السبت , مايو 4 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة احمد بطران عبدالقادر / الثورة السودانية قادمة ومنتصرة..!

الثورة السودانية قادمة ومنتصرة..!

الثورة السودانية قادمة ومنتصرة..!

احمد بطران عبدالقادر
الثورة ظاهرة مهمة جدآ في التاريخ السياسي لكثير من من الأمم والشعوب وفي مفهومها العام هي إنتفاض جماهير الشعب ضد الحاكم الظالم المستبد باندفاع عنيف نحو تغيير الأوضاع السياسيَّة والاجتماعيَّة تغييرًا أساسيًّا وجذرياً أما الثورة كمصطلح سياسي هي الخروج عن الوضع الراهن وتغييره باندفاع يحركه عدم الرضا أو التطلع إلى الأفضل أو حتى الغضب أما في المفهوم المعاصر هي التغيير الكامل لجميع المؤسسات والسلطات الحكومية في النظام السابق لتحقيق طموحات التغيير لنظام سياسي نزيه وعادل ويوفر الحقوق الكاملة والحرية والنهضة للمجتمع والثورة تدرس على أنها ظاهرة اجتماعية تقوم بها فئة أو جماعة ما هدفها التغيير(لاتشترط سرعة التغيير) وفقا لأيدولوجية هذة الفئة أو الجماعة.
د. يوسف زيدان يرى أن المراحل الخمس المشتركة التى ينبعث منها الفعل الثورى هى وقوع الظلم و الغضب و الإحتقان و التظاهر وأخيراً التغيير ويلى تلك المراحل الخمس أطوار الفعل الثورى حيث تختلف فيه كل ثورة عن الأخرى كما يرى ان الثورة فعل إجتماعي عام يشارك فيه كل الناس رجالا ونساء ويقول أن الثورة لا تنفجر فجأة(فالغضب لا يُرى والإحتقان لا يكون ملموساً )وهذا لا يُعنى عدم وجودهم.
بعد طرد المستعمر ورثت الدولة السودانية حكومة مدنية منتخبة ونظام ديمقراطي تعددي إرتضاه أهل السودان لأنفسهم لانه يرضي طموحهم ويستجيب لتطلعاتهم يوفر العدل ويصون الحرية ويعمل على النهوض بالمجتمع وإزدهار البلاد , لكن الطموح الشخصي لبعض من السياسيين المغامرين أغري المؤسسة العسكرية بالإستيلاء على السلطة و زين لها ذلك ظنا منهم أنهم سيستطيعون أن يقودوا العسكر من خلف الستار وقد جاءت إفادات الفريق عبود في محاكمته بأنه كان يتلقي تعليماته من السيد رئيس الوزراء الذي قال له إن الحالة السياسية سيئة جداً ومتطورة ويمكن أن يترتب عليها أخطار جسيمة ولا منقذ لهذا الوضع غير أن الجيش يستولي على زمام الأمر.
لكن العسكر إستبدوا وسنوا القوانين الظالمة لضربت الحريات العامة السياسية والنقابية والصحفية وشرعوا في محاكمة عدد من الناس في النقابات ولم يسلم منهم حتي رواد الإستقلال ليحكموا قبضتهم على البلاد و يسكتوا أصوات المناضلين والرافضين لإنقلابهم وقد إستعلوا وحظروا النشاطات الحزبية والنقابية فجاءت ثورة إكتوبر هبة شعبية سلمية مبرهنة على سلامة الوعي السياسي للسودانيين بالتخلص من إستبداد الأنظمة العسكرية الشمولية وتحقيق الديمقراطية التعددية ومازالت ثورة إكتوبر إحدي المحطات المهمة والنادرة في التاريخ السياسي السوداني فقد انقدحت منها شرارة الديمقراطية وفاح مسكها وما جاء بعدها من إنتفاضات شعبية سلمية مثل أحداث مارس1973م وثورة أبريل1985م أو حتي أحداث الجبهة الوطنية 1976م يضاف الي ذلك كل العمل النضالي ضد نظام الانقاذ ما هو إلا تذكير بها وإنتصار لإتجاهها لانها جسّدت لثقافة الوعي بأهمية الديمقراطية وخطورة العسكر لان إستبدادهم يقتل الإبداع والقدرة على النمو بأن يصبح إستبداد تسلطي نفسي وفكري يؤثر على مدارك الإدراك والوعي لذلك إنخرطت القوي السياسية في عمل دؤوب حتي حققت أهدافها بأن أزاح شعب أعزل ديكتاتورية متمكنة وفرض على القوات المسلحة أن تقف إلى جانبه.
