تلتين من عرب تلتين موكد نوبه

الهوية السودانية

Motalib Dirar

تلتين من عرب تلتين موكد نوبه
تلتين من عنج لكن بقت مرقوبه
انا مالي ومال النفوس البى الجهل مغلوبة
ستظل شاتآ معلقه من عصب عرقوبه
” الشيخ الصابونابي“

The Sudanese are a race formed by inter breeding of negro and Arab yet distinct from both. The mixure of the Arab and  negro created a cruel inteligent race.
)العنصر السوداني نتائج خليط بين العرب  والزنج ولكنه يتميز عن الاثنين الخليط العربي و الزنجي تنتج عنه عنصر قاسي و زكي(
“ونستون شرشل-كتاب حرب النهر“

قد تثير مناقشة هذا الامر بعض الجدليه مشوبه ببعض الحساسيه و مغالطه للحقايق و لكن القصد  اظهارالحقيقة التي تؤدي الي اندماج مجتمع منصهر في بوتقه واحدة.
وحتى مناقشه هذا الامر لابد من التطرق الي ما يلي :
١.  الاصول العرقيه والاثنيه.
٢.  التنوع – التوافق والتنافر.
٣. القواسم المشتركه التي تجمع بين المواطنين.

ولمناقشه البند الاول – الاصول العرقيه والاثنيه.
لابد من الاشاره الى ان السودان كانت تسكنه مجموعه نوبيه اختلطت بالعنصر العربى تبعه بعد ذلك ترابط زنجى عربى. وقد تم الكشف بأن بعض قبائل جبال النوبه يتحدثون بلهجه دنقلاويه وهنالك بدارفور قبائل الميدوب الرعويه وهي قبائل نوبيه لازالت تتحدث باللهجه النوبيه ومثال اخر قبائل البديريه وهى مجموعة نوبيه دنقلاويه مستعربه واصل كلمة ” بديري” هى عباره عن مركب من كلمتين بلغة الميرى والفرتيت وهي ” بدى اورى” وهى تعنى الملك القادم من النهر. وذلك طبقآ للأبحاث التى قام بها TRINGHAM والتى جاء فيها ان قبائل البجه والفونج وبعض القبائل الاخرى التى تدعى العروبه ليست عربيه ولكن يعتقد بان تبنيهم للأنساب العربيه لاسباب دينيه واجتماعيه ونوع من الحمايه وازكاء القدسيه.
وهنالك بحث طريف عن الشايقيه الذى احتار المؤرخون في ايجاد حقيقة اصولهم من مصادر موثوق بها، هذه الحقيقه تم الكشف على جزء منها مؤخرآ.
حيث نزحت بعض الجماعات الافريقيه المسلمه من غرب افريقيا وهى في طريقها لاداء مناسك الحج استقرت في وادى النيل وتصاهرت مع سكان المنطقه وتشير الدراسه التي قام بها الباحثون عن معهد الامراض المستوطنه والاكاديميه الوطنيه السودانيه للعلوم بمركز طيبه في شهر مايو ٢٠٠٨ وهى دراسه تطبيقيه عن المجموعات البشريه في السودان باستخدام العلامات الوراثيه وذلك بتحليل الحمض النووى و “الكرموسوم” الذكرى و ” المليوكوندريا” بدراسه المجموعات السودانيه وعلاقتها ببعضها البعض. كشفت الدراسه عن وجود علاقه جينيه بين الشايقيه وقبائل اليوريا النجيريه وقد ذكر الاستاذ عبدالله حمدناالله انه لاحظ وجود بعض العادات والتقاليد المتشابه مع الشايقيه كالشلوخ مثلآ علمآ بأنهم يسمون انفسهم بانهم شايقيه.  ويبقي السؤال مطروحا  لمزيد من البحث. هل الشايقية هم الذين نزحوا وكونو  فرعا اخر بنيجرىا ام ان القبائل النيجرية هى الاصل؟؟–ا

