السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *عن المشروع الفكري للمفكر محمود محمد طه*

*عن المشروع الفكري للمفكر محمود محمد طه*

? _*الهــدف.tt*_ ??
#آلُہــڊفُ آراءْ ﺣُــــرّة
✍═════════?

*البخيت النعيم*

بدعوة كريمة من الإخوة والأخوات قيادات الفكر الجمهوري وعلى رأسهم دكتور سعاد محمد بابكر والمهندس عماد البوشي، ذهبت للمشاركة في الندوة الفكرية والفلسفية التي ينظمها نادي الفلسفة السوداني المنعقدة في الفترة من 23-25 أكتوبر، ومكانها فندق كورال بالخرطوم والتي خصصت هذا العام لمناقشة موضوع الدين والحداثة.. والمشروع الفكري للمفكر الأستاذ محمود محمد طه، وقد حضر عدد كبير من النخب ولكنهم تفاجأوا بمنع السلطات الأمنية تنظيم الندوة.
الجدير بالذكر ،تمت دعوة عشرات المفكرين والكتاب وأساتذة الجامعات من مصر وتونس وفلسطين والجزائر والسودان وغيرهم من الدول العربية والأفريقية، يتقدمهم الدكتور مصطفى عبدو، والدكتور مجدي عز الدين حسن عن نادي الفلسفة السوداني، والأستاذة أسماء محمود محمد طه، والدكتور عصام عبد الرحمن البوشي، والدكتور منصور خالد، والدكتور محمود حيدر من لبنان، والدكتور خضر شريط من الجزائر، الذي تناقش ورقته الحداثة وسؤال الفكر والقيم والأيدولوجيا والعلم والإبداع، والدكتور هشام مصباح من الجزائر وتناقش ورقته نظرات في حركة العقل حول العلاقة الجدلية بين الدين والحداثة، والدكتور هشام عمر عن الدين والحداثة عن الأستاذ محمود، والدكتورة بتول مختار تناقش ورقتها الرسالة الثانية وتحديات العصر، والدكتور النور حمد عن التعليم والفنون في فكر محمود، والدكتور مصطفى عبدو عن الإشارات الإبداعية في فكر محمود، والدكتور محمد بومدين من الجزائر عن الإيمان والإلحاد مقاربات فلسفة المنعطف الروحاني بين محمود طه ومصطفي محمود، والدكتورة مها توفيق من فلسطين عن المرأة في كتابات محمود محمد طه ما بين المازق السياسي والنزعة الدينية، والدكتورة سعاد محمد بابكر قراءة آراء الأستاذ محمود محمد طه عن المرأة والدكتور عصمت محمود مشروع تطوير الشريعة عند الأستاذ محمود والدكتور بكري محمد خليل عن الأسس التصويرية للمذهب الفردي عند الجمهوريين، والدكتور حمزة عابد من الجزائر عن المنظور الحداثي للدين الإسلامي عند محمود محمد طه، والدكتور مجدي عز الدين حسن عن الدين والحداثة قراءة في المشروع الفكري لمحمود طه.
هذا اضافة لعشرات الأوراق والمباحث التي أعدت خصيصا للمؤتمر الثاني لنادي الفلسفة. وكان النادي أقام العام الماضي ندوة فكرية عن المفكر السوداني ابوالقاسم حاج حمد.
ومعروف أن المفكر السوداني المجدد الأستاذ محمود محمد طه من المفكرين الكبار في القرن الحديث وقد دافع عن مشروعه الفكري والفلسفي حتى استشهد واقفاً في موقف بطولي أكد مدى قناعاته بمنطلقاته الفكرية والفلسفية وقد كان كثيراً ما يردد في المحكمة إن المحكمة وقضاتها غير مؤهلين فنياً وفكريا لمحاكمته. لذلك حاربه دعاة الفكر السلفي والرجعي والأنظمة الاستبدادية حتى اغتاله نظام مايو في 18 يناير 1985 في محاكمة صورية عرفت بمحكمة الردة وهي شبيهة بمحاكم التفتيش في القرون الوسطي.
