الثلاثاء , أبريل 30 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *هرطقات في شأن الوطن لا تستحق القراءة*

*هرطقات في شأن الوطن لا تستحق القراءة*

من المسؤول عن هذه الظروف واللامبالاة العميقة التي يعيشها الشعب السوداني من قام بقتل ذات الفرد السوداني وجعله هكذا يمضي حيث يمضي ولا يعلم من هو وماذا يريد من هذه الحياة لأنها لم تعطيه سوى العذاب والقهر والتعب النفسي والاجتماعي والحسي والسياسي من هذا الكائن البشري الذي فكر في أن ينشئ وطن يسمى السودان في تلك الرقعة الجغرافية 
بل من أين جاءت تلك الأعراق والاثنيات والقبائل وشكلت ما يسمى كذبا وبهتانا بالشعب السوداني وهل هو شعب حقا في العرف الاجتماعي والسياسي للشعوب!
من سمح لشعب بهذا الشكل أن يتشكل هناك خطأ ما لم ينتبه له أحد ولكن كل فرد ينتمي لتلك الرقعة الجغرافية التي تسمى السودان مطالب على أن يجيب على الكثير من الأسئلة المصيرية.
لأن من المشاكل التي تؤرق الإنسان السوداني هو بأنه لم يحاول التعرف على ذاته حيث اتجه محور اهتمام الجميع نحو المفاهيم الأخرى أو سمها ما شئت الوطن السياسة المشكلات الاجتماعية الاعراف التقاليد الدين القبائل الاثنيات انصب اهتمام الجميع نحو الواقع المفروض والجميع تعامل مع هذه المفاهيم بنوع من الجدية المفرطة ولكن تظل هناك أسئلة حاضرة مكررة تطل على رأس كل ساعة في عقل كل فرد ينتمي لهذا الشعب الغير متجانس بل هناك شعور جماعي موحد بضرورة تشكيل الأفراد والمجتمع وكل ما يتعلق بهذا الوطن   
يعيش الجميع في هذا الوطن في عالم شبيه بخشبة المسرح لم يبدأ شئ سوى كان جميل أو قبيح في هذا الوطن واكتمل إذا بدأت سلطة سياسية مشروع إصلاح سينتهي بالفشل إذا بدأت بالفشل سينتهي باللاشئ والعكس كذلك في كل المجالات الرياضة نفسها تعتبر لعبة جميلة ممتعة لم يتم إنشاؤها لتتشابك مع أحلام وطموحات الساسة بل هي مملكة خاصة بمن يستمتع بها مثل الفن والموسيقى والأدب والشعر والكتابة هذه أشياء إذا تداخلت مع المصالح الذاتية للأفراد تصبح شئ أخر لا يمكن أن نطلق عليها مفاهيم حسية جمالية ولكن في رقعتنا الجغرافية التي تسمى السودان هذا هو المنوال المتبع الشعب الوحيد في العالم الذي تعود على أن لا يكمل شئ أو هدف حتى الحرب التي تدور في كل شبر من أرض هذا الوطن لا يعلم أحد من هو المنتصر من هو الخسران من على حق من على باطل ما هي أسبابها الحقيقية ومتى تنتهي لا يعلم أحد كم هو عدد القتلى والجرحى والمفقودين في كلا الاتجاهين لا يعلم أحد .
(على سبيل المثال الكائنات الحية تتكاثر عن طريق التناسل للمحافظة على النوع والاستمرار في البقاء)
الجميع يتقاتل في هذا الوطن على أي أساس ما هو الهدف النهائي ؟الدول تحكمها أنظمة سياسية لتدير شؤون المواطنين وترتب حاجاتهم الأساسية في هذا الوطن ما هو الغرض من الانظم السياسية التي تقول بأنها حاكمة إذا كان بصناديق الانتخابات او الذخيرة؟
الدول لها أحزاب مهمتها الرقابة على السلطة الموجودة وتقويمها إذا ما خرجت عن جادة الطريق نحن هنا أين احزابنا المعنية برقابة أداء السلطة السياسية الحاكمة لا نعلم من هي وكيف تقوم بهذا الفعل وما هو دورها ومن قام بتشكيلها بهذه الكيفية أم هي شكلت نفسها 
يمكن أن يقول أحدهم أن  التفكير الإنساني مبني على الخطأ والصواب وأن الإجابة على كل هذه التساؤلات والشكوك  لأن الخطأ في التجارب والأنظمة والفقر والجهل وغيرها من الأسباب هي ما جعلت الوضع كذلك 
ولكن لماذا نتناسى أن الإنسان لأنه خلق هكذا يخطئ ويصيب إذا هو بحاجة إلى قواعد عامة تهئ له مجال التفكير الصحيح ولذلك يطل السؤال من جديد أين هي هذه القواعد ومن المعني بحمايتها إذا فرضنا بأنها موجودة السلطة السياسية المجتمع رجال الدين من هو المسؤول حتى نحمله ما كان وما سيكون.
المهم في الأمر  
أن الإنسان بحاجة إلى أن يلتفت لذاته ويتعرف عليها جيداً ثم يقوم بوضع التصورات والمفاهيم لإدارة أمره يمكن لأشخاص محددين أن يقوموا بذلك ثم ينتقل الأمر للآخرين وبذلك يتشكل المجتمع والدولة أو الوطن 
الاخلاق والسياسة والحقوق والواجبات هما روابط أساسية تتداخل فيما بينها وتشكل منظومة الوعي لدي المجتمع وإذا فقدنا أي جزء من هذه العناصر يفتقد الوطن معناه ويصبح اللاوطن حاضر ونحن الآن في هذه المرحلة وهذا يتطلب منا أن نبدأ من جديد لمعرفة ذاتنا ونعيد ترتيب الكثير من المفاهيم من جديد ثم لابد من الإجابة على الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا كلما تذكرنا بأننا نملك وطن مثل الأخرين يستحق أن يعيش فينا لا كما يتصور الجميع بأننا يجب أن نعيش فيه مؤقتا حتى نرحل إلى أي مكان أخر يحترمنا كبشر .

*نورالدين جرجرة*

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.