الخميس , مايو 16 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / بين هلال و حميدتى !!

بين هلال و حميدتى !!


بقلم زهير السراج  
* لم أكف ولن أكف عن التحذير من الحرب القبلية الواسعة التى تلوح فى الأفق بالتصعيد شبه اليومى للصراع القبلى فى مناطق واسعة بإقليم غرب السودان، ودخول عوامل جديدة فى الصراع مثل التصعيد الأخير بإلقاء أجهزة الأمن القبض على قيادت من قبيلتى (المعاليا والرزيقات) على خلفية الصراع المسلح الدائر بين القبيلتين منذ وقت طويل، وهو ما أحدث نوعا من الغليان الجماهيرى داخل القبيلتين وصل إلى الخرطوم التى شهدت تظاهرات محدودة لأفراد من القبيلتين، ولا يعرف أحد حتى الآن عن ماذا سيتمخض هذا التطور الجديد !!

* فى الماضى كانت الحكومة تكتفى بفك الاشتاك بين الأطراف (القبائل) المتصارعة، ومحاولة عقد نوع من الصلح أو الهدنة المؤقتة باللجوء الى وسائل تقليدية مثل (التعويضات) ..إلخ، ولكنها الآن تلجأ الى الخشونة فى تعاملها مع الأحداث، وهى خشونة يعتقد الكثيرون أنها ستزيد تعقيد الأوضاع بدلا من حلها، خاصة أن لكلا القبيلتين نفوذ واسع فى المنطقة، أو حتى داخل الأجهزة الرسمية الإتحادية ووالولائية والإقليمية فضلا عن مقدراتهما القتالية وحيازتهما لكم هائل من الأسلحة، وإشتراك عناصر كثيرة منهما فى التنظيمات العسكرية القبلية (الرسمية وغير الرسمية)، مما يجعل من الصعوبة، إن لم يكن من المستحيل، اللجوء الى وسيلة مثل (الاعتقال) أو إرغام المواطنين على تسليم أسلحتهم لكبح جماح العنف فى الإقليم!!

* العامل الثانى، وهو أكثر خطورة، الصراع المكتوم الدائر حاليا بين تنظيمين عسكريين يتبعان إسميا للجيش السودانى (الذى لم يعد له وجود)، هما (قوات الدعم السريع) التى حلت تماما محل الجيش وصارت السلطة العسكرية (وربما السياسية) العليا فى البلاد ويقودها الفريق محمد حمدان دلقو الشهير بـ(حميدتى)، وقوات حرس الحدود التى تتبع للقائد موسى هلال رئيس ما يعرف بـ(مجلس الصحوة الثورى)، وينتمى كلا التنظيمين ــ كما يعرف الجميع ــ الى قبائل بعينها فى إقليم دارفور رغم الصبغة القومية التى أعطاها لهما الدستور السودانى (أو القانون) باعتبارهما قوات نظامية، خاصة ما يعرف بقوات الدعم السريع التى تتمتع بإستقلالية كاملة عن وزارة الدفاع، وهو ما صرَّح به علنا فى لقاء تلفزيونى قائدها (حميدتى) الذى نفى تبعيته لوزير الدفاع، وقال بوضوح شديد، إنه ووزير الدفاع فى مرتبة واحدة، وهو لا يأخذ تعليماته إلا من شخص واحد هو رئيس الجمهورية، وكان ذلك قبل عدة أشهر أثناء مناقشة المجلس الوطنى للوضع الدستورى لقوات الدعم السريع، واقترح البعض أن تكون تحت سلطة وزير الدفاع إلا أن (حميدتى) رفض ذلك وأدلى بتصريحاته المعروفة بأنه لن ولا يأخذ تعليماته إلا من رئيس الجمهورية وهو الوضع القائم حاليا!!

* الآن تحاول الحكومة لجم عود (قوات حرس الحدود) التى توترت العلاقات بين قائدها موسى هلال والسلطة الحاكمة فى الخرطوم منذ سنوات طويلة، غير أن كلا الطرفين ظل محتفظا بنوع من (الحكمة) فى التعامل مع الطرف الآخر، خاصة أنهما كانا شريكين لصيقين فى الحرب ضد الحركات المسلحة بدارفور، وما ترتب عنها من تداعيات أغضبت المجتمع الدولى ..إلخ، فضلا عن غض الحكومة البصر عن قيام موسى هلال بالتعدين عن الذهب فى مناطق واسعة فى اقليم دارفور والإستئثار بعائداته الضخمة!!

* يتمثل هذا (اللجم) فى محاولة الحكومة دمج قوات حرس الحدود فى قوات الدعم السريع، وهو ما ترفضه بشكل مطلق قيادات مجلس الصحوة الثورة وقوات حرس الحدود التى احتشدت فى مقر إقامة قائدها موسى هلال خاصة مع الأخبار التى راجت عن اعتقال قوات الدعم السريع لقائد الحرس الخاص لموسى هلال أثناء عودته من ليبيا (الراكوبة، 12 أغسطس، 2017 )!!

* الكل الآن يحبس الأنفاس ويقف مترقبا لما يمكن أن يحدث من تطورات فى هذا الشأن، ويخشى كثيرون من تأزم الأوضاع وحدوث المزيد من الاضطرابات فى الإقليم الذى أنهكته الحرب الأهلية والصراعات القبلية والتدخلات الإقليمية!!

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.