كيف استحال المشروع الحضاري الي مشروع نهبوي بأمتياز

كيف استحال المشروع الحضاري الي مشروع نهبوي بأمتياز
وشهد شاهد
المقال الذي نشر كاتبه ليس يساري ولكنه الأخ ناجي  أمام عازف القرنوف الذي قاتل في احراش الجنوب بالسنان وفي نشاط جامعة الخرطوم باللسان ادناه
ظللت اتابع في حيرة ماخطته انامل بعض المنسوبين علي الانقاذ وهم يدلقون حبرا كثيفا في محاولة يائسة لوضع المساحيق لتجميل وجه النظام  بعد ان استحال بعد 27 عاما الي مشروع نهبوي بامتياز  اختطف الوطن من براثن الطائفية ليلقيه في حضن الفردية والديكتاتورية العصبوية. او هكذا اراه اليوم وقد كنت جنديا في صفوفه بل ادعي انني كنت اكثرهم هوسا بالمشروع القاصد الي الله حتي تبين لي من بعد ذلك انني ماكنت سوي بيدق في ايدي  عصبة لايهمها سوي السلطة والثروة فاكتشفت ان الكفر بهذا المشروع اصبح لازما كي احافظ علي صحيح ايماني بالوطن باعتباره يوما ما سيسع الجميع.
هذا المدخل مهم لفهم حالة الهستريا التي اصابت هؤلاء الذين يعتقدون ان الوطن يقع في المساحة مابين شارع المطار وشارع النيل ولا يستطيعون ان يصدقوا انه مازال علي ارض الوطن من يرفض تجلياتهم العبقرية في ادارته التي جعلته نصف وطن ,ونصف مواطن, ونصف سيادة, فقد سئمنا انصاف الحلول, التي افقدتنا ارضا دون ان ننعم بالسلام فلاتزال دماؤنا تشخب علي سفوح جبل مرة وتلون عيدان القنا في النيل الازرق بعد ان رضينا من غنيمة نيفاشا باياب الرجوع وسط ضحكات المجاملات ومصافحات النفاق.فاصبح الوطن يتم التصرف فيه من قبلهم كانه صيد ثمين يتم يوزعون لحمه كيفما شاءوا (وكتير الفشفاش علي ام الفضل تاكل فيه وتزغرد)
ربما يرون ما ابوح به بين هذه الاسطر نكرانا للجميل بعد كل هذا التداعي لبيان محاسن الانقاذ من طرق وكباري وسدود وكهرباء واتصالات وصابون وكبريت وحتي البيتزا والهوت دوق.
يرون اننا مجموعة من الاوغاد مصابون بالحقد واعيينا اصابها رمد المعارضة لا نعدو سوي اننا ثلة من المارقين لنحطم اصنامهم التي بنوها علي حساب دماء الابرياء في سبتمبر وماقبلها وما بعدها علي مذبح الثورة متطاولين علي الهتهم وبالتاكيد لايمكننا لومهم او الاختلاف معهم في حرف مما كتبوه فمن الحب ماقتل من حقهم ان يقودوا الجوقة ويعزفوا الحان فروض الطاعة والتغزل في صنمهم عبر الالات الموسيقية والفرق النحاسية باسقاطات نفسية بها كل التشوهات القيمية والاخلاقية.
علي اولئك الذين ارادوا ان يثبتوا لنا ان الوطن بداء وسينتهي عندهم. وان الليالي الحالكات التي نعيشها. لايزال في جعبتهم الكثير مما سيتالق ليحيلها الي بؤرة من النور والرخاء ان يعلموا اننا نعرف ونعلم ان وطننا اكبر. كان ولا يزال .وهم وحدهم من قزموه حتي يناسب قياسهم في الصابونة والكبريت. واحلامهم الصغيرة في طريق مسفلت وكبري طوله 25 مترا ليرقصوا حوله كما الهنود الحمر حول النار التي سرعان ما تستحيل الي رماد قبل ان تجد الجقور والفئران تحتها مكانا للبقاء والسكني.
