قصة أطفال بين الدموع والدماء…

قصة أطفال بين الدموع والدماء…
……
كيف يموت الأطفال وما الذي فعله المجتمع…
رفاعة…كفاح جيل وعزيمة مجتمع.
…..
قريبا من مستشفى الأطفال برفاعة كانت هناك مقبرة تتمدد وتزداد مساحتها كل يوم…ما أن تشرق شمس يوم جديد حتى وترتفع على الارض بضع قبور جديدة لأطفال قضوا نحبهم بين عنابر وعملية مستشفى رفاعة…بعضهم حديثي الولادة والاغلبية لم يصمدوا امام الملاريا والالتهابات واهمال الدولة ولا مبالاة الاطباء وجشع الاستثمارات الصحية وانعدام الامكانيات…يمضون بهدوء كما اتوا للدنيا بنفس الهدوء… وبعد أن يودعهم زويهم التراب الابدي تبدأ رحلات من الاوجاع والانين ما بين انتحاب الامهات وأنين الآباء وطي المسؤولين لدفاتر المفقودين وملفاتهم الاحصائية (إن وجدت) وتقييدها (جرائم قتل مستمرة…والفاعل هو القدر).
الرحلة لا تنتهي هنا…بل تبدأ مع الأماسي حلقات أخرى أبشع من كل ما يتصوره الإنسان حيث تنبش الكلاب قبور الصغار وتنهش جثامينهم الغضة وكثيرا ما وصلت الشكاوى بهذا الخصوص وكثيرا ما طرقت المكاتب ومنابر المساجد… وبما أن أغلب حالات الدفن تكون سطحية في التربة وبما أن أغلب الوفيات من الريف وبما أن زوي المتوفي لا يراجعون فقيدهم في القبر فمرة اخرى يتم تقييد الجريمة (ضد الكلاب).
……
تمادت الادارات المختلفة المنضوية تحت راية وزارة الصحة في اهمالها الذي بلغ درجة نفاذ صلاحية ادوية المنظمات الخيرية داخل مستودعات الخدمات الصحية…وظل التدهور والاهمال سمة ملازمة لمرافق رفاعة الصحية مع فساد مالي واداري بلغ مرحلة بيع دخل باب المستشفى لمستثمر وفق عقد سنوي ولم تكتفي الادارات بذلك بل تم رصد التلاعب والاختلاسات والسرقات على اعلى مستوى اداري ومالي بالمستشفى وتم رفع الامر اداريا لوزارة الصحة والمعتمدية وقانونيا لأعلى المستويات وتم نشره اعلاميا… ولكن…من يشكو من…ولمن يشتكي…وكل الدولة في السرقة سواء…كلهم في العشق شرق.
……
نهضت منظمة شباب النهضة الخيرية وتكفلت برفاعة… تكفلت بكل شي…وبذلت ما فاق ال8 مليار جنيه في سبيل بناء بنيات تحتية تشمل عموم الخدمات واولها الصحة والتعليم.
……
انشأت وأهلت مستشفيات ومدارس ومست بخدماتها ولامست كل هموم المجنمع.
…..
ولوقف زحف الموت الملاصق والملازم للاطفال أنشأت المنظمة مع مستشفى الاطفال حضانة للأطفال وجلبت لها الحضانات بتكلفة فاقت نصف المليار بينما صرفت خمسة مليارات على مستشفى الاطفال الذي شيدته طوبة طوبة وجلبت لهما المعدات والاجهزة مسمار خلف مسمار.
…..
وهي تؤسس وتنشئ وتؤدي كل ذلك من الدعم الذاتي…
الدولة لا تدعم…بل تجبي…وجباياتها وصلت مرحلة ان تتقاسم تحصيل تذاكر دخول المستشفى ورسوم العيادات المحولة…الدولة تبيع ادوية منتهية الصلاحية…الدولة تمارس اقسى انواع الجريمة ضد رفاعة ومجتمعها..
والذي بذل الاموال ودفعها هو مجتمع رفاعة والمهاجرون من شبابها مليما مليما…ودولار وريال وجنيه ودينار.
…..
قال وزير الصحة قبل عيد الفطر انه لا يستطيع ان يفتتح حضانة الاطفال لانه لا يملك الكوادر لتشغيلها…
ووزير الصحة نفسه الدكتور عماد الجاك جفف قبل شهر مستشفى الاطفال القديم وسحب منه عشرة اطباء في يوم واحد ايذانا باغلاقه بينما مجتمع رفاعة الذي انفق المليارات ينتظر افتتاح المبنى الجديد…لكن الوزارة التي كانت تتفرج على فشلها امام نجاح مجتمع رفاعة وهو يؤدي لها في مهامها ردت عليهم بتجفيف المستشفى القديم من الاطباء حتى بلغ الحال بالمستشفى درجة اغلاق ابوابه مساء وتدنى التردد على المستشقى من 260 طفل مريض في اليوم ل60 فقط!!!
والوزير الدكتور عماد الجاك يردد بأنه لا يملك الكادر لتشغيل ما افتتحته رفاعة وشيدته من مستشفيات وحضانة اطفال وغير ذلك من مرافق خدمية…ومن حر مال انسانها…
والوزارة توقع عقدا مع مقاول من طرفها ب300 مليون لتشطيب بعض اعمال المنظمة…ويختفي المقاول باموال رفاعة…ويقول الوزير انه لا يعرف المقاول وان على اهل رفاعة ان يبحثوا عنه!!! وتقول رفاعة انها جاهزة لتكملة وتشطيب كل ما أنشأته…ولكن…ما حكم الملايين التي استلمها مقاول الوزارة من الوزارة بينما انكرت الوزارة مقاولها الذي جاءت به…من عندها…وبمعرفتها…؟؟؟
……
السيد عماد الجاك…يا وزير الصحة…
تقدم باستقالتك فورا…
يا اهل رفاعة :
انتم سادة الرأي وقادة المجتمعات…
تعلمون جيدا كيف يكون الرد…
وتعلمون الذين دفنتم من أحبة لا تزال نيرانهم تحرق كبادكم…وتعلمون من المجرم…إنه ليس المجهول…بل أوغاد بينكم اسمهم منسوبي وزارة الصحة.
…..
سادتي :
دافعوا عن مكتسباتكم…دافعوا عنها…فلا تزال (الكلاب) تتربص بالاحياء منكم مثلما نالت من لحوم (الاموات).

علاء الدين الدفينة.