الأربعاء , مايو 1 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *قيام دولة الكنابي في السودان الأوسط*!!

*قيام دولة الكنابي في السودان الأوسط*!!

حق تقرير المصير من الحقوق المكفولة لكل المجموعات العرقية التي تعاني من التهميش و الاقصاء والعنصرية البغيضة في أوطانها
سكان الكنابي الذين يعيشون في منازل من الصفيح والطين والقش حيث لا صحة لا تعليم لا حياة كريمة تليق بهم مع التهميش الكامل لقضيتهم الإنسانية من حقهم أن يطالبوا بحقوقهم في إطار الدولة الواحدة الموحدة ومن حق السلطة عليهم والقوى السياسية والمنظمات المدنية أن ينظروا لقضيتهم بشكل جاد لأن هذه القضية يمكن أن تصبح قضية عبودية ممنهجة لإنسان يعيش في مجتمع قائم على تناقضات غريبة جداً حيث الخدمات الصحية والتعليم والسكن تقدم من قبل الدولة على أسس اثنية وعرقية بغيضة ) عبر  منازل الصفيح هذه تمر أسلاك الكهرباء وخراتيم المياه لتذهب حيث القرى كأن إنسان هذه الكنابي لا يستحق أن يتمتع بهذه الحقوق وتسمية كنبو وحده كفيل لمعرفة حجم التهميش لأنه يعتبر معسكر اجباري يحوي مجموعة من البشر تمارس عليهم الدولة الاضطهاد

  إنسان هذه الكنابي  يتساءل هل من حقه أن يطالب بحكم ذاتي بعيدا عن السلطة المركزية علما بأن الكنابي تتوزع في ولايات كثيرة ولكن جلها يوجد في ولاية الجزيرة حيث المشروع الذي تم تدميره من قبل نظام الإنقاذ إذا فشلت الدولة في تجميع تلك الكنابي في قرى نموذجية تتوفر فيها الخدمات والرعاية الاجتماعية والصحية مع توفير مصادر للعمل والدخل والإنتاج من حق سكان هذه الكنابي أن يختاروا الحل الأمثل لقضيتهم لأن السودان بشكله الحالي يمضي نحو مزيد من التفكيك إذا ما هو مصير إنسان دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق الموجود في الكنابي بوسط السودان بعد أن عاش لآلاف السنين في الوسط في الوقت نفسه يعيش نفس التهميش الممنهج والاقصاء والعنصرية البغيضة التي يعيشها الآخرين في هذه الأقاليم اشكالات الدولة السودانية معقدة جداً وتحتاج إلى أن يبحث الجميع عن معالجات لقضايا أن لم تعالج تؤدي إلى مزيد من التعقيد والتفكك والضياع لهذا الوطن لأن سياسات كل الحكومات المتعاقبة كانت تمضي نحو هذا المنحى ونظام الإنقاذ عبر سياساته ينفذ في هذا الأمر دون أن يشعر او العكس
على سكان الكنابي والمعسكرات والمشردين في الشوارع والساحات العامة عليهم أن يحلموا بدولة تجمعهم جميعاً يختاروا لها اسما بمفردهم إذا لم تضمن قضيتهم في أي استحقاق دستوري أو انتقالي جديد داخل الدولة لأن القانون الدولي والإنساني يكفل لهم ذلك
قد يستغرب البعض من هذا الحديث ويعتبرونه غير منطقي لأن هذه الكنابي لا يمكن تجميعها في مكان واحد حتى تتوسع وتصبح دولة أو حتى ولاية واحدة أو إقليم نعم هذا يمكن أن يكون صعب ولكن غير مستحيل
الجميع مع معالجة اشكالات السودان في إطاره الموحد بشرط إسقاط هذا النظام لأن في وجوده من المؤكد سيتفكك هذا الوطن ولكن ما نعيبه على أن الكثير من القوى السياسية الفاعلة لم تتطرق لهذه القضية عندما تقدم مشاريعها الوطنية للتغيير مستقبلاً وهذا يعتبر خطأ لابد أن يصحح هناك قضايا ساخنة لا يمكن أن تسقط من أجندة أي حزب أو كيان سياسي يطمح في الحكم مستقبلاً وإلا سيدخل البلاد في المزيد من التعقيد والمشكلات إذا لم يبحث عن حلول لهذه القضايا من قبل
أظن أن قضية الكنابي تحتاج إلى مبادرات وبحوث وحوارات بعيدا عن كذب ونفاق السلطة التي تحاول اغماض القضية حتى تموت وتنتهي ويستمر التهميش لهذه الشعوب الفقيرة 
وعلى منظمات المجتمع المدني أن تبحث عن هؤلاء وتقدم لهم ما تستطيع لأن هناك من يموت من المرض لغياب المراكز الصحية وهناك من يحتاج إلى بئر مياه للشرب بدلاً من الشرب مع الحيوانات في مكان واحد وهناك من يعاني من الاستغلال في العمل دون أجر يحتاج إلى المنظمات الحقوقية وهناك قضايا المرأة والطفل والكثير من الإشكالات نعم السودان في عهد هذا النظام تعاني كل أطرافه من التهميش ولكن هناك أطراف أحوج واشد تهميشا من ضمنها كنابي البؤس والشقاء والحرمان والمشردين في الشوارع والساحات ومعسكرات اللجوء وغيرهم هؤلاء من يستحقوا أن نسلط عليهم الضوء حتى ينالوا ما يسد رمقهم من الجوع ما يجعلهم أحياء في وطن الكل فيه ميت من القهر والتهميش الممنهج.

نورالدين جرجرة

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.