السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / بوليتيكا السرقات الذكية

بوليتيكا السرقات الذكية

? _*الهــدف.tt*_ ??
#آلُہــڊفُ آراءْ ﺣُــــرّة

بقلم:عبد الله رزق
============

أعادت سرقة منزل والي كسلا، آدم جماع  بحي الفتيحاب، بأمدرمان تحت تهديد السلاح (8 ألف يورو و250 ألف جنيه)، إلى الأذهان حوادث مماثلة،  يجمع بينها -ربما-  أكثر من ناظم، غير أن أبرزها  في هذا السياق، هو انتخاب بيوت مسؤولين كبار في الدولة والحزب الحاكم هدفاً لها، بما يجعلها ذات مغزى  مبيت يتجاوز ظاهر السرقة. فوراء الناظم المركزي يختبئ مايمكن تسميته بالعقل المدبر، المسؤول عن تنسيق تلك العمليات وإدارتها بشكل دقيق ومتقن. وقد كانت آخر حلقة من سلسلة تلك السرقات “الذكية” التى لم تنقصها الجسارة والإثارة، هي سرقة مكتب د.صابر محمد الحسن، محافظ بنك السودان السابق، رئيس القطاع الإقتصادي بالمؤتمر الوطني الحاكم بالخرطوم (28 ألف يورو، و32 ألف دولار). وسبقها سرقة منزل والي النيل الأبيض السابق يوسف الشنبلي الواقع في جنوبي الخرطوم(3 كيلوجرام من الذهب). وكذلك سرقة منزل وزيرة ولائية، لم يتم الكشف عن هويتها، كائن بأمدرمان، قدراً غير محدد من المال بجانب 40 جراماً من الذهب. وقد خرجت وقائع تلك السرقات الضاجة بإثارة الذهب والدولار واليورو للإعلام بطريقة أو أخرى، بما يمكن من الإفتراض بأن الهدف منها هو الفضح بشكل أساسي ونهائي خاصة فيما يتعلق بحادثة منزل د. قطبي المهدي على الأقل وذلك  بتوجيه إهتمام الرأي العام وتركيزه حول التساؤل بشأن مصادر تلك الثروة موضوع السرقة التى لاتتوفر -فيما يبدو- بينات كافية لمساءلتها قانونياً في وقت يحتشد فيه المناخ السياسي بالحديث عن الفساد، مع غياب إرادة حقيقية لمحاربته. وهي إثارة يمكن أن توفر آلية مناسبة للأغتيال المعنوي للمستهدفين بالنظر إلي أنهم أي  المستهدفين أو المنتخبين المختارين ضحايا لتلك السرقات، هم من كبار المسؤولين في الدولة والحزب الحاكم والذين ينخرطون بشكل أو آخر في الصراعات الداخلية بين مراكز القوى أو تقاطعاتها، يضفي على عملية السرقة بعداً سياسياً. ويتمحور هذا الكشف والفضح لا حول حجم وكمِّ المخبوء من ثروات المسؤولين، والتي قد لاتتناسب مع دخولهم من الوظيفة الحكومية حسب، وإنما على نوعية المسروقات والتي تكاد تنحصر كلياً على الذهب العملات الحرة بشكل خاص، في وقت تعاني فيه البلاد من شح في تلك العملات بالذات ومن تدهور في القوة الشرائية للعملة المحلية نتيجة المضاربة في العملات الأجنبية، خاصة الدولار الأمريكي.
فحيازة العملات الأجنبية – التى قد تنطوي على مخالفة للقانون- وكانت ذريعة لإعدام شابين  في بدايات حكم الانقاذ، هما “مجدي محجوب محمد أحمد والطيار جرجس القس بسطس”- تسلط الضوء علي جانب من أسباب الأرتفاع المضطرد لسعرصرف “الدولار” مقابل “الجنيه السوداني”، ومايترتب عليه من آثار سالبة، مثلما تثير الاشتباه، بشأن وجود نشاطات ضارة بالاقتصاد الوطني، يتورط فيها مسؤولون كبار، خلافاً  لما تروج له السلطات عن تأثيرات العقوبات الأمريكية السالبة على الأوضاع الإقتصادية بالبلاد، بما في ذلك الإرتفاع المضطرد في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني، وهي توقعات ليس ثمة مايسندها، في الواقع، في ظل  وجود مسؤولين كبار، ينشطون، تحت ساتر الحصانات التي يتمتعون بها، في إكتناز الذهب واليورو والدولار.
أهم مايجمع بين حلقات تلك السلسلة من السرقات الذهبية – الدولارية، التي استهدفت أماكن في مقدمتها سكن مدير الأمن الأسبق، د. قطبي المهدي، يفترض أنها مؤمنة بشكل جيد هو سمة التنظيم  والتنسيق الدقيق والتخطيط والتنفيذ المحكم مما قد يوحي للوهلة الأولى بتطور هائل في جريمة  السرقة يضع قوى إنفاذ القانون في العاصمة القومية أمام تحدٍ جدي، وربما يحرج السلطات التي ظلت بين الحين والآخر وكلما تأزم الوضع تقوم بحملة “بوليسية “على تجار العملة بالعاصمة ترافقها أو تلحق بها، أوتسبقها حملة “إعلامية “عن حصول البلاد على وديعة دولارية من إحدى دول الخليج العربي لغرض التأثير على “المزاج العام” في السوق الموازي.
إن النزوع نحو إغتيال الشخصية واستخدام تقنية الفضح والفضح المتبادل في تصفية الحسابات كبعض من أدوات الصراعات الداخلية بين مراكز القوى على السلطة، يمثل مرحلة متقدمة من تفاقم تلك الصراعات داخل النظام والحزب الحاكم. وهو ليس بالأمر الجديد في تاريخ تلك الصراعات عبر مسيرة النظام. فقد أرهصت عملية فضح “فساد محاليل كور” أواخر تسعينيبات القرن الماضي وماتلاها من قضايا مفضوحة بلغت ذروتها في قضية “فساد طريق الإنقاذ الغربي” عن تطور الصراع الداخلي بين “الشيخ” و”الجنرال” داخل التنظيم (الاسلاموي) الذي دبر إنقلاب 30 يونيو 1989م حول السلطة والذي عرف بصراع القصر والمنشية وتفاقمه وصولاً إلى إخراج الشيخ الدكتور حسن الترابي زعيم حزب الحركة الاسلامية وعراب الإنقلاب من معادلة الحكم، وتحول الخلاف الداخلي إلى صراع مكشوف وعنيف.
وغالباً ما تضع بعض الصحف بوعي أوبدونه – كما حدث في سياق صراع القصر والمنشية- نفسها في خدمة أحد أطراف الصراع، متخلية عن استقلاليتها ونهجها في التقصي حول الوقائع وتناولها بالحيدة والموضوعية اللازمتين.

*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇
لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.