السبت , أبريل 27 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / سلسلة أعلام و وأماكن في الذاكرة 8… الحلقة الاخيرة من الجزء الاول
سامح الشيخ

سلسلة أعلام و وأماكن في الذاكرة 8… الحلقة الاخيرة من الجزء الاول

١
للاسامي معانيها كما للاماكن سحرها اخبرني احد العرافيين الالكترونيين بالأمس حين استنبأته عن معنى اسمي هل هو مطابق للواقع وارسلت للوالد اجابة هذا الفكي الإلكتروني فحكي لي الوالد قصة تسميتي بهذا الاسم النادر في بلاد السودان حيث نعيش جنوب الوادي كثيف الوجود عند اخوتنا في شمال الوادي عند مصب النهر العظيم اخبرني ابي قائلا (كذب المنجمون..لكن فعلا معني الاسم قبل المشاهدة حتي ممكن يدي انطباع كويس اوبطال
زي ما قلت ليك سامح كان بطل في الكشافة في مجلة سمير المصرية وفي المرحلة الوسطي كانت هوس اذا فاتني عدد اتجنن..ربنا يحفظك ولكن انت انت والاسم للتعريف
وان شاء الله نكون وفقنا في التسمية لان امك اعجبت بالاسم عندما اقترحته) لا يهم كثيرا مطابقة معنى اي اسم للواقع لكني زعيم الان بان التسامح الذي عشته وتعلمته ما بين حلتين صديقتين لدودتين.. يجمعهم الحب الكبير لمدينة بحري ويجمعهم التنافس الشريف في الحياة العامة الذي لا ولم ولن يفسد للود قضية يجعلني الاشد استغرابا على اختلاف و جهات النظر الذي يفسد الود بيننا هذه الايام كأنما أصاب ود زماننا نفاثات في العقد . هكذا حكم القدر بالنسبة لي ان ارتبطت حياتي بحيين شعبيين من احياء مدينتي مدينة الخرطوم بحري او لعلها العادة الكوشية النوبيه القديمة وهي ان اعتقد انه تم دفن الحبل السري لي بين الظلتين اللذان يفصلان هذين الحيين العريقيين بالخرطوم بحري حي ديوم بحري غرب ظلط المزاد وحي الختمية شرقه.. وهذا غير صحيح على كل حال فالحقيقة كما قالت لي امي الله يسلمك ويديك لي طول العمر في الدنيا يوم ما يألمك حكت لي امي ان بقايا حبلي السري حين الولادة اخذته حبوبتي أم الشيخ ودفنته بمسجد محمود بكر وهو المسجد الرسمي لسكان الحيين.
ها هنا القدلة كانت يا خلي الوفي خليل فرح حين استرق وارهف اسمع لصوتك الفراديسي ومثلها كانت القدلة مع اختلاف الزمان و تشابه الامكنة المعججة والمتربة والمكندكة بعبق ارياح الاشياء المحللة و المحرمة وبطيب ارواح الناس الطيبين المنتقلة والمقيمة من الخور الكبير لميدان عقرب وجنينة عبود وسعد قشرة و ميدان المولد.. و… لدي هنا وهناك اشيائي الخاصة ومن هذه الاشياء الخاصة عمود الكهرباء العمومي الذي في الركن الشمالي الغربي امام المنزل الذي يقابل منزلنا بديوم بحري وهو المنزل رقم(16 مربع 1ن)وللمصادفة العجيبة ان رقم منزلنا بالحي الاخر هو (16 مربع 1 م) مباشرة وانا ازعم ان هذا العمود يحمل من الاسلاك التي توصل الكهرباء للبيوت التي حوله مالم يحمله عمود من اعمدة الادارة المركزية للكهرباء منذ تأسيسها والي اليوم فهذا العمود بحسب تاريخ ميلاده الرسمي المنحوت عليه فهو من مواليد العام 1929 ومازال كانه من مواليد هذا العام لمهارة وامانة صانعيه في ذلك الزمن. يبدو أنني قررت التمرد في قرارة نفسي وانا كل يوم اري الظلم الواقع على هذا العمود للحمل الثقيل الذي يحمله دون ذنب ورغم ذلك يقوم بواجبه تجاهنا ولا يبخل علينا بالكهرباء ،كما الظلم الواقع علينا كمواطنين حيث يحمل المواطنين نفقات علاجهم وتعليمهم دون ذنب اقترفوه ورغم عن ذلك يقومون بواجبهم في بالدفع للرسوم التي تفرضها عليهم الدولة دون اي تحسن في الخدمات.