وإذا ما تأملنا الأوضاع السياسية في بلادنا منذ ثورة أكتوبر التي أصبحت مصدر فخر وإعزاز لكافة القوي الوطنية وحتي اليوم نجد أن الشعب السوداني قد حسم خياره وقرر صورة الحكم الذي يريده فالإرادة الكلية للشعب السوداني تتجه نحو التحرر الوطني والقومي والديمقراطي وهذا مالا تفهمه الأنظمة العسكرية المستبدة التي تكون أكثر إستجابة لإرادة القوي الدولية من إستجابتها للمطلوبات الوطنية لذلك ظلّ الشعب السوداني في مقاومة مستمرة لكافة أشكال الظلم وتكريس الشمولية وفرض الوصاية عليه من العسكر أو غيرهم وقد عبر عن ذلك بكافة الوسائل الممكنة والمستحيلة من عمل عسكري تمثل في التجمع الوطني الديمقراطي مرورا بحركات دارفور والجبهة الثورية وإنتفاضات الجماهير في سبتمبر التي خلّفت ما يزيد عن المأتي شهيد وثورات طلاب الجامعات السودانية وكثير من مظاهر العمل الثوري التي يصعب حصرها والتي تدلل على ان السودان مقبل على ثورة فجرحه مازال ينزف وليل أسره يتطاول.
ولعمري بعد كل هذا العطاء في مسيرة الكفاح المرير لشعبنا الذي ظلّ يتطلّع للحرية والديمقراطية دوما ويعمل ويقدم من أجلهما كل غال ونفيس نرى البعض ومنهم أساتذة أجلاء وكتاب أعمدة صحفية يشككون ويقللون من شأن الانتفاضة السودانية بأن ظروف نجاحها لم تتوفر وإذا ماعدنا لحديث د.يوسف زيدان ودرسنا عناصر الفعل الثوري الخمس وقوع الظلم و الغضب والإحتقان والتظاهر والمطالبة بالتغيير نجد أن عناصر فعلنا الثوري مكتملة فقط علينا الإستعداد لما بعد الإنتفاضة حتي نتمكن من مقاومة ما يعرف بالثورة المضادة أو سرقة الثورات كما علينا التكثيف من عملنا النضالي بكافة الوسائل المتاحة والتنسيق مع كل القوي الوطنية الهادفة لإسقاط النظام .
واليوم الشعب السوداني يغلي كالمرجل والطليعة المثقفة تتأهب لقيادته وسينفجر بركان الغضب قريبا يعلن ميلاد ثورة شعبية وطنية ترجمان حقيقي لمطالب شعبنا الإكتوبرية ثورة ستولد باسنانها لن تستطيع أي قوي من الإلتفاف عليها أو سرقتها لانها ثورة ناضجة جرّبت كافة أشكال الإحتجاج والمقاومة ضد نظام عسكري شمولي متدثر بثوب الإسلام سار على ذات الخطي التي سلكها أسلافه من العسكرين في إنقلابي نوفمبر ومايو وغدا سيلقي ذات المصير وغدا لناظره قريب فالثورة السودانية قادمة ومنتصرة..!

أحمد بطران عبد القادر

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

*قوى الاجماع الوطني* *بيان مهم* *تعديلات الموازنة زيادة لمعاناة الشعب بإعادة تجريب المجرب*

Share this on WhatsApp*قوى الاجماع الوطني* *بيان مهم* *تعديلات الموازنة زيادة لمعاناة الشعب بإعادة تجريب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.