الأربعاء , مايو 15 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

#الهدف

الموقف الصحيح يكسب
=========
بقلم الأستاذ : محمد ضياء الدين
================
خلال ستة وعشرين عاما ً، ظل حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي  ثابتاً على موقفه المبدئي والاستراتيجي ، من الانقلاب الذي وقع في الثلاثين من يونيو عام 1989 والداعي لإسقاط النظام واستعادة الديموقراطية ، بالاستناد إلي تجارب شعبنا وخبراته في مناهضة الانظمة العسكرية وانجاز ثورتين ظافرتين في القرن الماضي. هذا الموقف والثبات عليه ، مكن الحزب من التنبيه ، مبكراً لاخطاء المعارضة  التى إلتأمت في أكتوبر من نفس عام الانقلاب تحت راية التجمع الوطني الديموقراطي، الذي كان لحزبنا الشرف في المشاركة في تأسيسه.

الموقف الصحيح يكسب

#الهدف

الموقف الصحيح يكسب
=========
بقلم الأستاذ : محمد ضياء الدين
================
خلال ستة وعشرين عاما ً، ظل حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي  ثابتاً على موقفه المبدئي والاستراتيجي ، من الانقلاب الذي وقع في الثلاثين من يونيو عام 1989 والداعي لإسقاط النظام واستعادة الديموقراطية ، بالاستناد إلي تجارب شعبنا وخبراته في مناهضة الانظمة العسكرية وانجاز ثورتين ظافرتين في القرن الماضي. هذا الموقف والثبات عليه ، مكن الحزب من التنبيه ، مبكراً لاخطاء المعارضة  التى إلتأمت في أكتوبر من نفس عام الانقلاب تحت راية التجمع الوطني الديموقراطي، الذي كان لحزبنا الشرف في المشاركة في تأسيسه.
وكان ابرز تلك الاخطاء ، والتي دفع تواترها  الى خروج حزبنا من التحالف ، هي نقل مركز المعارضة الى الخارج ( القاهرة ) وتعديل ميثاق التجمع لاستيعاب الحركة الشعبية لتحرير السودان ضمن التحالف ، وتبني الكفاح المسلح كإستراتيجية للتحالف المعارض بديلا عن خيار اﻻنتفاضة .
وقد اصدر حزبنا ، بيانا شهيرا إثر تطورات حركة المعارضة ، وفق نهجها الجديد عنونه باسم (نداء المسؤولية الوطنية ) حذر فيه – مجددا – قوى المعارضة من الانزلاق في رمال السياسة الدولية المتحركة ، ومن خطورة تبني شعار تقرير المصير ، بما ينطوي عليه من تهديد لوحدة البلاد.
وقد أكدت تطورات الاحداث اللاحقة سلامة وصحة الموقف البعثي، والذي اصبح مثل البوصلة  أو المنارة ، التى اهتدت به كثير من القوى الى الصراط السياسي المستقيم  . فبعد مناورات واسعة ومتعددة وجدت القوى السياسية نفسها تقف في نفس الموقف الذي يقفه البعث، لكن بعد أن تكبدت البلاد خسائر فادحة ، تتحمل  الأقسام  المؤثرة من المعارضة ، جزء من مسؤوليتها ، بسبب تكتيكاتها الخاطئة . وكان ذلك بعد أن انفصل الجنوب نتيجة ممارسته حق تقرير المصير ،المحصلة الوحيدة لاتفاقيات نيفاشا – مشاكوس بعد ان تبددت وعود الوحدة الجاذبة ووعود التحول الديموقراطي والقسمة العادلة للسلطة والثروة وغيرها. إذ انفردت الحركة الشعبية بحكم الجنوب ، فيما واصل نظام الجبهة الاسلامية القومية هيمنته على الشمال.
وتعتبر اتفاقية نيفاشا- ميشاكوس أهم مختبر لفرضية تغيير النظام من خلال التفاوض ، إذ انها رسخت لمثل هذا النهج لدى بعض الاوساط المعارضة . غير ان الاتفاقية  التى حققت للمتمردين الجنوبيين ، عن طريق التفاوض ، مالم يستطيعوا تحقيق ربعه أو ثمنه ، بالسلاح خلال اربعة عقود من الحرب ، جرت في سياق توازن للقوى  ساهمت فيه القوى الدولية في ترجيح كفة الحركة الشعبية خلال المفاوضات وهو شرط لم يتوفر لإتفاقية القاهرة ، التى هدفت لإلحاق ماتبقى من التجمع ، بعد أن انفردت الحركة الشعبية بالتفاوض مع النظام في مشاكوس ونيفاشا. ولذلك ظلت اتفاقية القاهرة حبراً على ورق ، وهو ذات المصير الذي واجه اتفاقية ابوجا بعد ان سحبت القوى الدولية دعمها لها ، وهي التي ساهمت في إنتاجها. وبالمقابل فقد وفرت المفاوضات المتعددة التي شملت اغلب العواصم العربية والافريقية ، حول قضايا السودان ، مع فصائل المعارضة المختلفة ، خلال ربع القرن الماضي ، للنظام خبرات كبيره وقدرات استثنائية في المناورة وفي افراغ الاتفاقيات التى يعقدها مع خصومه السياسيين، من أي مضمون ، وتحويلها الى أداة لدعمه واستمرار بقائه في السلطة.
