.التغيير في السودان من منطلق وجهات نظر متعددة الرؤية و مختلفة المضامين .

التغيير في السودان له اشكال عديدة و وجهات نظر مختلفة ، فهنالك من يريد التغيير من اجل حياة اقتصادية افضل و من اجل توفير الخدمات و  دعم السلع الاستهلاكية و هنالك من يريد التغيير لاجل الحفاظ علي خصوصيته الثقافية و جذوره التاريخية و هنالك من يريد التغيير لاجل ان يستطيع ان يزرع في ارضه دون ان تدفعه الدولة لهجرها بانتزاع حصاده او احراق نخيله و هنالك من يريد التغيير لكي يرجع الي قراه التي احرقت و حواكيره التي فقدها و لاجل الامان فلا تغتصب النساء و الطفلات و لا يقتل المواطنين بشكل ممنهج ، و هنالك من يريد التغيير لاجل  ايقاف القصف الجوي عليه ليستطيع ان يرجع الي حياته القديمة رغم بساطتها الا ان أبنائه كانوا يذهبون للتعلم و هو يسكن بمنزل يخصه يستطيع شرب الشاي في فناء بيته و هو يستمع للراديو دون خوف او النظر للسماء ترقبا و استشعار لقارات الانتنوف ، هنالك من يريد التغيير لاعادة حزبه التاريخي الي سيرته الاولي و يشارك في الحكم بشكل واسع يتناسب مع قواعده السعبية و سمعته السياسية و هنالك من الانتهازيين من يريد التغيير لاجل المناصب و الاستوزار و لا شيء غير ذلك .
اذن التغيير في السودان مصطلح فضفاض و متحول حسب رغبة من ينشدونه و  له اشكال عديدة تختلف باختلاف كل فئة من الناس حسب حوجتها الانية و نظرتها للتغيير في اطار ما تتمناه و ما تفتقده ، و التغيير في اطاره العام و كالتغييرات الماضية لن يخدم القضية ما لم تتحقق العدالة في جميع ارجاء الوطن و ذلك يتم باتفاق الخبراء من القانونيين و السياسيين و الاقتصاديين  في كتابة دستور  وطني شامل و قانون عادل لبناء دولة مواطنة ، و ان يبحث الاقتصاديين عن المخارج و الحلول في كيفية انعاش الدولة اقتصاديا باستخدام هبات الطبيعة  خارج و باطن الارض.
اما التغيير في تعريفه الحالي سيكون فاشلا علي الصعيد الاجتماعي و حُقوق المواطنة ، مثلما حدث في انتفاضتي اكتوبر و ابريل ، تغير النظام السياسي بانتفاضة شعبية و ما زالت مطالب الجنوبيين قائمة و لم يلتفت اليها احد بل واصلوا حربهم في الجنوب  و قتلهم لمواطني الجنوب في عقر دارهم ، و اتفقت جميع الحكومات المتعاقبة علي عدم الاعتراف بحقوقهم المشروعة الي ان غادروا بكرامتهم ، اذن التغيير السياسي  وحده لن يكون الحل لان السودان وطن قارّة متعدد الشعوب و البيئات لذلك تتباين المطالب و تعريفات التغيير لدي كل مجتمع و ما لم نجتهد  في العمل علي التغيير الاجتماعي بشكل عام  و نعطيه الاولوية علي قائمة التغيير الجذري سنعيد انتاج ذات الحروب و الصراعات  .

سمية هندوسة