من هذا المكان وبجانب هذا العمود الصامد كان التعبير ،باعلان انني متمرد على كل انواع الظلم و باحث عن الكرامة المهدرة لي وهي اعز ما نملك وليس لنا ملك غيرها لذلك من هنا جاء تأسيس الحركة المطلبيةللتنفيث عن الظلم الذي يعيش بداوخلنا وهي حركة تحرير الديوم (حتد) التي قمنا بتأسيسها انا ومن سامتنع عن ذكر اسمائهم لدواعي امنية… فما اسعى اليه بتمردي هو ان نقبل ان نعيش مع بعضنا ونحن مختلفين وليس ونحن متفقين فالاختلاف ايه من ايات الله ومن ايات الكون ومن ايات مخلوقاته التي خلقهم جميعاً الله عز وجل.

٢
في العام1995 وبعد الانتهاء من امتحانات الشهادة السودانية كنا نعرف انه لامفر من
الدخول لمعسكرات الدفاع الشعبي لانه مربوط بالتقديم للجامعات لان استمارة التقديم لاي جامعة بدل ان كانت في مكتب القبول صدر قرار بانها ستكون متاحة فقط بمعسكرات الدفاع الشعبي مما يعني انه اي الدفاع الشعبي كان تجنيدا قسريا في مليشيا موازية للجيش.
كان مكان تجمع طلاب منطقة بحري في ميدان عقرب جئنا للميدان وكل معه اهله واصدقائه لوداعه الي مكان غير معلوم مما كان يذيد قلق الاسر للمصير المجهول الذي سيؤخذ له ابناءهم اليفع وهم في مقتبل العمر والاقبال على الحياة لكن مشروع التمكين كان يري فيهم مشروع للموت الرخيص ودروعا بشرية تفتدي املاكهم وتذود عن كراسيهم بالوكالة بالزج بهم في اتون كرهية او حرب يشعلون اوارها بغسل مخ هولاء الصبية وشحنهم بتخاريف شعاراتهم المهترئة والدموية التي تدعو الي اراقة بعض الدماء او كل الدماء بفرية فليعد للدين مجده ونحن للدين فداء في حين ان الحقيقة ليس للدين دخل فيما يخطط له بارسالنا للمعسكرات بل هي السياسة التي تم خلطها بالدين ليذداوا غنى ويتشبثوا بالسلطة على اشلاء وجماجم ابناء هذا الوطن العزيز.
مرت اللحظات ونحن في الميدان نترقب وصول الباصات او الحافلات التي ستقلنا الي حيث غياهب الوهم الذي خططوا له بحرفية نادرة و دعاية واعلام مؤدلج وتقية ان المعسكرات برامج ثقافية اكثر منها عسكرية في حين انها كانت فترة يصطادون فيها ضحاياهم الذين يسهل غسل عقولهم ويعتنقوا افكارهم الضالة والمغضوب عليها من كل مؤمن بقيم المحبة والسلام والتعايش السلمي ، كانت المفاجاءة ان الناقلات التي ستقلنا للمعسكرات ليست باصات او حافلات بل شاحنات كبيرة كتلك التي تنقل بها المواشي للتصدير. ركبنا غير ماسوف علينا تلك الشاحنات ومعنا حقائب الحديد التي يوصي بها كل من يذهب للمعسكرات تحركنا في اتجاه ام درمان ومررنا بشارع الثورة بالنص حتي اخره في ذلك الوقت وبعدها شقت الشاحنات طريقها في الرمال حتي وصلنا المرخيات تم استقبالنا في معسكر يعرف باسم معسكر التدريب الخلوي للطلبة الحربيين وبعد اجراءات طويلة وصفوف اطول تم توزيع السرايا والفصائل واعطي كل تسعة خيمة لينصبوها ويسكنو فيها كانت لحظات غريبة ومكان موحش وحمامات بائسة عبارة عن حوائط بدون دورات مياه وهنالك غيرها للضباط لاتختلف عنها كثيرا وان كانت افضل منها كان يبدا البرنامج اليومي بصلاة الصبح الاجبارية وبعدها تلاوة اختيارية ثم تمام الساعة السادسه صباحا وترديد نشيد في حماك ربنا في سبيل ديننا ثم الجري الصباحي في رمال المرخيات