الأربعاء , مايو 1 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *فلسفة ما لا يمكن احتماله!* *وصراع الخير والشر* الجزء الأول

*فلسفة ما لا يمكن احتماله!* *وصراع الخير والشر* الجزء الأول

ليس من حقك أن تصادر أفكار الآخر وأحلامه وما يصدر عن مكنونات ذاته التواقة لكل قبيح لأن النفس البشرية جبلت على الخير والشر والقبح والإصلاح والجنون أي كلما تغوص عميقا لتقرأ وتفهم كيف يفكر الأخر لحظة ضعف واستسلام تجد بأنه عاد إلى مسببات ضعفه وما يشعره بالنقصان كيف يسمح إنسان أن يدعى شيطانه ينتصر عليه في لحظة شعور بالنقص ؟ من أين ينال الإنسان الحق الإلهي الذي يكفل له أن ينعت الآخر بما ليس له يد فيه أن أكون أسود أبيض لؤلؤي أصفر أحمر غيرها من ألوان البشر والبشرة هل هذا وحده كفيل بأن أقف هناك بعيدا عن ذاك الذي يرى بأن الحاكمية له في الأرض لأن الله أعطاه أفضل الألوان هل هذا كفيل بأن أترك ذاتي واحلامي وحقوقي لذاك الأخر الذي هو أفضل مني بمفاهيمه حتى لا أسمع ما لم يستهويني حتى لا يجرح روحي ويهتز كياني ويهتف ذاتي من الوجع ! ولكن ما هذا الوجع الذي يستوهمني طالما ليس له وجود إلا في مخيلة ذاك الذي تلبسه الشيطان وقال ما قاله في لحظة شعور بالضعف لاحظ هنا قلت لحظة شعور بالضعف وليس النقص لأن هناك فرق بين المفردتين فالاولى تعني بأن هناك فعل ورد الفعل كان شعور بالضعف وتم تعويضه بنعت الأخر بما ليس له يد فيه (لونه) وهذا خلق الله اما المفردة الثانية لحظة الشعور بالنقص تعني بأن هذا الشعور لا يمكن احتماله لأن مصدره هو رفض هذا الذي يختلف عني وطالما هو مختلف عني فهذا يعني بأنني ناقص هذا الرابط الذي يجمعني به
ما لا يمكن فهمه هو كيف تتشابك هذه المفاهيم وتلتقي لتشكل نماذج سيئة للغاية عن الإنسان وقدراته عندما يمتحن في طموحه للسيطرة على الآخرين كيف ينتفض الإنسان ليحمي مملكته من السقوط والانهيار وفي سبيل ذلك يستخدم كل أسلحته الفتاكة يبدأ في التأثير على معنويات الآخر وأسباب قوته الروحية التي تنبع من داخل روحه اذا فشل في ذلك يعود لاستخدام وسئلة أخرى أولا يوحي لك بأنك ناقص وأقل من أن تكون في هذا المكان (أي لا يحق لك إطلاقا أن تحكم هذه المملكة ما دمت ناقص في وجهة نظري) ولا تهمني وجهة نظرك أما القيم والأخلاق سواء كانت مستمدة من الدين أو الأعراف أو التقاليد هذه فالتذهب إلى الجحيم فنحن لم نخلق الا لنعيش ونحافظ على ذاتنا في أعلى هرم المملكة أو فالتحترق تلك المملكة ما دمت أنا خارج سطوتها رغم كل تلك المميزات وماذا تريد أنت غير أن تكون بمحاذاتي وفي هذا وحده شرف لك هذا الصراع الغير مفهوم هو الذي دمر البشرية منذ لحظة خلق الكون وهذا دليل على أن الإنسان يتفاعل ويتطور ويأخذ من هنا وهناك ما يحفظ له طاقته مكانته كل شئ ولكن رغم هذا الظلام هناك ضوء يظهر ويختفي عندما يشتد الضيق ويحاصر تلك الحقيقة الموجعة أيضاً لماذا يرفض الإنسان أحياناً أن يتساوى مع الآخر مهما كان شكله لونه دينه بل حتى وطنه لماذا يبعد  هذا عن ذاك ويبحث الجميع عن أعمق أعماق التقسيم والاختلاف ثم بعدها يبحث الجميع عن المسببات الخارجية المبررات الداخلية وتعود كل أفعال واسباب الرفض إلى أخر يحول دون إلتقاء الجميع واتفاقهم على قيم ومبادئ يحتكم عليها وتكون هي الضامن إذا ما خرج أحدهم عن الطريق .هنا يرفض الإنسان لأنه رافض من الأساس أن يفقد ما يملكه يأتيه الشعور الشيطاني بأنه إذا ما تساوى هذا الآخر معي في الحقوق والواجبات ماذا ساكسب أنا هل أحتفظ بكل ما املك الآن أم سأصبح مجرد فرد عادي في مجموعة من القطيع هذا الشعور يمس الجميع يلتف حول ذاتهم يسبب لهم الشعور بالنقص والضعف ثم يعودوا ليختاروا أي خيار آخر متوفر يسبب اقل الخسائر والأهم هو أن لا يفقد أي منهم ما ناله من نصيب في لعبة الصراع بين الخير والشر هذه
فلسفة ما لا يمكن احتماله وصراع الخير والشر قائم على البحث والتقصي العميق في ذات النفس البشرية أحلامها في السيطرة على الآخرين ومصادرة حقهم في العيش بحرية وكرامة  صراع الأخر في التصدي على ما ينتقص من حقه ويحول دون أن يعيش كما يجب.

نورالدين جرجرة

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.