الطاغيه والمذبحه …

   علي مرأي ومسمع من طاغية العصر جرت المذبحه ، جيش مدجج بالاسلحه الفتاكه ومليشيات تحيط بالنازحين الذين فروا من ديارهم التي كانت آمنه قبل ان تلفظهم الي مجاهل المعسكرات ، بفعل ادوات القتل والاباده ، وجرائم الاغتصاب ، والنهب ، بتعليمات مباشره من السفاح الأحمق .
    رفضوا زيارته التي دبرها لإثبات أن المنطقه آمنه ، وان الاقليم يشهد استقرارا” وأمنا لإعلام سادته الامريكان بذلك ، ولكن الشرفاء من سكان المعسكرات واجهوه ببسالة نادرة ، وبشجاعه لا مثيل لها ، مما أفشل الزيارة واهدافها ، وقوض مراميها الشئ الذي افقد الطاغية الجبان صوابه ، ومن معه من مخرجي المسرحية الهزيله وعلي رأسهم الوالي القذر ،  وقادة الجيوش والمليشيات فكانت النتيجه ان انتصرت ارادة المظلومين الذين فضلوا الاستشهاد علي الاستسلام ، فكانت المجابهه الغير متكافئه فقد عمد محترفي القتل والإباده الي استهداف العزل ، والابرياء ، الذين كان سلاحهم الهتاف ضد الطاغيه ، والاصرار علي عدم دخوله للمعسكر .
   وخوفا علي حياته خاطب مجموعه من الذين اتوا بهم قسرا خارج (معسكر كلمه) ، كان يتحدث ببرود معهود فيه بينما طلقات الرصاص تاخذ حياة الابرياء أمامه بلا رحمة .
   وهكذا يثبت الطاغيه كل يوم تعطشه لدماء الابرياء ، والفتك بمن تبقي منهم في أبشع صور الجبن والنذاله .
يجب علينا ان نحمل ( اليوناميد) المسئولية في تخاذله عن حماية الضحايا ، ونحمل القاده الافارقة والمجتمع الدولي ومؤسساته المشبوهه ، مسئولية تخليه عن القضايا بتلك الصورة المهينه ، ونحمل قادة الحركات المسلحه اكتفائهم بالادانات ، ونحمل المعارضه السودانيه المسئوليه لعجزها في محاربة النظام المجرم ؛ بل وتخليها عن واجباتها جبنا” وخذلانا” .
     ويبقي الشعب هو الأمل المنتظر ، بعد ان اتضح أن لا خلاص الا علي يديه ، ولا فكاك الا بالتضحيات ، وان ما حدث في (كلمه) هو باعث أمل بالرغم من تمسك النظام بفرض سياساته القمعيه ، وتمسك الضحايا بشرعية مطالبهم ، بمشاركة مجموع الشعب في الداخل والخارج .
    رحم الله كل شهداء القمع والارهاب الانقاذي علي مدي عمر النظام القاتل ، وشفا الجرحي ويبقي الأمل قائما ، ما ظلت تنادي به القوي الحية والثوريه ، يا لثأرات الشهداء ، ولن تضيع نقطة دم واحدة هدرا طالما كان ديدن الشعب التمسك بالثورة ، لهدم قلاع الطغيان …

Ghalib Tayfour