ولم نكن نردد تلك الجلالات التي كان يرددها العساكر عندما كنا صغارا وهم يمرون بشوارع مدينة الخرطوم بحري حين نصادفهم ونحن في طريقنا للمدرسة ، كانت جلالاتنا وللغرابة تصدر من بعض الزملاء وكانهم حفوظها مسبقا بل فعلا هم يحفظونها لانهم طلاب الثانويات المنتبسبين للحركة الاسلامية ويحفظون ادبيات الحركة وقد كانت مملة جدا بالنسلة لكثير منا لانها لا تروق لي بما تحمل من اساءات من قبيل يا قرنق يا عمالة يا عميل الخوجة وليلي يا ليالي الجنوب طوالي لكن ايضا في المقابل كان لطلبة الكديت جلالات خفيفة تذيد من ايقاع حماسنا وتكسر رتابة جلالات الحركة الاسلامية التي استهلك بعضها في اعلام ساحات الفداء .بعد الجري الصباحي كانت مادة البيادة العسكرية حتي صلاة الظهر وبعدها محاضرة قصيرة ثم راحة ثم بيادة الساعة الثالثة ظهرا ومن حسن الحظ ان التدريب في ذلك العام كان في فصل الشتاء ووقانا شر هجير الصيف ك كانت هنالك محاضرة رئيسة ثلاثة مرات اسبوعيا تبدا في الخامسة عصرا وهي التي يقضيها نعظمنا نائما من الارهاق لذلك لا اذكر عما كان يتحدث فيها لا اذكر غير المعلمين يصيحون اصحي يا مجند اصحي يا طالب.
وهكذا كانت معظم ايام المعسكر والتي كنا نكسر فيها سكون الليل باغنيات الطمبور التي كان يرددها زملائنا من منطقة الشايقية الذين تصادف وجودنا معا بنفس الخيمة في تلك الرقعة الهادئة التي كانت بعيدة عن العمران والضجيج كانت شبه صحراؤ خالية من النبات بها شجيرات قصيرة متفرقة ذات اشواك واوراق صغيرة تري عند جزورها جحور لفئران قيل لنا انها غذاء للبعاشيم وهو نوع من الثعالب صغير الحجم نحيف ينشط في تلك الاجزاء والبيئات الشبه صحرواية . كان يسمح لاسر الطلاب بزيارة ابنائهم كل يوم جمعة وكانت فرصة طيبة لتعارف الاسر وقضاء نهار مع الاهل يزيح عنا ملل الطوابير وتعب تمام الساعة التاسعة ليلا الذي كان يستمر احيانا الي موعد صلاة الصبح في ذلك الوقت من شهر ديسمبر حيث تكون درجات الحرارة منخفضة في تلك المنطقة من الصحراء بين جبل الحردان وجبل تربيزة هكذا قال لنا المعلمين ان تلك اسمائها.
استمر التدريب اربع واربعين ليلة في اليوم الثاني والاربعين والذي يليه كنا نذهب لبروفة التخريج في الساحة الخضراء بالخرطوم وكنا نذهب بباصات المؤسسة العسكرية بيكاسو وكنا نلتقي بدفعتنا من طلبة الخرطوم وامدرمان في بروفات التخريج حيث كان طلبة الخرطوم ياتون من معسكر القطينة وامدرمان كانوا بالقرب منا في المرخيات في معسكر عبيد ختم .في يومنا الاخير تحدث الينا الضباط وضباط الصف عن انهم يعتزرون عن القسوة التي تعاملوا بها معنا في كثير من الاحيان وانهم رغم هذه القسوة حزينون لفراقنا واكثر ما اتزكر بكاء احد ضباط الصف اسمه ويلسون وهو من اخوتنا في جنوب السودان بكى وهو يودعنا في تلك الليلة وحقيقة انه وزميله الاخر اظنه من سلاح المظلات كانوا اكثر المعلمين قربا منا وذلك لممازحتهم لنا في اوقات كنا فيها غضبانين ونوشك علي ترك المعسكر بسبب المعاملة من قبل معلمين اخرين لكنها هي الطبيعة العسكرية هكذا تقسوا عليك لان الميدان اكثر قسوة ولكنا في قرارة انفسنا نقول ان تلك القسوة تكون للجندي المحترف وهذا من صميم عمله.
