السبت , مايو 4 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة احمد بطران عبدالقادر / مناضلوا الكيبورد والنظام..!

مناضلوا الكيبورد والنظام..!

مناضلوا الكيبورد والنظام..!

أحمد بطران عبد القادر

لعل السادة في النظام يعيشون حالة إنكار للواقع بصورة مذهلة وغريبة تجعلنا نتشكك في سلامة العقلية التي يديرون بها الشأن العام فالحقائق تقول أن هنالك نظام قمعي حاكم وهنالك معارضة له منذ فجر بيانه الأول الذي أعلن فيه إستيلائه على السلطة لان الناس في بلادي جربوا فظاعة الأنظمة الشمولية وعاشوا في ظلها مكسوري الجناح مهدري الكرامة لذلك ظلوا على الدوام يحتجون ويرفضون القوانين الجائرة المكرسة لهيمنة الشمولية بشتي السبل وبكافة الطرق ويقاومون الأنظمة العسكرية بقوة وحزم حتي يستعيدوا الديمقراطية لبلدهم والتي كانت ولا تزال أهم منجزات الاستقلال .
في أوائل عهد النظام الحالي خرجت كل الأحزاب الوطنية الي الاطراف حاملة السلاح في وجهه وكونت التجمع الوطني الديمقراطي ثم تغيرت إستراتيجيات هذه القوي الوطنية والتي رأت ان العنف لا يولد الا عنفا أخر فعادت الي حظيرة الوطن لتمارس حقها في المطالبة بالتغيير من الداخل ومنها من شارك في الحكم ومنها من التزم بخط المعارضة السلمية لكن المتغيرات السياسية بعد إنفصال الجنوب وإندلاع حرب دارفور جعلت البعض يرجح العمل العسكري لإحداث التفيير خصوصا وأن النظام كانت دائما لغته لغة القوة ( الزارعنا غير الله يجي يجي يقلعنا – الداير يسقط الانقاذ يجرب لحسة كوعو) وغيرها من العبارات الغير مسئولة التي كرسة للكراهية ضد القائمون على أمر الحكم وجعلت الهوة شاسعة بينهم وبين غالبية جماهير الشعب رغم كل ذلك ظلت قوي وطنية لحجم حزب الامة القومي وأحزاب اخري نشأت لملء الفراغ الماثل في الساحة السياسية السوداني مثل المؤتمر الشعبي تعول على العمل المعارض السلمي من الداخل.
واليوم العمل المعارض لإستمرار دولة المشروع الحضاري يزداد ضراوة ويصبح أكثر تنظيما من ذي قبل ويعبر عن نفسه بكافة السبل المتاحة والوسائل المتوفرة ولعل مواقع الواصل الإجتماعي زادت مكانتها وأصبحت الأكثر متابعة من غيرها لان الحقائق فيها واضحة مكشوفة فأصبحت لقوة تأثيرها فاعلية منقطعة النظير كما أن سهولة تداول المعلومات فيها بين منسوبيها وعدم إمكانية الحجب والحزف رفع روح العمل النضالي الجماعي درجات ظلت مفقودة بفعل سياسات الكبت والإرهاب التي تمارسها الدولة ضد القوي الوطنية المعارضة والتي في ظل هذه السياسات لا تستطيع أن تقوم باي نشاط إلا بإذن السلطان وتحت إشرافه ففي الفترة الماضية شهد العالم على أن أعتي الدكتاتوريات سقطت بفعل ثورات مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك – تويتر- وتساب وغيرها) لكن سادة النظام في السودان ظلوا على الدوام يسخرون من مناضلي الكيبورد.
ونحن نقول للسادة في النظام وعلى رأسهم السيد رئيس الجمهورية الذي قال إن العمال خيبوا آمال معارضة الفنادق ومعارضة الكيبورد..!
أولا :ان التطور الذي شهده العالم كان بفضل هذه المواقع والحقائق اثبتت أن درجة المصداقية فيها عالية جدا في نقل الأخبار و تداول المعلومات كما أنه من اليسير إحباط الشائعة ومعرفة مصدرها ومعرفة الغرض من إطلاقها لذلك رغم تعاملنا في عالم إفتراضي فهو يعبر عن الواقع بسخونة ودقة متناهية النظير.
ثانيا :كل القنوات الفضائية والصحف العتيقة والمنظمات والهيئات الحكومية والغير حكومية والشخصيات المشهورة والمغمورة تمتلك صفحات على هذه المواقع مما يقوي شدت تأثيرها ونحن نكتب فيها لان الصحف اليومية في بلادنا لا تستطيع أن تنشر كل ما يدور في تفكيرنا ولا جزء يسير مما نتطلع اليه.
ثالثا: هل تعتقدون أننا نتخفي خلف الكيبورد خوفا منكم لا والله ولكنها وسيلة نحسن استخدامها ونعرف مزاياها وهي على الاقل هي المتاحة أمامنا في الكفاح السلمي أما إن أردنا الكفاح المسلح فأنتم لا تطيقونه ولن تستطيعوا أمام باسه صبرا ولكننا ننأي بأنفسنا عنه قناعة منّا بأن البلاد لا تحتمل مزيد من الحريق ولكننا أبناء الحرب وقد ورثناها كابرا عن كابر ومن من جيل اليوم لا يعرف الحرب أوإستخدام السلاح؟
رابعا : لقد ظللتم تتهكمون من معارضة الفنادق ولكنكم حتي هذه اللحظات لم تستطيعوا أن تسكتوا صوت الرصاص وتعلنوا نهاية التمرد في اي بقعة من بلادنا إندلع فيها قتال وبالامس القريب خسائر فوق التصور والخيال على جبهات القتال خصوصا في النيل الألأزرق قولوا لي بربكم ألم تسئموا من هذه الأعاذيب وهذه الإدعاءات الباطلة معارضة الفنادق هذه لم تستطيعوا حسمها عسكريا وبحسب التجربة الماثلة أمامنا أستطاعت هذه المعارضة المسلحة أن تحقق مكاسب كبري في جلسات التفاوض نسبة للتنازات الكبري التي تجدها من قبلكم والإغراءت التي تحصل عليها مقابل أرضاً سلاح..! فلماذا تقدمون لها كل هذه الإغراءآت طالما أنها مجرد معارضة فنادق؟ لكننا نعلم حجم تأثيرها عليكم سياسيا وفي الميدان..!
سادتي في النظام لا تسخروا منّا فإن كنتم تسخرون فإننا نسخر منكم كما تسخرون ونرجوا من الله ما لا ترجون لان الله لا يقبل الظلم والحكم أمانة ستسألون عنها والأمانة تشمل كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولا وفعلاً والأمانة هي أداء الحقوق والمحافظة عليها فالحاكم يعطي كل ذي حق حقه ويؤدي حق الله في العبادة ويحفظ جوارحه عن الحرام والظلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ قَالَ:لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ ونحن نري ان النضال بالكيبورد هو من أفضل الجهاد فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر أو أمير جائر)

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

*قوى الاجماع الوطني* *بيان مهم* *تعديلات الموازنة زيادة لمعاناة الشعب بإعادة تجريب المجرب*

Share this on WhatsApp*قوى الاجماع الوطني* *بيان مهم* *تعديلات الموازنة زيادة لمعاناة الشعب بإعادة تجريب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.