الجمعة , مايو 17 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

العفو فاطمة

من أين كانت تستمد كل هذه الطاقة التي جعلتها في درب التحرير والنضال منذ نعومة أظافرها ؟! لعلها كانت علي يقين وهي في بداية عمرها يافعة بأن غدا ستعيش هي ورفيقاتها بوطن حر معافى وتعلو وجهها  ابتسامة النصر وتحقيق الأهداف لكن رافقتها ابتسامة التحدي ! وتحرر السودان وخرج المستعمر وبدأت الأحلام تتحقق ، لا أظن أنه جال  بخاطرها المشتعل بالأمل الناتج من حماس العمل  أبدا أنها تناضل مدى الحياة لا أظن أن فاطمة عندما حررت النساء  هي ورفيقاتها ظنت أنهم بعد كل هذا العناء وبعد زمن بعيد من زمانها الذي نادت فيه بحق المرأة في التعليم المتساوي لا أظن أنها خطر ببالها أبدا بأنه سيأتي يوم تجلد فيه إمرأة في الشارع السوداني هكذا  ! وتذل النساء و تهان إذا لم يعجب الساسة وحماتهم بذوقها في اختيار لباسها وبعد كل هذا ينعيها الساسة قائلين بأنها توفيت في منفاها الاختياري أي خيار هذا الذي ترك مفتوح لمثلها ولغيرها من عشاق الحرية والعدالة ؟ إنه لمن المحزن أن تموت النسور في المنافي ولكن الأرواح ترحل وتهيم حيث العشق تغادر اينما تغادر لكنها تذهب وتحلق في سماء أحبته فروحها في سماء السودان هناك حضور فيا فرحة السماء ويا سودان فاطمة الجسور كم من أرواح جاءتك من السماء بعد أن لفظت من ابوابك . إن فاطمة تستحق منا الاعتذار ونطلب منها السماح نطلب العفو فاطمة . لعلها تألمت وقالت يا ليتنا أن اجتهدنا ضمن اجتهادات ووضعنا نص بالقانون ينص علي حرية إختيار المرأة ما تلبس ولكن كيف لهن ان يتصوروا ما فوق التصور أليس ما نحن فيه كان قاسيا علي قلبها  كم انكسر ذلك القلب الرقيق،العفو يمة العفو ! إن ما يحدث للنساء بدارفور من إغتصاب وترهيب وللنساء بشوارع الخرطوم ومدن السودان الآخرة  وموجات المشردين من الأطفال على الطرقات حسرة ذهبت معها الى السماء إنها تستحق منا الإعتذار نحن النساء قبل الرجال فعذرا أمنا العفو فاطمة أعفي مننا .

أنها خلف ذلك الصوت العميق والإرادة الفذة والتضحيات العظام وأي تضحية تضاهى تقديم الزوج للمقاصل وتستدير هي للشارع لمواصلة الرسالة هذه الرسالة اللعينة التي لم تكتمل لا أحد يستطيع أن يعرف الم المناضل الذي يعطي عمره لقضايا عنيدة أبدية وكلما ابتسم بقرب الهدف جاءت دبابة نزعت هدفه .اعفي لينا فاطمة أعفي لكل من تقف أمام باب الجامعة لتلقي نظرة علي ملابسها لتتأكد من أنها هكذا تعجب حرس الباب الذي يمعن فيها النظر بطريقة قانونية مشروعة وكلما كان دقيق في نظراته باحث عن مواطن الفتنة كلما كان قدير في عمله العفو يمة العفو .

اليس هذا الم كبير كم الم والم سكن قلبها ألا تستحق أن نهدي لها مشوار جديد شجاع من النضال ضد قانون النظام العام  اولا ، هذا القانون الصعلوك من حيث المبدأ والتطبيق  أبعد كل هذه السنين نجد أنفسنا نحن النساء نطالب بحرية خيارنا فيما نلبس أليست هذه سخرية ! لقد حاربت الختان وثبتت فكرة أن البنت خلقت سليمة  فكيف لسليمة أن لا تقول لا!  العفو فاطمة العفو يمة ، نعم نقول لك هذا ونحن نستحي من ما نقول  أعفي لكل أم حملت في رحمها ذكرا وخرج ليعمل جلاد ولكل فتاة أسرعت الخطى لتختبئ من صعلوك يرتدي شرف الدولة  في زمن اللادولة ويحمل عصاه  بدل من أن تقول لا

سامحينا يمه ووعد وعد علي الدرب سائرون وأبشرك عندنا بنات كتااار سمحات شايلين من روحك قطرة و ولاد كتييير راكزين شايلين الفكرة في دم الشفيع العبرة وفي كفاح فاطمة وفي شعاع نورك أجمل اجمل زكرى .

لمن يحضر الدفن ارفعوا بدل عني بوستر اطلب فيه العفو  قولوا لفاطمة الهام تطلب العفو.

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.