جاء يوم التخرج وجاء البشير وجوقته وبدات المراسم الذي كان اكثرها هزلا القسم كان مفروضا على كل طالب ان يقسم على اطاعة الاوامر حتى لو ادى ذلك بالمجازفة بحياتك كان القسم يبدا باقسم انا اتفق معظمنا بان يبدا القسم بلا اقسم انا ومن الطرائف لدي صديق بدا قسمه باقسم انا كابتن ماجد البرير بدلا من ذكر اسمه الحقيقي وهكذا بدات المراسم وانتهت بفاصل راقص مع الرئيس البشير واحمد الله انه لم يسمع ماذا كنا نقول في ذلك الفاصل الحماسي الراقص.
٣
الخدمة الأجبارية الإلزامية (الوطنية)
كانت تمثل هاجسا للشباب بعد التخرج خصوصاً دفعتنا والدفع التي قبلنا ممن أجبروا قهراً لدخول معسكرات مليشيا الدفاع الشعبي الإرهابية وذلك في العام 1995 وذلك بحصر قوائم التقديم للجامعات في معسكرات الدفاع الشعبي بالنسبة للطلاب الذكور وتسحب فقط للطالبات من مكانها الطبيعي بمكتب القبول بامتداد شارع الجامعة بالخرطوم، وكأن أن ذهبنا لمعسكرات التدريب التي كان همها تحويل عدد مننا في تلك السن الباكرة للإرهابيين يموتوا من أجل دين الترابي الجديد وذلك تحت رعاية ومباركة الترابي وحركته الإسلامية ومن لف لهم فلا يستطيع لا الترابي أو غيره تبرئة نفسه بشهادة على عصر لم يكن يعيش فيه وحده فكلنا شهود على عصر الإرهاب وصناعة المتطرفين ومحاولة جعل الحياة كره لنا والموت هو الأصلح لنا في سبيلهم،
اتممنا الجامعة بحمد الله الذي حمانا وكثيريين من الإصابة باللوثة التي حاولوا زراعتها في ادمغتنا، لكن كان إن وجدنا بعد التخرج عقبة جديدة أخرى أمامنا وهي التجنيد الإجباري، والذي بدونه أيضا لا معنى لتخرجك فقد ربط استخراج الشهادة الجامعية باداء هذا التجنيد الإجباري ومرة أخرى ذهبنا مجبورين إلى معسكر القوات الجوية المقابل للكلية الحربية بمنطقة كرري العسكرية شمال مدينة أم درمان، وبعد ملابسات وصفوف طويلة ومعاملة مذلة قررت اللجنة الطبية تصنيفي في المجموعة المسماة(ج)، الذين يجب أن يخدموا في مؤسسة مدنية وتعطى إفادة بذلك وتذهب بها وتبحث عن مؤسسة حكومية تقبل أن تعمل لديها بعدها يتم تنسيبك لها من منسقية الخدمة الإلزامية، حصلت على موافقة لعمل فترة الخدمة العسكرية الإلزامية ببنك السودان، حيث وجدت عدداً من مجندي الخدمة مثلي ولكن لكثرة العدد لا يوجد قسم يقبلني بالبنك سوى قسم اسمه أمن المنشآت وافقت على العمل به وهو القسم الذي يشرف على استقبال البنك والبوابات، ذهبت وقابلت مدير هذا القسم سألني أن كان لدي إلمام بالكمبيوتر فاجبته بنعم، وقد كنت موقنا أنني سأكون في احد بوابات أو مداخل البنك كعامل في الاستقبال، لكن تفاجأت بأنه يطلب مني البقاء في أكشاك إدارة وحدة أمن المنشآت والتي كانت مكاتبها عبارة مكاتب خشبية من طابقين وذلك بمبنى بنك السودان القديم بشارع الجامعة تسمى بالاكشاك ، الموقع الحالي في تلك الفترة كان تحت الإنشاء.