قبائل البجه
وهى في شرق السودان وتقول الدراسه انهم من سلاله حاميه وهم عرفوا قديمآ بالحبشه وفي بعض المراجع العربيه الاسلاميه بالنوبه. كان لهم نفوذ واسع بدولة كوش، حيث اثر وجودهم بشكل واضح على الثقافه السودانيه ولازال السودانيون يتحدثون عن الانساب بمفردات بيجاويه مثل عثماناب – عبداللاب – وهلالاب – وارباب والاخيره  “تعني“العربي  ولا ننسى بأنهم هم اول من كسر حاجز المربع الحربى البريطاني.بقيادة عثمان دقنه وقد اشاد  بهم كبلنج  شاعر ملكة بريطاني في قصيدة رائعة بعنوان!                                          Fuzzy wuzzy
والتي سنعمل علي ترجمة جزء  منها لاحقا حتي تكتمل الصورة لدي القارء. لقد انهكوا الجيش البريطاني بشنهم لما يسمي حرب الضباع    hevena war    وهي استنزاف قوة العدوا  قبل مواجهته

غرب السودان  هذا انموذخ لاكبر تنوع بشري   في السودان وربما في افريقيا.                                       يا. 
تنوع زنجي صرف وتنوع زنجي/عربي وتنوع نوبي شمالي مع زنجي  من جبال النوبه اضافة الي  عربي  صرف جمعت بينهم الديانة الاسلامية غالبا باستثاء قلة. بعض قبائل جبال النوبة
تتحدث اللهجة الدنقلاوية  وقبايل الميدوب الرعوية في دارفور تتحدث اللهجة المحسية وقدشهدت دارفور وكردفان اقيام ممالك زنجية مسلمة  كمملكة الداجو  والمسبعات وسلطنة الفور وهى التي كان اخرها
السلطان ،على دينار   ابن السلطا ن  زكريا والسلطان تيراب قتل عام ١٩١٥  عندما ناصر قوات التحالف الاوربية وايد سلطان تركيا المسلم.
وسط لسودان
هو تجمع لكل القبائل الموجوده  في شمال السودان. كانت اكبر هجرة واردة هى هجرة الجعليين بعد غزو الدفتردار صهر محمد على باشا  لديار الجعليين انتقاما منهم لحرقهم اسماعيل  باشا
وكان لمشوع الجزيرة الاثر الاكبر في خلق تنوع وتمازج بشري وهذا المشروع يعتبر من المقومات التى ساهمت  في ترسيخ الهوية السودانية اضافة الي العائد المادي الذي كان بمثابة الركيزة التي نهضت بالسودان . وحرى بنا ان نذكر ان امنطقة الواقهة شمال الخرطوم  الي شندى تعرضت لهجرات كثيفة من الشمال حيث نزح اليها الشايقية وستولوا علي الاراضى الزراعية حول النيل–منطفة حجر الطير وما جاورها. كما تم طرد قبائل الجموعية من منطقتهم بالحلفاية التى كان.ت تسمي  بحلفاية اولاد حمدان واصبحت حلفاية الملوك تبعا لسلطة الشايقية التي تملكوها بعد ان نصالحو مع اسماعيل باشا واصبحوا يحملون لقب (السنجك) وهي رتبة حربية تركية. واستولي المحس علي جزيرة توتى والشريط المحازي للنيل الزرق بما في ذلك منطقة الجريف وما جاورها. وشاركهم في ذلك الدناقلة  وهنالك الكثير من الاماكن تحمل اسماء بلهجة دنقلاوبة  مثل(كلكول) وهى تعنى ارض الحجر او محل الحجر و (مارنجان) وهي تعني محل تاجر الذرة(الماريق)

النيل الابيضا
كانت منطقة النيل الابيض حتى الخرطوم زنجية شلكاوية حيث تخلوا عنها  بعد الضغط الذي تعرضوا عليه من الهجرات العربية والشمالية الوارد  وكلمة توتى ىقال انها كلمة شلكاوية

