Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
*السؤال الاهم ليس هو لم حدث التهميش؟بل العبارة الفاعلة وبكل قوة وتاكيد اننا واقعا مهمشين..فمحاولة اثبات تاريخية (بالهمزة) التهميش تدخل فخ اعتبار الزمن متسلسل ويرتبط فيه الحاضر بالسابق او فكرة اتصال التاريخ بينما التاريخ هو الفواصل والصدف والتحولات والفجائي واللا -متوقع والمهمل والمنسي والاحداث الصغيرة وجدلية الصراع تتلافي كل ذلك لاثبات ظاهرة ماثلة فعليا والزج بها في مغالطات التاريخ والوقوع في التعميم و التسرع و المباشرة ولعبة الاضداد والبحث عن اصل ثابت للحاضر في الماضي والسقوط في كمين الايدولوجيا ومكر التاريخ…واذا كان لابد من ذلك اذا فليكن خارج الفكر الجدلي للثنائيات وتهيئة فضاء جديد للتاريخ او اخذ الراهن علي ما هو عليه دون براغماتية فجة..مع فائق التقدير لعدد من المثقفين الذين قدموا جهدا رائعا تتبعوا عبره الاسترتيجيات والميكانيزمات الفاعلة وتاريخانيتها*
*وكنموذج عملي..يوظف تاريخ الرق بصورة جوهرانية ولكن الواقع ان ممارسية اعداد محددة بالنسبة لمجمل السكان حسب منطق وقوانين التجارة نفسها..والممارس عليهم اعداد معينة بالنسبة لمجمل السكان وذلك ايضا بمنطق الوجود الانساني للسكان في المناطق التي تمت فيها تلك البشاعات والا كان الجميع خارج الحيز الجغرافي اصلا*
*هل كلنا مهمشين؟*
*بعض الجماعات تعمل علي ابراز تفوقها العرقي او الثقافي او الديني او اللوني او الحضاري مقابل جماعات اخري عبر استراتيجيات عديدة وترميزات مختلفة مما يصنع ما يسمي بالحقول الرمزية ويتوجب فيها امتلاك مجموعة (الهيمنة) لراسمال رمزي تمارس عبره عنف رمزي علي مجموعات (المهيمن عليه) كالقهر الثقافي والازدراء والتبخيس ..الخ في عملية شديدة التعقيد والتداخل والتخفي والغموض وهو عنف رغم شراسته وتعدد اسلحته يملك في احايين كثيرة مقدرة علي اخفاء نفسه من ممارسية (المهيمنين) علي ضحاياه (المهيمن عليهم) ويصل الي مستوي ان يشرك الجلادين والضحايا في ذات التصورات والتمثلات والتفكير وهذا ما نود ايضاحه هنا..فمثلا المهيمن يري في مجموعة ما انهم بؤساء..ويمكن لهولاء البوساء ان ينشؤا كيانا ما او حزبا باسم البوساء ويؤكدون ما يريده لهم الاخرون من ان ياكد..ولكن هل ينطبق هذا المثال علي خطاب التهميش عند حركات المقاومة المسلحة؟*
*لا شك ان استخدام المفردة خارج سياق خطاب المقاومة يضعف الهامش نفسه ويبعد مركزية الخطاب عن فعل المقاومة ويعمل ضمن الية العنف الرمزي التي ذكرناها انفا بالاشتراك في التصورات لذا يجب ان ياتي خطاب التهميش مقرونا دائما بالمقاومة*
*وبالعودة للسؤال الذي يتكرر دائما عند ذكر مفردة التهميش اوليس حميعنا مهمشين؟..ان التهميش الان في الخرطوم وشندي والقضارف او كما يتردد دائما..فرحلت المفردة من مجالها في خطاب المقاومة واستقرت في الخطاب الاجتماعي اليومي في شراكة حول المفردة خارج حيزات انتاجها..ولكن لا باس..فليشترك الجميع في التهميش وفي المقاومة*
*وكونوا بخير*
*علي الزين*
*3 من المدعو سبتمبر 2017م*