وقد تناول مشروع المفكر محمود محمد طه كثير من القصايا الدينية والاجتماعية والروحية وقضية المرأة والشرق الأوسط والدستور.
وقد كسرت اجتهاداته حالة الجمود الفكري والفلسفي الذي يعيشة الوطن والساحة العربية والأفريقية، وقد طرح كثير من الأفكار والآراء الجريئة وبدلاً من محاورته بالحجة والمنطق فقد استهدفته القوي الرجعية حتى اغتالته سياسياً ومن أجل التعتيم على فكرة فقد أخفوا جثمانه ورفاته في الصحراء، ولكن المفكرين الشوامخ لا يموتون فتبقى مآثرهم وأفكارهم حية، تجلت في مخطوطاته ومكتبته التي وثقت لسيرته كمفكر، ومنها كتاب الرسالة  الثانية، وتعلم كيف تصلي، والدين والتنمية الاجتماعية، وتطوير شريعة الأحوال الشخصية، والدعوة الاسلامية الجديدة، وحل مشكلة الشرق الأوسط وأسس دستور السودان.
وأقول رغم بعض اختلافاتنا الفكرية والسياسية حول المشروع الفكري للمفكر محمود محمد طه خاصة حول بعض القضايا التي تتعلق بالدين الإسلامي وجوهره كثورة روحية وإيمانية وإنسانية، كما نختلف معه حول طبيعة الصراع العربي الصهيوني، وأيضاً جدلية الأصالة والمعاصرة والدين والتراث، رغم ذلك نقول إن المفكر محمود محمد طه إضافة نوعية لحركة الفكر والفلسفة والتجديد والحداثة. كما له مواقف نضالية ضد المستعمر البريطاني في السودان، فقد قاد المقاومة والاحتجاجات في رفاعة ومدني والخرطوم ضد المستعمر، وضد التقاليد الكسيحة ومنها الخفاض الفرعوني وقد تم اعتقاله عدداً من المرات.
وقد أتاحت لي الظروف أن التقي المفكر محمود محمد طه عام 1983 في منزله بأم درمان الثورة ثم ظللت متابعاً محاكماته كصحافي حتى تم اغتياله في سجن كوبر يوم 18 يناير 1985، وهو حقاً اضافة نوعية لكبار المفكرين والمجددين كابن رشد، ومصطفى محمود، والمفكر أحمد ميشيل عفلق، والدكتور محمد عابد الجابري، والدكتور أبو القاسم حاج حمد، والدكتور محمد عمارة، والدكتور الياس فرح، والدكتور شبلي العيسمي، والدكتور فرج فوده وغيرهم.
كما تعرفت عن قرب على عدد من الجمهورين فكانوا في ثمانينات القرن الماضي يصطفون في الشوارع ويقدمون فكرهم في شكل كراسات تخاطب عقول الناس ويقيمون منابر الجدال الفكري في الجامعات والمراكز ويتميزون بالمثالية الفكرية ويلتزمون بسلوكيات تربط بين الجوهر والمعنى والشكل أي بين النظرية والتطبيق، وفي هذا لهم مقاربات ملموسة، حقا إنهم من دعاة المدينة الفاضلة ويمتثلون التواضع وقول كلمة الحق ويرفضون النفاق الفكري والسياسي.
ندين ونستنكر منع ندوة فكرية نحن أكثر حوجة لها لتحريك حركة الوعي والاستنارة والتجديد وتقديم رؤى فكرية ومعالجات واجابات ومراجعات لكثير من الاسئلة التي تعني بجدلية الأصالة والمعاصرة وكسر حالة الجمود والعقم للانتاج الفكري والثقافي الذي ظل يحاصر المنطقة والإقليم لعقود بفعل الأنظمة الاستبدادية والقوى الرجعية والتقليدية.
إن منع مؤتمر نادي الفلسفة السوداني لهذا العام يعتبر ردة على مكتسبات شعبنا في الحرية والديمقراطية وضد أي مشروع يعنى بالإنتاج الفكري والنهضوي، وحرية البحث العلمي والفكري والثقافي والابداعي.

*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.