الجنوب اشرقي.
منطقة  سنار وجنوب الفونج  موطن السلطنة الزرقاء وكلمة (زرقاء) هو وصف يسعمل في السودان لكلمة سوداء. كان ادعاء الفونج بانهم فرع لبنى امية لاسند له هم سلالة زنجية مستعربة كان للتحالف بين عماره دنقس وعبد الله جماع اثره الممىز القوي فى خلق هوية سودانىة عربية وزنخية.
ال قبائل المستجدة
هنلك بعض القبايل المعروفة خاصة في الوسط الديني ورغما عن العلم بكيفية منشاءها الا انه من غير الممكن تحديد مرجعيتها ومن تلك فبيلة المشايخة. وتقول الرواية السودانية ان الشيخ زين العابدين وهو جعلي الاصل انشاء خلوة لتعليم القراءن بالحلفاية وكان معه ابن اخيه وزوج ابنته الذي انجب منها ولدا وبنتا وتوفى  فزوجها بد ذلك لشخص اخر يدعي مجلي وهو قرشي الاصل. ونمت العائلة واصبح يشار اليها باولاد المشايخ و من ثم تكونت قبيلة المشايخة وهكذا لا يمكن تحدىد الاصل جعلي كان ام قرشى.
التنوع السوداني

من هنا يتضح لنا مدي التنوع العرقي في السودان. بلد به ٥٩٧ قبيلة و ٤٠٠ لهجة فكيف توحد هذا الكم الهائل رغم الاختلاف البائن.. اليكم بعض العوامل التي ساعدت في ترسيخ الهوية السودانية. وهي-:
العادات والتقاليد
اللغة
الحروب
الدين
الاغاني
التعليم
سبل كسب العيشالنبداء بمنقشة كل علي حه.
العادات والتقاليد
احدي المقومات هو الترابط الاجتماعي السوداني متمثلا فى اكرام الجار ومؤازرته في السراء والضراء رغما عن اختلاف المشارب وحسن المعشر. والكرم السوداني الذى قد يظن البعض انه مستجلب او ميراث خصلة عربية. ولكن رغما عن تشابه البئة السودانية والعربية. الا ان طبيعة الكرم رسخته غريزة حب البقاء وقانونية استمرارية اليحاة. فالمسافر الذي يسافر شهورا  لا يمكن ان يحمل من المؤن ماء وغذاء يكفي رحلته اذن عليه ان يعتمد علي غيره. من هنا اصبح الكرم قانونا وعدم اتباعه عيبا دونه الموت. وهنالك المساهمات الاجتماعية. في الافراح والاتراح. الامر الذى وحد بين كل الاطراف.
اللغة

اللغة الغالبة هي العربية. وهي لغة التخاطب عندما تعجر المجموعات المختلفة في التفاهم بينها ورغما عن  ذلك فقد استحدث السودانيون كلمات دخيلة علي اللغة العربية ومفهومة يتداولها الجميع. وهي لا صلة لها بالارث اللغوي العربي  امثال كلمة ياازول. وعشميق وهي لمن لا يعرفون
معناها تعنى الالياف المنتجة من اشجار النخيل وقد كان يصنع منها حبال قوية تسيعمل في السواقي وتسمي (اسد) وكلمة سريقة في البناء ومن الاسماء ساتي  وود اورو وادومه وهي تصغير لاسم ادم وخرتيت وتليس وهي تعني الاسد و ادروب وهي تعني الاحمر والسنجك ونكرر استعمال اللهجة البيجاوية في الانسب  مثل عمراب وما شاكلها.
الحروب