لقد كان اليوم 30 يونيو 2016 استفتاء صامتا للشعب السوداني وبعض الذين ساهموا في هذا الوضع علي الذكري المنسية وبصرف النظر عن انه لم يعد هناك من يريد ان  يتذكر. ذكري الامتطاء علي ظهر الوطن ليعلق الزينة اوتصدح حناجر المغنين وتجود قريحة الشعراء بمناقب الانقاذ  الا الذين يمسكون بطرفي حبل (  المحويب) فان المكسب الوحيد والاهم ان وعي  المواطن السوداني قد تحرر من الاوهام والاساطير والاكاذيب التي احاطت به من كل جانب ل27 عاما علي شاكلة ناكل ممانزرع ولا زالت امواج الباخرة الامريكية التي تحمل الاغاثة تتكسر علي شواطئ البحر الاحمروازيز محركاتها يخرص كل اصوات الكاذبين،،، نلبس مما نصنع واسواق الخرطوم تعج بالمنتجات الصينية الرخيصة بعد ان تشتريها فتياتنا يكتشف معتمد الخرطوم انها فاضحة وكانها نزلت من السماء ولم تدخل عبر مطار الخرطوم ودفع اصحابها لقاءها الجمارك واتاوات المحلية من عرض خارجي ونفايات وغيرها مما تفتقت به العقلية الريعية  فيرسل شرطته لتحملهم علي ظهور البكاسي فهو يهتم بماذا يلبسون ولا يعنييه ماذا ياكلون،، ياهؤلاء ليس لنا ذاكرة الدجاج يكفي ان ننظر حولنا لنجد ان دولا كانت تتمني ان تصبح كالخرطوم تصدرت العالم واخري في نصف فترة حكمكم اضحت بين العظام ويشار لها بالبنان يكفي اننا تقزمنا حتي اصبحت بلادنا تنقص من اطرافها فتجرات علينا مصر واخذت ارضنا ومصرت عرضنا تجرات علينا اثيوبيا واحتلت ارضا كانت تنتج وعدا وخبزا وتمني…. وضراعنا للغير… يكفي ان ماتوفر لكم من موارد اذا توفر لاي دولة لاصبحت تقود العالم وهي تتحكم في لقمته وغذاءه ولو حكمها اعمي البصر ولكنه ذو بصيرة. اصبحنا محل حجازة للافارقة الذين حررناهم من الاستعمار ومحل صدقة للعرب الذين علمناهم وبنينا بلدانهم بعقولنا وعلمنا وارسلنا لهم الصدقات والمحامل واصبحت كل ابوات عساكر العالم تعرف كل شبر من بلادي يتجولون بين شواهق الخرطوم التي بنيت بقوت الغلابة ودماء الشهداء وعذابات البيروني وشهاب برج ودموع ذوييهم واهات امهاتهم ورمال دارفور وغابات النيل الازرق بقبعاتهم الخضر آه ثم آه
وشن جاب المديح للذم؟ 
وشن دفن الفرح في الهم؟
وكيف ضاعت سبيبة الكيف بامر السيف في تبن الكم؟
وشن خلا العشم وهمين كراع في الغيب وايد في الدم؟
وكم زاجل ضهب في الريح
وكم مرسال طواه اليم
كت عشمان يهل فجرا
اقول لعينيك بشارة الخير
كل ماتبوس عيوني فجر
بعد لبن يغيب مني ويشيلوا الطير
وكل وطنا خريطته خلاص
يقع ويتماص بايد الغير
وكل وردا في سدر الناس
يموت ينداس في وحل السير
ولكل وترا لهج انجاز
لنبض الجروح انحاز
طريقه سدر وسجنه شبر وحزنه سفير
حزن يابا…. حزن يمه… حزن ياقوم

ناجي امام
٣٠ يونيو ٢٠١٦