وهو ماينطبق بشكل كبير على مصائر العديد من الاتفاقيات ، التى تلت نيفاشا وابوجا، والقاهرة ،والتى سبقتها ، مثل اتفاق جدة وجيبوتي .
ويكمن الخلل الاساسي في تلك الاتفاقات وماسبقها من مفاوضات افضت اليها، في ضعف القوى السياسية المفاوضة وعدم امتلاكها لوسائل ضغط تمكنها من إلزام النظام وتقيده بتنفيذ الاتفاقات. وقد راهنت بعض القوى دون جدوى على العامل الخارجي في ظل غياب وسائل ضغط خاصة بها ، غير أن مصالح القوى الخارجية – غالبا – ماتصادمت مع مصالح المعارضة ، وظهر مؤخرا بشكل واضح وجلي إنحياز ما يسمي بالمجتمع الدولي لسياسات النظام ، ودوره في الضغط على القوى المعارضة للقبول بالتسوية المتفاوض عليها والتي تقوم علي الحفاظ علي النظام والعمل علي إلحاق بعض من أطراف المعارضة في سلطتة .
إن ضعف قوى المعارضة ، في عمومها والناتج عن ضعف علاقتها بالجماهير ،  يجعلها الطرف الاضعف في أي مفاوضات مع النظام ، ولن يكون في مقدورها فرض شروطها عليه .الأمر الذي يحتم على المعارضة  التى تراهن على التسوية التفاوضية ، تقوية موقفها التفاوضي علي الأقل من خلال تمتين التفاف الشعب حولها عبر تعبئته وقيادة معاركه اليومية ، بهدف مبدئي هو إسقاط النظام وليس إصلاحه أو ترميمه أوالمشاركة فيه .
ومثل هذه المفاوضات لن يكون هدفها أقل من تفكيك النظام صامولة صامولة ذلك عندما يقبل النظام بتسليم السلطة تحت الضغط الجماهيري ، وفي هذا الاطار ، يمكن فهم الحوار بإعتباره عملية تسليم وتسلم  ، لتحقيق الهدف الاستراتيجي ، وهو تنحي  النظام ، ضمن المقصد  النهائي.
إن ضعف المعارضة ، يحتم تقويتها، بالعمل وسط الجماهير ، واستنهاضها للنضال اليومي وبمختلف الوسائل السلمية المتاحة من خلال الأنخراط في النضال اليومي في الشارع ووسط الجماهير يتحسن الاداء السياسي للمعارضة ، وتتخلص من أدوائها، وتعزز موقفها، بما يمكنها من فرض ارادتها ، التى هي من ارادة الشعب، والذي هو مصدر قوتها.
إن اي تسوية ، في ظل التوازن الحالي للقوى داخليا وخارجيا ، لن تكون الا في مصلحة النظام واستمراريته واستدامته في الحكم وليس لصالح عملية التحول الشامل والحل الجذري التي تحتاجها بلادنا .
لذلك ﻻ بد من التنبيه لما يجري الآن من مناورات في الداخل والخارج تحت عناوين مسارات الحوار ، إذ ﻻ يمكن أن نتغافل الأمر في إنتظار ما تسفر عنه مخرجات اللقاءات لإبداء الرأي .
مع تأكيدنا – المتكرر – أن الحل الشامل لن يأتي اﻻ في ذهاب نظام الرأسمالية الطفيلة الإسلاموية ، وأن نجاح الحوار الوطني بين المكونات السودانية لن يتم اﻻ بذهاب المؤتمر الوطني ، وأن التمسك بالموقف الوطني الصحيح هو الإنحياز لقضايا الشعب والنضال من أجل حقوقة المشروعة خارج معادلة القوي والضعيف ، مع الإنتباه لخطورة دور العامل الخارجي المنحاز للنظام في صنع وتوجيه القرار الوطني .
إن إستقراء الوقائع والتجربة السودانية تؤكد أن المخرج من اﻻزمة الوطنية الشاملة ﻻ يمكن أن يأتي عبر الحوار مع النظام الذي لم يعد له شرف يمكن أن يتنازل عنه لمحاورية لصالح حل وطني متساوم عليه ، كما أن القبول بالضغوط الدولية لن تنتج قرارا وطنيا يعبر عن الإرادة الوطنية المستقلة ، وأن ﻻمخرج ﻻزمة بلادنا اﻻ بإعادة اﻻعتبار للجماهير صاحبة المصلحة في عملية التغيير عبر إرادة وطنية خالصة بقيادة قواها الحية ، من أجل بديل وطني ديمقراطي تقدمي .

____________________
#الهدف
تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل”

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على فيسبوك:
https://m.facebook.com/hadafsd/

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

*تصريح صحفي* *المتحدث الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل*

Share this on WhatsApp*تصريح صحفي* *المتحدث الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل* سخر المتحدث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.