الثلاثاء , أبريل 30 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
20160724.jpg

لا نداء سوي نداءك يا وطن…

لا نداء سوي نداءك يا وطن…20160724.jpg


القضية التي لم تفهمها حتي الآن المعارضة السودانية المتناحرة مع بعضها التي نسميها معارضة (الكيمان) انه لا يوجد إسقاط الا بالتوحد والترابط ، والإبتعاد عن المهاترات والإنقسامات ، فكلما شعر المعارضين بضعف حكومة  المتأسلمين ، ودنو إنيهارها تنحاروا فيما بينهم لملأ الساحة السياسية ضجيجا بمعني ( شوفوني ) ، وتكون وتيرة الصراعات دائرة رحاها ، حتي نستحي ان نقول اننا منهم فما صبروا ولا إنستروا ، وتبقي الأسئلة العالقة في الأذهان: .
ماذا قدمت المعارضة السودانية بكافة اشكالها ؟ وماذا سوف تقدم ؟
وهل ما نراه منها ينبى بالاصلاح ؟
كل تلك الاسئلة لا تعدو الا شيئا بسيط من مئات الاسئلة التي تحتاج الي اجابة ، وقس علي ذلك ،

فالمواطن البسيط يبحث عن أمل ، يجعله يثق في مستقبله ، ولا يمكن للمواطن ان يضع حياته علي شفير الموت ضد هذا النظام الباطش دون إحساس بالثقة وإيمان بالقادم ، مطالبا بالتغيير ، ليعتلي البديل عصبة متناحرة متفرقة ، لم يتفقوا علي الراي ، ولم يجتمعوا علي منطق ، ولا زال كتابنا يكتبون ، ونقادنا ينقدون ، ولم يظهر بريق أمل لمستقبل واعد ، وطريق آمن ، وكتلة ترفع الغم والحزن عن الوطن والمواطن .
كل ما يدور في دهاليز المعارضين حتي الآن هو إقتلاع نظام البشير ذاك القاتل السفاح السارق للوطن والقاتل للمواطن هو وعصابته ، ونحن نؤمن بذلك ، ولكننا نؤمن ايضا بفهم المواطن الباحث عن البديل الذي يكون الملاذ ، ليوهبه الثقة ويكون من خلفه ، بلا خوف ولا رهبة ، لقد حورت المعارضة القضية واصبحت جل اهتماماتها بحكومة البشير وتعرية نظامه المعرى ، وتناست التوحد بما قل من إمكانيات لرفع الظلم والقهر عن المواطن وتخفيف المعاناة عنه ، وهي السمات الانسانية التي أصب جام غضبي عليها ، والتي تشعر الشعب بان هنالك راعي آخر ، يشعر بما تشعر به  ويحس  بالآمك ويخفف من معاناتك  ، وهو مفهوم إنساني يجعل من معارضتكم مصدرا من مصادر الثقة التي خبات ، فما تبزله المعارضات في الكتابات والمنشورات ، والتجنيد والتخطيط ، وإهدار الأموال ، لو تحول للعمل الانساني وخدمة المواطن ، سيكون له كبير الأثر في نفسية المواطن البسيط ، الذي يركض خلف الأفضل ليقف الي جانبه ، ويرفع عنه المعاناه والظلم .
  
في فندق نوفتيل بالعاصمة الباريسية بفرنسا اقامت قوي نداء باريس اجتماعاتها بخصوص خارطة الطريق  ، وتصادفت مع وجودي بفرنسا ، وذهبت ومعي الاخ (مجدي مصطفي) والاخ النابلسي بحكم علاقتنا ببعضهم ، والتقيناهم جميعا ، وكانوا بقيادة الصادق المهدي ودكتور جبريل ومنو اركو مناوي وياسر عرمان ، وعمر الدقير ،  والقائمة تطول ، وانتهت إجتماعاتهم ، وعادوا ( بخفى حنين ) .
ولكم ان تتصوروا في هذه الاثناء كان يوجد قرابة الألف لاجئ سوداني في باريس ، تحت جسر ( جوريس ) بخيام هالكة ينتظرون من الحكومة الفرنسية توفيق اوضاعهم ، فروا من الطغيان والظلم والقهر ، يبحثون عن العدل ، والمساواة ، ومستقبل آمن ، كنت اظن من قيادة قوي نداء باريس زيارتهم ، ومخاطبة الحكومة الفرنسية بتوفيق اوضاعهم ، حتي لا يكون العمل المعارضي منطوي في محاربة الحكومة فقط ، يجب أن تكسو معارضتنا النوازع الإنسانية يكون مجمل همها الوطن والمواطن ، حتي تكمل الصورة التجميلية ، وترتفع وتيرة الثقة لدي المواطن البسيط ، ولكنهم عادوا دون ان يسالوا او يعرفوا ، او يقدموا او يتقدموا ، وحقيقة ، كان أمر مؤسف يوضح ان المعارضة في مفهومها هي ازالة نظام البشير فقط ، انكم تحاربون النظام لانه ظلم المواطن ، ونسيتم أنكم ايضا تحاربون المواطن لان بامكانكم تقديم شئ بخلتم به ، كان من الممكن ان يجعله يثق فيكم ، بعض المخاطبات والزيارات ترفع جدار الثقة ، وتخلق لك مناضل ، عدم اهتمام نداءكم  بمواطنكم المشرد الهائم علي وجهه  ، يوضح اهتمامكم بالسلطة والثروة
أهتم بمن تقاتل من أجله حتي يهتم بالقتال معك .
   
طرحت لأحد السياسين الموجودين بنداء باريس قضية المتواجدين بجسر ( جوريس ) وطلبت منه زيارتهم ، وكان رده غريب قال لي : (وناس السفارة السودانية ما زاروا الناس ديل ) !!!
قلت له كيف للسفارة السودانية ان تزور لاجئ يطالب برفع الظلم عنه ويشكو الحكومة السودانية كما تشكوه انت وقادتك ، انه شريك اصيل لك في المعارضة ، وأنسحبت وانا مستاء !!
  
يجب تؤمني ايتها المعارضات بأن هذا النظام لا يمكن ان يزول الا عبر ثورة من ابناء الوطن ، ولن تنفعكم نداءات باريس ولا نداءات السودان ، ولكن تنفعكم النداءات الإنسانية التي تصنعونها ، أهتموا بابناء الوطن قبل أن تهتموا بالمفاوضات والحوارات ، فهم مفتاح الثورة .
الثورة في قلب المواطن
والمواطن يحتاج من يهتم به .
الثورة قادمة لامحالة
والعصيان هو الحل
Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

*ألا تستحق مركز موحد للمقاومة!*

Share this on WhatsApp*جمر الشباب شديد الوهج* *بلاغة وفصاحة الدم المراق* *ألا تستحق مركز موحد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.