الجمعة , مايو 17 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

*الأم ..*

*كتب الصديق / الفاتح حسونة*

حين يكتب مكسيم غوركي عن العمال بالطبع فهو  يكتب نفسه و هو منخرط في سلك العمال ..

وحين يكتب عن جدته التي جسدها في رواية  الأم،  وما تمثله الأم من روح ثورية قادرة على صنع الحياة. و على الاستمرار ..

قادرة على حمل قضايا الفقر والعدل العمال و معالجة الأوضاع الاجتماعية القائمة أساساً على الأوضاع الاقتصادية و السياسية. .

حينئذ تشكلت رؤيته أخيراً في روايته الأم.. التي  لن يتجاوزها الادب الروسي الشيوعي عموما ..
واكثر ما افاد الادب الروسي من الشيوعيين نزعة الواقعية والبساطة والتجريد ..

والام هنا تتشكل في الراحلة فاطنة السمحة …  بل سيرة فاطمة انصع من سيرة الام نفسها التي وجدت نفسها من غير تعمد تسير في درب النضال بعد سجن ابنها ..
لكن فاطمة اختار ت هذا الطريق منذ وعيها الباكر .. فدفعت الثمن مرات  ومرات

قد لا يتأتى للكثيرين قراءة رواية الام مثلما لم يحظون بقراءة سيرة الراحلة فاطنة ..
ذلك بأن الاقتراب من الشيوعيين الي وقت قريب كان يعني اسوأ ما يعني حينما استغلت الراسمالية  تجارة الدين في شراء الذمم والوعي السياسي في اقران اي حراك سياسي يساري  بالالحاد والكفر والخيانة … مثلما يتجرع اليمين من حليفته الراسمالية نبذة التطرف والارهاب اليوم انه ذات الكاس اذن  …

وحين تقراء سير واخبار فاطمة  السمحة .. 
تسال نفسك هل السودانيون كلهم شيوعيون ؟

بالتاكيد الحزب الشيوعي كغيره بل اكثر القوى السياسية اقصاء وانزواء وتمترس حول قيم نختلف او نتفق حول حوجته للنقد .. وهو اكثر حزب يمثل حالة النقيض من الرضاء بالواقع ..
فما ذكر التغيير او الثورة او المعارضة الا وذكر  الحزب الشيوعي …

فهل كل هؤلاء الناعين من الشيوعيين ؟

لا طبعا ..اذن ولم الحزن ..
وهل كانت فاطمة احمد ابراهيم حزينة على جراحها والامها فقط ؟

لا ابدا ..
لقد حزنت فاطمة من اجل السودان فحزن السودان من أجلها..

فتعرف ان نسمة الوعي والادراك قد لامست حرارة العقول والاذهان المشبعة بالغليان والتطرف ..
وحين تبكي فاطمة فانك تبكي ماض ضاج بالاحداث  .. واسرة كم عانت من ويلات السياسة وثمن الانتماء للنضال والثورة والشعب …
حين تبكيها لا تجد سوى  ان تستلف من قصيدة شقيقها شاعر الطير المهاجر صلاح احمد ابراهيم ..حينما ابكى القلم في رثاء صديقه بروفيسر علي المك .. حين كتب نحن والردى كتب مرثيتنا جميعا .. ومرسية انسان مثل فاطمة السمحة ..

يا منايا حوّمي حول الحمى واستعرضينا
واصَطفي كلّ سمح النفس، بسّامِ العشياتِ الوفي
الحليمَ، العفّ ، كالأنسامِ روحاً وسجايا
أريحيِّ الوجه والكفّ افتراراً وعطايا
فإذا لاقاكِ بالبابِ بشوشاً وحفي
بضميرٍ ككتابّ اللهِ طاهرْ
أنشُبي الاظفارَ في اكتافِه واختطفي
وأمانُ الله مِنّا يا منايا
كلّما اشتقتِ لميمونِ المُحيّا ذي البشائْر
شرّفي تجدينا مثلاً في الناس سائرْ
نقهر الموتَ حياةً ومصائرْ
***
هذه أجنابنا مكشوفةُ فليرمِ رامي
هذه أكبادُنا لُكْها وزغرد يا حقودْ
هذه أضلاعُنا مثلومةُ وهي دوامي
وعلى النُطع الرؤوس
فاستبدّى يافؤوس
وادخلي أبياتنا واحتطبي
وأديري يا منايانا كؤوساً في كؤوسْ
من دِمانا واشربي
ما الذي أقسى من الموتِ؟ فهذا قد كَشفْنا سرّه، وخَبَرنا أمرَه
واستسغْنا مُرّه ..

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.