الجروح والتقرحات السريرية ومازال الامل أن يأخذها اهلها لغرفة الانعاش وتطبيبها عن طريق الطب الحديث.
لقد فقدت وعيها هذه الخرطوم بسبب روائح الفساد المالي والإداري قبل روائح نفاياتها   المدينة المسكينة وبسبب سؤ الاداره والتخطيط والفساد هي العاصمة التي يقال عنها حضارية من حكامها هي العاصمة الحضاريه التي لا يوجد فيها  صرفا صحي ولا تمتلك معامل ضخمة لمعالجة النفايات بشتى أنواعها كل ما ذكرناه هذا يشمل مدنها الثلاثة. لقد نقل الفيلم لنا من خلال الكاميرا كيف تزاوج الخرطوم بين الفقر والغني بصورة بشعة على مظهرها العمراني والتخطيطي وظاهر على المستوى الاجتماعي سبب ذلك هو أن إدارة الدولة تهتم بالاستثمار والمستثمرين التي يهمها الربح وملء جيوبهم  بعد أن أصبح قطاع الخصخصة هو الذي يتحكم في اقتصاد البلاد اكثر ما تهتم بالتنمية البشرية والاجتماعية التي ينميها القطاع الحكومي الذي يصب عائداته وارباح أعماله في تنمية المجتمع  .
فإذا كانت هناك مشاريع تنموية وخطط مستقبلية دون أن يكون هناك اهتمام بالوضع الاجتماعي وضخ أموال لمحاربة الفقر في المجتمع لا يحدثنا مسؤل عن أن الرد كباري وسد في وجود برمجة صيفية لقطوعات الكهرباء ووجود كبري وحيد يمر عليه قطار طيبة الذكر هيئة السكك الحديدية السودانية ولا عزاء لمدينة ام درمان التي لم تستطع حكومة واحدة منذ إلاستقلال أن تجعل القطار يمر على ارضها.

سامح الشيخ