كثيرمن المحللين السياسيين الذين تمتلئ بهم الأروقة السياسية السودانية ، تتملكهم الحيرة !! وهم ينظرون لواقع المواطن البائس وهو يعاني المرارات ، لإقتناص لقمة عيشه بجهد يوازي السحر في كيفية الحصول علي مبتغاه ، مما يضطره غير باغ لمخالفة القوانين الحياتية وإجتناب الأعراف الدينية لتحقيق مآربه ؛ ضاربا” بالاخلاق الحميدة عرض الحائط ! رغم النوازع المعروف به كمواطن سوداني يتميز ؛ بالاخلاق الحميدة والاستقامة ، والنخوة والشجاعة ، والكرم ، كل ذلك يبقي هباء” منثورا” في ظل الحصول علي الضروريات الحياتية الملحة ، ومجابهة الحوجة ، والفاقة ، فتكون النتائج دائما هي : التلاعب بالمستندات الرسمية ، ومخالفة القوانين ، لمسايرة الواقع ، حتي أصبح امرا” إضطراريا” مستباحا” ؛ بغض النظر عن عواقبه ! اذا كان تلاعبا” بفواتير المياه او الكهرباء ، او ايصالات المحلية ، او الاختفاء من دفع فواتير النفايات ، او التزوير في المستندات للتقديم لوزارة الاراضي ووو ، كل ذلك اصبح مصرحا” به في نطاق الحوجة والإحتياج ! في ظل نظام فاسد يقوده رئيس عصابة معتوه يسمى (البشير) الذي ابتدر ثورته اللإنقاذية الكاذبة بتجفيف الموارد ، وتحرير السوق ، وتمكين منسوبيه في مفاصل الدولة ، بدون مؤهلات علمية تجعلهم يقودون الدفة لتسيير سفينة السودان لبر الأمان ، فسكنت في القاع ، فأمسي الإنهيار الأخلاقي ، مستباحا” ومصرحا” به ؛ بل نوعا” من الإنتصار اذا تحقق ، تعقبه مفاخرة ! .
إن المواطن السوداني المراقب للمشهد قد فقد الأمل في تغيير وكنس هذا النظام ، بل وكثيرون من المواطنين يحسبونها مغامرة غير محسوبة العواقب ، وسيكون مصيرها مستقبلا ضبابي المعالم ، وهذا ما جنته الكيانات المعارضية لنفسها ؛ بتشرزمها وتصارعها المعلن ، والمفتوح علي الملأ ، وتفشي القبلية في دهاليز تنظيماتها المهزوزة بصورة فاضحة تنم عن اللونية ، وتشبع الكوادر بالأمية المخجلة في توصيل المعلومة ، وضعف الطرح لمجابهة المرحلة ، لتتشابه مع النظام في أمور شتى ، من ضمنها ، تشبث قيادتها بالمناصب ، والبحث عن السلطة والثروة .
وها هي أخبار (الحركة الشعبية) تردنا ضاربة المثال الأسوأ في صراعها ، والإقتتال الدائر في اروقتها في سبيل المناصب بقيادة
– عقار وعرمان والحلو – والشعب ينظرهم بعين الحسرة والالم ، وجميعهم يبحثون عن الشرعية المفقودة علي نطاق الوطن – ولم ينظروا لمستقبل وطنهم المنهوب !! .
وها هم بعض قادة حركة العدل والمساواة أمثال
-ابوبكر حامد نور ، وتمساح –
يفضلون الإنسلاخ والإستلام ومهادنة النظام ، ليكونوا مثال آخر للخضوع والذل ، وتدفقات لقيادات يعدون العدة بصورة معلنة ، وأخري مخفية تتواترنا اخبارهم لتعكس مدى اسفاف القادة وضعفهم في تحمل الصعاب ، وضعف إيمانهم بالقضية ، أما البقية الباقية من الحركات فتنطوي في نطاقها الشخصي بعد أن ضربتها الصراعات
(الجبهة الثورية) .
اما احزاب المهزلة وقادتها الميامين فحدث ولا كذب ، صمتا” فاق صمت القبور ، ونسمع منهم جعجعة ولا نري طحينا” ، انقسامات وصراعات ، ومكايدات حتي اراقوا ماء وجوهم بلا مقابل .
كل ذلك منظور للمواطن ! حتي أفقده الثقة في مستقبل يخرج فيه ثائرا” يصنعه بالدم والدموع ليغيير هذا النظام الفاسد ، ليكون نهاية مصيره عند هؤلاء الضعفاء .
كنا نتوقع ان تكون القيادات المعارضية حادبة علي مصلحة الوطن ومهتمة لمصلحة المواطن ، وان يكون التنازل ونكران الذات ، حاضرا” في صراعاتهم ، وتبرز روح الوطنية ولكن بضاعتنا ردت الينا !!
ولم يخرج المواطن بإنطباع يتشدق به علي المتأسلمين المتعسكرين ، ليقول له هذه هي معارضتنا ، مثالا” يحتذي به ، فخذلتموه ..فخذلكم المواطن مفضلا” الانهيار الأخلاقي ، والمعاناة ، وتحمل عواقب القوانين ، لقد صنعتم في معية المواطن الخيبات ، فلا تسألوا لماذا يصبر ويتحمل وينزوي المواطن بعيدا“عن عصابة (البشير) ؟ حينها سيكون الرد:
أنه يخاف من عاقبة الليالي ، وسوء التدبير… …
Ghalib Tayfour