Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
بيان هام
لجنة المعلمين الوطنيين!!
الوزير والمعلمة وفضيحة الإسبيكر!!
يتداول معلمو ومعلمات محلية الخرطوم بحري في هذه الأيام فضيحة جديدة تضاف لفضائح الخدمة العامة في عهد الاخوان المسلمين وبطلها هذه المرة هو وزير التربية بولاية الخرطوم الدكتور فرح مصطفى شخصيا.
تبدأ القصة عندما أنهى مكتب تعليم الأساس بوحدة الخرطوم بحري إستشارية تنقلات المعلمين بين مدارس الوحدة وقام برفعها إلى إدارة الشئون التعليمية بمحلية بحري والذي وافق عليها كإجراء طبيعي وروتيني يتم كل عام (منذ إنشاء مصلحة التعليم في بداية القرن الماضي ) وذلك دون ضوضاء أو تدخل من زيد أو عبيد من الوزراء أو الولاء ولكن وبعد ساعات فقط من نشر كشف التنقلات تلقى السيد مدير الشئون التعليمية بالخرطوم بحري الاستاذ الصادق إتصالا من الأستاذ ( دارفور ) مدير التعليم الاساسي بالولاية يطلب منه إعادة معلمة معينة إلى المدرسة التي تم نقلها منها ( مدرسة العزبة ) ولكن طلبه وجد الرفض من الاستاذ الصادق بحجة أن هذا من إختصاص لجنة التنقلات ولايمكن التدخل في قراراتها، وبعد ساعات من هذا الإتصال أعاد الأستاذ دارفور الإتصال مرة اخرى بمدير الوحدة وأعاد ذات الطلب ولكنه وجد نفس الرد وهو الرفض فأخبره الأستاذ دارفور بأن هذا هو طلب السيد الوزير د. فرح فرد مدير المحلية قائلا ( ولو ) وحينها قال الاستاذ دارفور بأنه الان يجلس مع الوزير في مكتبه وقد سمع حديثه هذا لأنه كان يتحدث بالسماعة الخارجية ( فاتح الإسبيكر ) ..وهو موقف خسيس ومخجل لايصدر من مسؤول تربوي يفترض أن يتعامل بإحترام وأمانة ويحترم المنصب الرفيع الذي يشغله .فأصر الاستاذ الصادق على موقفه الرافض ، فإتصل عليه هذه المرة الوزير شخصيا وخيره بين إعادة المعلمة فورا أو الإيقاف عن العمل فرد قائلا ( المعلمة لن تعود مادمت انا مسؤولا عنها ) فأمره الوزير بالتوقف عن العمل فورا .
علمت نقابة المعلمين بمحلية بحري بهذا الأمر ورفضت التدخل السافر للوزير في عمل لجان التنقلات والتي شاركت فيها النقابة كما رفض مدراء الوحدات الإدارية بالمحلية تدخل الوزير ومحاباته لتلك المعلمة دون غيرها وسلبه لصلاحيات مكاتب التعليم فإجتمعت نقابة المعلمين ( بالمحلية والفرعيات ) مع مدراء مكاتب الوحدات التعليمية وقرر الإجتماع رفض تعليمات الوزير بل وقرروا تخييره بين إعادة المعلمة وإيقاف مدير المحلية وبين إضراب معلمي المحلية عن العمل فطلب الوزير الإجتماع بهم وقد كان .