لم يكن لدي عمل يذكر أو أن لهذه الوحدة عملا يذكر، تعرفت على بعضهم وهم كانوا من الذين لديهم شهادة إكمال للمرحلة الثانوية تم تعيينه بها كمؤهل اكاديمي وقد ذكر لي أحدهم أن معظم العاملين بهذه الوحدة وحدة أمن المنشآت ببنك السودان التي تعتبر إدارة جديدة أنشئت لخلق وظائف للمجاهدين الذي ذهبوا تطوعا وقاتلوا في الجنوب مع مليشيا الدفاع الشعبي، فقد كان من يأتون أحياء منهم يكافئون أو ينعم عليه بوظيفة إذا كان لا يوجد لأحدهم  وظيفه قبل ذهابه (مجاهدا) إلى مناطق العمليات . وقد كان معظم العاملون بهذه الإدارة من ذوي القدرات والمهارات المتدنية الا من رحم ربي.
اتممت حوالي أربعة أشهر من فترة السنة التي يجب أن اوديها كخدمة إجبارية، بعدها تم تحويلي لقسم المدفوعات بعد أن أكمل احد الزملاء الذين يؤدون الخدمة الإلزامية بهذا القسم الذي يتلائم مع دراستي الجامعية، عملت بهذا القسم وسط ترحيب رئيسته الموظفة الكفئة الأستاذة مها الحفني وقد كان جميع الأفراد التابعين لهذا القسم مرحابين ومتعاطفين مع كل الذين يؤدون الخدمة العسكرية. كان القسم يتبع لإدارة تسمى الفرع الرئيسي وقد كان جميع موظفي هذه الإدارة يولون أفراد الخدمة الإلزامية عناية خاصة ومعاملة رقيقة وكانوا يطلقون علينا اسم اولاد الخدمة الإلزامية، لهم الشكر والتقدير نيابة عن جميع اولاد الخدمة على حسن تعاملهم وكرمهم معنا، وقد كان معظم أو غالبية موظفي إدارة الفرع الرئيسي ببنك السودان من النساء، اكملت فترة الخدمة بهذه القسم التي كانت مفيدة نوع ما بالنسبه لأول قسم عملت به ببنك السودان كفرد خدمة إلزامية، كان المشرف علينا موظف من شئون الموظفين اسمه عبد الرازق وقد كان إنسانا فظا في المعاملة، خصوصاً معي بعد أن علم بأنني عند ما يكون هناك مسيرة جماهيرية للكيزان فقد كان يأتون بنا كأفراد خدمة إلزامية ويحملوننا لافتات مكتوب عليها نقابة بنك السودان وياتوا لنا بأحد حافلات البنك ومذهب لمكان المسيرة الذي غالباً ما يكون الساحة الخضراء بشارع أفريقيا أو المطار، علم عبد الرازق بأنني عندما اصل مكان المسيرة اول شي أفعله  أن أخبر احد زملائي بأنني لن اكمل هذا الكلام الفارغ وساغادر واذهب للمنزل،وبالفعل كنت أغادر ولا أعود للبنك في ذلك اليوم، وكان أن صادف في تلك الفترة مسيرتين أو ثلاثة على الأكثر مما اعتبره هو عدم انضباط وهددني بأن يخبر المنسقية ولكنه لم يفعل مع اني طلبت منه أن يفعل وقلت له أن لدي قسم اعمل به بالبنك، لماذا لا يذهب هو فهو عضو في نقابة العاملين. وقد كانت لديه المقدرة على فعل وتنفيذ ما قال وهو ليس في صالحي ولكنه لم يفعل فيبدو انه في قرارة نفسه أيضاً متعاطفا معنا وقسوته معنا لم تكن سوى ظاهرية. اتممت فترة الخدمة الإلزامية ببنك السودان وبدأت بعدها معاناة البحث عن وظيفة والدخول والخروج خالي الوفاض من اعلانات لجنة الاختيار للخدمة العامة.

(نهاية الجزء الاول من حكايات سلسلة أعلام و أماكن في الذاكرة)

سامح الشيخ

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.