Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
عجبا لبلد وضعت ضابطا وعسكريا في أعلى هرم رئاسي في البلاد عجبا لبلد وضعت ضابطا وعسكريا على باب كل مستشفى وسيارات أمن مركزي وجنود مدججين بالسلاح والعصي على باب كل جامعة ومعهد ومدرسة وسينما ومسرح.
كيف ننشد التغيير والإصلاح والثقافة والتطور العلمي ونحن نعبد الخوف والانكسار مع استمرار هذا الخوف يولد الانكسار والقبول بهذا الواقع
من الذي عبث بثقافتنا من الذي عبثنا بحياتنا من الذي حول هذا التنوع والجمال والاختلاف الثقافي والاثني إلى أداة لقهرنا وضياع هذا الوطن وانسانه نحن من فعلنا ذلك الجميع يسأل نفسه هذا السؤال ماذا تشعر عندما ترى الموت والحريق والاغتصاب والقهر والاضطهاد في أقاليم البلاد البعيدة ؟
هل تحزن تبكي تموت من القهر والعذاب والألم كل هذا لن يحرك ساكن ما دمت لم تفعل شئ تخرج تعبر عن رأيك ترفض تشجب تدين تقف في الشوارع ولو أمام بابك لترفص هذا الأمر وذلك أضعف الإيمان !
فالجميع في هذا الوطن مسؤول من كل قطرة دم تسيل في كل شبر من أرض هذا الوطن
أن جام غضبنا نصبه اولا على رؤوسنا ثم نبحث عن مبررات أخرى لمحاكمة هذا الواقع والبحث عن أسباب الفشل وشبه الضياع الذي يسري في هذا الوطن
إذا تحولنا إلى حالة الفعل الفردي المسلوب الجميع سيتحول إلى بطل من ورق في لحظة الفعل يشجب ويدين ويرفض ويلعن السلطان ولكنه لن يخرج ويتحد مع الآخر ليرفضوا أي سلوك مشين يحصل لشخص آخر مضطهد في هذا الوطن
كنا شعب واحد في جنوبه وشماله وشرقه وغربه كيف رضينا أن نقف في الظل ونتفرج على من يدورون بيننا يصنعون من جماجمنا كؤؤسا للشراب نحن نستحق كل ما يجري لأننا تخلينا عن المجموعة لصالح فرد واحد لا غير وهذا هو الحساب الأخير
أن الواقع يفرض علينا أن نعيد تفكيرنا ما يجري بأسم المناطقية والشعبوية والقبائلية لن يقودنا إلا للمزيد من التفكك والموت والعذاب والفقر والألم الشعوب الواعية هي من تتحمل مسؤولياتها وتعالج اشكالاتها وامراضها بالوحدة والعمل الجماعي لا بالتشرزم والبكاء على اللبن المسكوب
هذه العصابة التي ادمنت الفشل وقسمت المجتمع وقتلت انسانه وفرقت شبابه وشردته هي من تستحق اللعنة وليس الوطن
الجهد الذي نبذله في الكثير من الانقسام والتشفي بيننا يستحق أن نوجه للمزيد من القبول والتلاحم مع قضايا الآخر في أرض الواقع وحان الوقت أن نتألم سويا بدلاً من يتألم ويموت ويتعذب كل منا بمفرده
نورالدين جرجرة