في الإجتماع تعرض الوزير لإنتقادات حادة وإتهامات بأنه يقبض أموالا من مدراء مدارس ومعلمين ليحميهم من النقل إلى مدارس أخرى وأنه تدخل في نقل هذه المعلمة لأسباب شخصية وأن هناك مدير مدرسة يدفع له مبلغ 2 مليون جنيه شهريا لإبقائه مديرا للمدرسة كما تعرض الاستاذ دارفور لإنتقاد حاد جدا بسبب تصرفه غير الاخلاقي وإشعاله للفتنة بين الوزير والاستاذ الصادق عندما تحدث مع هاتفيا بالسماعة الخارجية في وجود الوزير وفي أثناء هذا النقاش وقف مدير وحدة الخرطوم بحري الاستاذ خالد سعيد صالح قائلا (الاستاذة دي في وحدتي وأنا النقلتها ومدرسة العزبة دي أنا المسؤول الأول عنها ومافي جهة في البلد دي بتقدر ترجع المعلمة دي والصادق ماعندو دخل في النقل ده والحاجة التانية لعلمكم انا إسمي خالد سعيد صالح وصالح ده جدي وجد بكري حسن صالح النائب الاول للبشير يعني بكري ده ودعمي شقيق أبوي لزم وانا ممكن امشي ليهو عشان يتدخل لكن لا .. نحن معلمين وبنحل مشاكلنا برانا لو الحكاية قانون اما لو كانت حاجة تانية فنحن برضو عندنا الضهر البيحمينا ) ثم جلس وإنفض الإجتماع بعدها مباشرة وبعد أقل من ساعة إتصل الاستاذ دارفور بالاستاذ الصادق وطلب منه العودة للعمل وهكذا إنتهت الأزمة بإنتصار مدير المحلية والنقابة ومدراء الوحدات على الوزير ومساعده الأول إنتصارا ساحقا يفترض أن تعقبه إستقالة الوزير ومساعده ولكن الأرزقية لاحياء لهم ..
هذه الأزمة أظهرت مأساة التعليم وأمراضه التي أقعدته طيلة عقدين من الزمان واسباب إنحطاطه المتمثلة في إعتبار وزارة التربية والتعليم من الوزارات الهامشية التي يتم تخصيصها للمؤلفة قلوبهم من الأحزاب أو أبناء مايسمى بالهامش لإبعاد تهمة العنصرية عن الحزب الحاكم وليس للكفاءة هنا أي دور مع أنها أهم وزارة عند الحكومات الوطنية المحترمة كما أظهرت هذه الأزمة أن هناك ممارسات غير أخلاقية وغير تربوية يمارسها قادة التعليم في التعامل مع المعلمين والمعلمات في عملية النقل بين المدارس فهناك معلمين ومعلمين ظلوا في مدارسهم لأكثر من عشرين سنة متواصلة دون أن يتم نقلهم منها ولو لسنة واحدة وهؤلاء إما أن يخرجهم الموت من تلك المدارس أو يحيلهم المعاش الإجباري إلى منازلهم وهناك مدارس خمسة نجوم لايعمل بها إلا أصحاب وصاحبات الحظوة من أقارب المسؤولين أو من يدفع للمسؤول هذا أو ذاك ليبقى في المدرسة أو ليتم نقله لمدرسة معينة ( وكلو بي تمنو ) وهناك معلمين من المعذبين في الأرض لايحلمون حتى في العمل في مدارس الخمسة نجوم هذه لانهم لايدفعون وليس لهم علاقات بمسؤولين وهم مكتوب عليهم العمل في مدارس كالحظائر تفتقر إلى أبسط متطلبات البيئة المدرسية والغريب أنها تبعد عن مدارس الخمسة نجوم خطوات فقط والأغرب أنها جميعا مدارس حكومية .
على المسؤولين في الدولة إعادة النظر في وضع وزارة التربية والتعليم وتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب في الوزارة والمحليات والوحدات وادارت المدارس ورفع الظلم عن المعلمين من ناحية المرتبات وحق العمل في كل مدارس الحكومة دون إستثناء والإبتعاد عن التعيينات السياسية لمدراء التعليم ومدراء المدارس وتخصيص تلك المناصب لمن ينتمي للمؤتمر الوطني فقط كما يحدث الان والتعامل مع كل المعلمين كمعلمين فقط بغض النظر عن ألوانهم السياسية ومذاهبهم الدينية وقبائلهم حتى يعود التعليم كما كان قبل عهد التمكين..منقووووووووووووووووووووول
