الأربعاء , مايو 1 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *هل إنسان الخرطوم والجزيرة عنصري؟*

*هل إنسان الخرطوم والجزيرة عنصري؟*

ما كنت نقلت مثل هذه الكلمات القبيحة  في مقالي هذا لعلمي التام أن هذا يصيب الكثير بالاستغراب والاستهجان لما ال عليه الوضع في هذا الوطن وما كنت كتبت اسم هذا الشخص أو صفته لأن التشهير ليس من صفاتي خصوصاً عندما أكتب في الشأن العام إلا أن هذا الشخص تمادى وكرر نفس هذا التعليق أو أقبح منه في نفس الموقع لذلك أمثاله لابد أن نتصدى لهم حتى لا يتكاثروا في هذا الوطن المنكوب بقصيري النظر أمثالهم.

*انت عبد عفن بتاع مرايس تشادي بقايا نهب وعاوز تجيب وسخك دا في جزيرتنا أمشي بعيد أعمل مؤتمرك دا في تشاد هناك وما حتقدر تعاين لي بعينك يا واطي دي ما دارفور ولا تشاد*

على القارئ أن لا يستغرب من هذه الكلمات أعلاه ولكن ساقط القول هذا كتبه في شخصي *نزار قرشي ود الشايب* على صفحة منبر أبناء الجزيرة على الفيسبوك بعد أن كتبت بوست صغير لإدارة المنبر والاعضاء اطالبهم فيه باحترام التنوع الثقافي والاثني والعرقي في مجتمع الجزيرة وأن سكان الكنابي جزء من النسيج الاجتماعي في الجزيرة من الواجب احترامهم  بدلاً من أسلوب الاحتقار الذي يمارس علىهم الغريب في الأمر أن هذا الشخص الذي كتب في شخصي هذه الكلمات وسب وشتم سكان الكنابي باقبح العبارات أعلاه يبدوا بأنه ينتمي إلى *الشرطة السودانية*  مثلما تظهر له صورة على صفحته في الفيسبوك بالزي الرسمي.

أنا ككاتب ومحلل ومتابع للمجتمع السوداني وسلوكه الحظ خاصة في الآونة الأخيرة تكرر مثل هذا الحديث ضد بعض الاثنيات والاعراق وهذا يعتبر مؤشرا خطيرا بحسابات علم الاجتماع السياسي وهذه العبارات من المؤكد مرفوضة من كل شخص عاقل وسوئ ولكن المحزن في الأمر إنها تصدر من شخص يدعي بأنه حامي القانون كل هذه السلوكيات حتى على مستوى الجامعات عندما يعتقلوا أي طالب لابد أن يمارس ضده هذا الإرهاب الاجتماعي والعرقي والاثني ومن رجال الشرطة والأمن في اعتقادهم أن بمثل هذه الكلمات والجهل يستطيع أن يجعلك تغضع له ولمنظومته الاجتماعية والعنصرية البغيضة التي تظن بأن لها الحق الإلهي في أن تحتقر كل شخص يختلف عنها في الثقافة والعرق واللون أولا  لكل مستوهم بلونه وعرقه(أن العبودية هي علاقة بين خالق ومخلوق وليس بين إنسان  وانسان ولهذا فإنها تكون صفة محمودة عندما تكون في إطارها الصحيح ولكن عندما يستخدمها الإنسان ضد أخيه الإنسان تصبح عمل مذموم فيه ظلم عظيم ورغم مرارة العبودية إلا إنها تعترف بإنسانية الآخر لكنها تتعامل معه على أنه إنسان من درجة أدنى
لذلك لا تظن أيها المستوهم بلونك أو عرقك أنك عندما تصف أحدهم بأنه عبد في هذا منقصة له بل إنك بهذا ترسل رسائل لهذا الشخص بمدى جهلك بهذه المفردة

السؤال الذي نحاول الإجابة عليه في الأعلى هل إنسان الخرطوم والجزيرة أو وسط السودان عموماً  أكثر من يأصل للاحتقار والعنصرية مقارنة بكل أقاليم السودان المختلفة في دارفور لم نسمع قديما بقضايا على هذا الشكل أن شخص وصف أخر بأنه وافد أو عبد أو غيرها من الصفات العنصرية المجتمع نفسه ثقافته الحياتية قائمة على أسس اجتماعية واعراف وعادات وتقاليد أي منظومة متكاملة تحكم الفرد وتصرفاته تجاه الآخر المختلف عنه في كردفان هناك أيضاً تعايش اجتماعي وتزاوج وتصاهر كبير بين كل الأعراق والقبائل المختلفة هذه الكلمات التي نسمعها في الخرطوم والجزيرة وغيرها من مدن وسط السودان لم نسمع عنها في كردفان أو النيل الازرق أو جبال النوبة هناك إذا تشاجرت مع أحدهم على سبيل المثال في الطريق أو في أي مكان لن يناديك بالعبد أو الوافد أو يحاول احتقارك لأنه تربى في مجتمع يأصل لاحترام الآخر بغض النظر عن كثير من الاختلافات التي ذكرناها سابقاً
في شمال السودان هناك درجات متفاوتة من العنصرية على أسس أخرى سنتحدث عنها في مقال أخر

الأيدلوجية الإقصائية التي تسود مجتمع الخرطوم والتي تسببت في حرمان الكثيرين من حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية أقرب مثال له تعامل رجال الشرطة والأجهزة الأمنية وبعض المواطنين الذين يشعرون بالتفوق العرقي كما يستوهمون تعامل هؤلاء مع بائعات الشاي في أسواق وشوارع الخرطوم الكادحات الثائرات كيف يتم ضربهم احتقارهم ورغم ذلك لم نجد يوماً واحداً مواطن خرج للدفاع عنهم لماذا لأنهم ضحايا الحرب من جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور أغلبهم من هذه المناطق رغم معاناتهم خرجوا ليبحثوا عن لقمة عيش شريفة يتعامل معهم رجال الشرطة بنوع من الاحتقار والمواطن ينظر لهم نظرة اشمئزاز يقول ليك هذه (ست شاي) هذه العبارة متداولة بكثرة وغير جميلة في حق هؤلاء الكادحات أن اتفقتم أو اختلفتم معي
نأتي للاطفال الذين يعملون في أسواق الخرطوم اطفال الاورنيش بائعي الاكياس والماء وأصحاب الفرشات وبائعات الكسرى والتسالي والفول هؤلاء كيف يعاملهم رجال الشرطة وأجهزة الدولة الرسمية المتمثل في إدارة المحليات في الأسواق ولماذا لم تسعى هذه المحليات لتقنين أوضاع هؤلاء وسن قوانين تحفظ حقوقهم اذا ما اعتدى عليهم أي أحد بلفظ عنصري أو فعل .

العنصرية في مجتمع الجزيرة والاحتقار والاقصاء الممنهج ضد سكان الكنابي مستمر على المستوى الشعبي والرسمي وهذا أسبابه كثيرة جداً وتتفاوت لأن المجتمعات نفسها
تتغير وتتبدل نسبة للظروف السياسية والاقتصادية
والاجتماعية في البلاد
……….
نواصل.

نورالدين جرجرة
jarjara999@gmail.c
om
*أن التفرقة العنصرية مرض لا يصيب البشرة بل يصيب العقل البشري*

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.