الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *حين تحتقر وتمارس العنصرية في السودان*

*حين تحتقر وتمارس العنصرية في السودان*

*لن يدعوك أحدهم* *(بالعنصري)* 

إننا هنا في الوطن نمارس العنصرية كأنها أمر عادي نحتقر هذا ونتعالى على ذاك كما هو ملاحظ هذا الفعل العنصري لا يحظى بتفاعل الجميع مثلما تفاعلوا جميعهم ورفضوا ما تعرض له أحد أبناء الوطن في الخارج قبل أيام معدودة كأننا ملائكة ونمتلك الوعي الكامل لاحترام الأخر ولا نمارس على الآخرين الاستعلاء والاحتقار على أساس اللون والقبيلة عندما يتم اكتساب الوعي في لحظة شعور بانتقاص الكرامة الإنسانية من أحدهم فإنه بلا شك شعور لحظي سينتهي في وقته !
وهذا ما حصل للكثيرين رفضوا أن ينعت بن الوطن في الخارج بتلك الألفاظ العنصرية البغيضة ولكنهم في الداخل لم يأتيهم ذاك الشعور ولو للحظة 
الغريب في الأمر أن البعض استغرب من الأسلوب الذي تعامل به السوداني مع السعودي في ذاك الموقف ولكن من وجهة نظري أن الأمر طبيعي جداً ومتوقع لأسباب كثيرة تتداخل فيها عوامل اجتماعية ثقافية وسياسية والأخلاق والتربية في هذه المواقف تلعب أدوار كبيرة جداً بعيداً عن التعامل بردود الأفعال والحماقة التي يتحدث عنها الكثير من الأشخاص بل طالبوا بها في مثل هذه المواقف 
فالنقف على الجدار المانع ونلج إلى الداخل قليلاً إذا كان كل من يتعرض للاحتقار والتقليل من الشأن ويمارس عليه العنصرية داخل الوطن يتعامل بردود الأفعال ويستخدم قدراته الجسدية للرد على الموقف سيكون لدينا كم قتيل وجريح وقضايا في مواقف كهذه  
أن التعالي على بعض الفئات واحتقارهم داخل الوطن سلوك حاضر في كل ركن من أركان هذا الوطن وتلك القوالب الاستعلائية  التي يضع فيها بعض الأفراد أنفسهم للتقليل من شأن الأخرين وممارسة السيادة عليهم  هي قوالب يضعها فيهم أخر خارج الوطن.
لذلك لماذا يكون رد الفعل احتقار  للآخر الأقل شأنا ومكانة بحسب معاير العرق واللون كلما زاد سوادك تنال نصيبك من الاحتقار وهذا قمة الجهل من كل شخص يتعامل بمعايير كهذه
أن الموروث المفاهيمي المتراكم عند بعض الأعراق في السودان هي ما شكلت هذا السلوك العنصري تجاه أعراق أخرى تختلف عنها في الثقافة العادات والتقاليد حتى اللغة والدين ولكن لحظة الوعي والرفض لكل سلوك عنصري تظهر عندما يمارس ضد أي فرد في الخارج ولكن في الداخل يعتبر أمر عفوي وعادي وعلى الشخص الممارس عليه أن يغطي جراحه هذه ويمضي لعله يجد شخص آخر أقل منه يحتقره أو يمارس عليه استعلاء من نوع أخر 
كيف يمكننا أن نشكل طبع إنساني واحد وواضح يرفض أي سلوك عنصري يمارس على أي إنسان بعيداً عن لونه شكله عرقي دينه في أي مكان داخل وخارج الوطن مثل كل الشعوب المتحضرة التي تحترم الإنسان لذاته لعل الله كرمه بكل الصفات الإنسانية وميزه عن ألاخر بلون وشكل ولغة مختلفة 
هذا الطبع الإنساني لن يتشكل ما لم نعالج اسبابها عبر النظم والقوانين التي تردع كل شخص يمارس فعل عنصري على أخر أو يحتقره أن القوانين العامة التي تقف بالمرصاد على مثل هذه الأفعال والسلوكيات التي تحط من قدر أي إنسان هي ما تحفظ منظومة القيم وترتقي بالافراد في المجتمع وتجعلهم يقفوا على مسافة واحدة في حدود الوطن 
وبذلك يتحول التعالي القائم على أسس عرقية ودينية واثنية يصبح تنافس اخر عادي قائم على مفاهيم الإنتاج والعمل والترقي بناءا على تلك الأسس الشريفة
التي عبرها يتم الانتهاء من التعالي العنصري  الذي تراكم عبر التربية والتنشئة الخاطئة في كثير من المجتمعات التي تظن بأنها تنحدر من ثقافة أو عرق أعلى قيمة من ثقافات واعراق أخرى موجودة في الوطن  أو بأن فئة معينة لها الحق في احتقار بعض الفئات وأن تتحكم بحياة ومصير الأعراق الأخرى 
ودوما ما ترتبط العنصرية والاستعلاء بالجهل والتخلف ولكن من واجب الجميع أن لا يديروا وجوههم أو يتجاهلوا أي سلوك عنصري يمارس على أي شخص داخل الوطن إلى أن يتم استحداث قوانين وآليات لمراقبة مثل هذه الأفعال حتى لا تتحول إلى ظاهرة لا يمكن معالجتها ثم تؤدي إلى اشكالات أكبر تقود الى حروب أهلية 
وأيضاً نحتاج أن ننتبه كيف نخاطب  الأخر الذي يختلف عنا في اللون أو العرق أو الدين ونعيش معه في رقعة جغرافية واحدة  
ومصيرنا مشترك أما السلطة السياسية  التي تلعب على أوتار العنصرية والقبلية هي أول من يحترق بهذا  لذلك من مصلحة أي سلطة سياسية أن تنتبه للاختلافات الإثنية والعرقية في أي بلد متعدد وعليها أن لا توظف القبيلة من أجل اغراض سياسية لأن هذا سيؤدي إلى احتقان سياسي واجتماعي وتنافس قائم على أحقاد بين تلك القبائل والاعراق  
والعنصرية مرفوضة أن كانت في الداخل أو الخارج ولا يمكن أن تمارس على أي شخص وعلى الجميع أن يبحث عن هذا التساوي المفقود وتكتمل لديه منظومة الوعي المتكامل برفض الاستعلاء والاحتقار على الجميع  

*نورالدين جرجرة*

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.