قد يظن البعض ان الحروب هي العامل المنفر الذ يباعد بين الاطراف ولكن علي العكس من ذلك تمانا فقد تكون هي الرابط الاقوي في خلق وحدة مترابطة  ومثال لذلك الثورة المهدية حيث جمع جيش المهدية كل الملل السودانية دون استثناء. وخلقد تعارف بينها وصارت بوتقة انصهرت فيها اغلب العادات والتقاليد. وانها كانت تضم قيادات من شتي القبائل السودانية لقد كانت الثورة المهدية هى العامل الاقوى المساعد في توحيد الهوية السودانية..تنوعت القيادات
مفجر الثور المهدي من اقصي الشما وخليفته من الغرب وعثمان دقنه من الشرق الزاكي  طمل من النيل البيض ود النجومي وود بدر من وسط اسودان. تبع ذلك الحرب العالمية الاولى والتي شاركت فيها قيادات سودانيه منهم عبد الله خليل مثلا  ثم الحرب العالمية الثانية التي ابلت فيها قوات دفاع السودان بلاء حسننا في ليبيا حرب العلمين وعندها قال ونستون شرشل رئس وزراء بريطاني اقائده مونقمري وهو يسعرض القوات السودانية “” عليك بهولاءفهم اصدقاء اوفياء واعداء الداء“”.                   .                                                   وyou should take care of them  very good friends very bad enimies            الناحية الشرقية ودور قوات دفاع السودان في معركة كرن.. بقيادة ضباط سودانيون جاء كثير من ذكرهم في مذكرات اللواء طلعت فريد. ونختم ذلك بثورة ١٩٢٤ التي تمرد الجيش السوداني بقيادة علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ  وكلاهما من اصل زنجى.
o الاغاني
a. هذا الامر لم يحسب له حسابه رغما عن خطورته  ومفعوله  في التاثير  علي الهوية السودانية وهو اضافة  الي انه  يحوي   سردا تاريخيا اجتماعيا يشيد بالبطولات الجماعية   والشجاعة والكرم والخصال الحميدة واليكم نمازج تحوي  ترابط العنصر العربي والزنجي. عند مقتل  عبد القادر ود حبوبة جاء  في رثائه كلمات  تشير الي الثبات بمحتوي زنجي المشرب .
.  “من امس الضحي توري الجنود ساقوه” وفى اغنية اخري عن الفخر “تور عنزه الفي قرنه لية” وفي وصف الشيخ الديىنى ب“تور الدبة” ولقب خليفة المهدي بتور شين وهي تعني القوي. منها تبرز خطورة الكلمة “تور” وهو وصف زنجي محط لا علاقة له  بالمرجع العربي ولم يرد في القران ما يشير الي كلمة تور وكل ما  ذكر عن  مشتقات هذا  هو “وجاء بعجل حنيف وفي اخري ” تشابه علينا البقر” ولكنه وصف زنجى القبايل الزنجية النيلية دينكا /شلك /نوير وقبائل الماساس في كينيا تفخر بالقوة متخذين من الثور رمزا  للقوة والفحولة والثراء هنا اصبحت الكلمة كناية عن القوة وعلو المكانة وفي ادب المدائح لدي  عرب الاحامدة بالنيل البيض جاء ” سيدنا الليلة بجي.   ………ًسيدنا قرونه كيه     وفي العصر الحديث برزت اغانى الوحدة وتشيد بالجندي السوداني. ” يجو عايدين الفتحو كرن باينين” وعن مدىنة امدرما ذلك الوعاء الذى جمع واحتوي كل التنوعات الجهوية القبلية.
” ان امدرمان انا السودان….
انا ابن الجنوب اسكنت قلبي
علي ابن الشمال ضميت ضلوعى………….
انا الودان تمثل في ربوعي
1. يقول ونستون شرشل الذى اتي مراسلا حربيا مع كتشنر بعد ذلك رئس وزراء بريطاني ابان الحرب العالمية الثانية يقول في كتابه حرب النهر اذا كان  سيدنا محمد قد وحد بين العرب وهم اصلا من ملة واحه فان  ما فهله المهدى  يفوقه. وهو ان نسي ان دعوة المهدى اصلها ومنبعها الدعوة الاسلامية الا انه اكد اعجابه  بما انجزته  الثورة المهدية بتوحيداهل للسودان.
2. وبعد هذ ا بحث موجز مختصر عن الاسباب والسبل التي وحدت وشكلت الهوية السودانية فماذا عن ما يمكن ان يفرقها. اري ان الخلافات الخطيرة والتنازع الجهوى وبين القبائل مع بعضها البعض بل وبين البطون الختلفة للقبيلة الواحدة وضد الحكومة  وهي غارقة  في المشاكل الامنية والاقتصاية . وعدم الوفاق  امسى يجرنا الي تمزيق هويتنا بفعل نفس الحرب التى وحدتنا سابق
والله من وراء القصد والله المستعان

عبد المطلب درار   ( تبد)