لا للتعويض سبتمبر ثورة تتجدد (2)

أنا أكتب هذه الأسطر والدموع تنهمر من  عيني حيث تمر بنا الذكرى الرابعة علي شهداء ثورة سبتمبر الذين قتلهم نظام الانقاذ ونستذكر في هذه الذكرى الأليمة نضالات أبناء شعبي الشرفاء التي روّت بدماء شهدائها كما نحيي صموت أبناء هذا الشعب بمختلف فئاته وأطيافه الاجتماعية والسياسية في وجه الإجرام والقمع والاعتقال والقتل في تلك الفترة ، لابد لنا في هذه الذكرى أن نستمر في وسائل النضال حتي لو بطرق أخرى مثل الاعتصامات وغيرها ليكون هذا الشهر هو شهر التغيير وليس شهر ذكري وتقليب المواجع وكما يعلم كل أبناء السودان أن سبتمبر يأتي بعده أكتوبر المجيد فلنجعل هاتان الشهران نهاية للكيزان ، ولكن بعد أربعة أعوام على تلك الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام نجد مع الأسف أن هناك شرخاً خطيراً يحاول البعض تعميقه في صفوف مجتمعنا الواحد عبر إثارة النعرات العنصرية والقبلية والجغرافية لأضعافنا فيما تشهد عدة مناطق صراعات وتحديات واستقطابات خطرة هدفها تشتيت النسيج الاجتماعي ، وفي لقاء هذا النظام سوف نشهد مزيد من الانقسامات بعد أن قسم السودان الي شمال وجنوب سوف يأتي الغرب والشرق والوسط وغيره من مناطق مثل النيل الازرق وجنوب كردفان ، في الوقت الذي لا يزال فيه نهج الانفراد بالقرار مستمراً بالتزامن مع تنامي الظلم والقتل والاعتقال وهذا ما يدعونا ويدعو كل محب لوطنه إلى القلق من الحاضر المضطرب والخشية من المستقبل غير الآمن مما يتطلب ضرورة تصحيح المسار وتعزيز تماسك كل القوة الشريفة من أجل إسقاط النظام وإعادة بناء الدولة السودانية الحديثة وإعلاء أهمية المواطنة المتساوية وتحقيق انفراج سياسي لتستعيد معه البلاد شيئاً من عافيتها وهذا لا يحدث إلا بأزالة نظام الإنقاذ .

الطيب محمد جاده/ فرنسا