كلمات في الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم

لم ينتجع فكري السياسي يوما إلى خيمة اليسار ، قدراً لا قدحاً – بيد أن عشقي للإنسانية والحرية لم تعتقله أدلجة أو فكر أو التزام ، فظلت اختياراتي حرةً طليقة ،كمعاني الإنسانية والحرية التي تستبيني، وهكذا مضت علاقاتي وصداقاتي في فجاج الحياة ، من بين أصولي متزمت وليبرالي متحرر من أي قيد وما بينهما من محطات، وكذلك كانت مُثلي وقراءاتي وأبطالي ، فبكيت المختلفين وهتفت للمتقابيلن ، لا خوضاً مع الخائضين ولا زلفى للتابعين وإنما مجدٌ في هذا بصرته ، وشيمة في ذاك شممتها – وإن عمت عن آناف آخرين – تتنزى  عن عرق المجد ، وتروى بدم الحرية ، فالأيدلوجيا تعمي عن رؤية جمال النضال وجمال الحياة وجمال الجمال ،،، فبئست حينما تصير حجابا 

لكني لم أجزع – حتى خشيت التلف – كجزعي على أم النضال وملهمة الحياة ومثال المرأة الراحلة الباقية فاطمة أحم إبراهيم …. فخرجت هذه الدفقة من بعد وقفة ،،، ظننتها الأخيرة لطول السكون … ولطولها … منها هذه الأبيات

الحلم الكان راجيكي

يا فاطنة صِبحْ يبكيكي

والطلة المشرقة راحت

مغمومة بتبكي عليكي

لِبسن أحزانِنْ طرحة

نسوان سودان واديكي

مدَّنْ صيوان أحزانِنْ

حدْ السودان الفيكي

دربا كتحتي ترابو

يا فاطنة جهيل العابو

في درب الحق نسعابو

لامن حا نوصلوا بابوا

لا رجعة ولا رجعية

في دربنا الما بنهابوا

حد ما تِم المحرية

والحق يزرق كوكابو

يبكيكي الحلم الطلا

في عينك أول مرة

حلما أسستي أساسو

وعقبتي الكرة بكرة

صبرا قضيتي سنينو

بِتْمضغي شجرتو المُرة

لامن تمت أحلامك

وفتاتك صارت حرة

يا فاطنة قطعنا فيافي

الليلة وصلنا الميس

المرأة الكانت مافي

غير تلدي تربي تعوس

بنضالك فيها الوافي

في التسوية لا التمييز

هديتي الظلم الكافي

حررتي الكان محبوس

أحلامنا زمانها حلا

وزمان أوهامن ولى

وقلعنا الحق بنفوسنا

لا تفرقة لا بننزلا

في المدرسة والتوظيف

ساوينا رجال الحلة

الزيجة شراكة وبيت

قانون الأسرة تجلى

يا فاطنة بناتك فاقن

بذن أقرانن فاتن

كسرن أغلالهن عدن

متراس الجهل العاقن

الذل الكان كاتلهن

البيت القيد الطاقن

الموت القدرو عليكي

منو الباقين بضاروا

جيتيلوا بيبسم ليكي

وبريق عينيك بشالو

الموت كان راتي عليكي

غنيتي غناهو وأشعاروا

قال ليك مبروكة عليكي

قلتيلي حباب الزاروا

جاينك وملازمنك

لامن ما تتم المنية

جاينك وملازمنك

حا نحقق قصدنا عنية

قايلين حققتي قضية

ونضالك أصبح غنية

جاينك ومبايعنك

للحق بنسير في خطاكي

جاينك ما ناسنك

حافظين إنجيل ذكراكي

جاينك ومسترضنك

أخرنا الشوك للقاكي

الشوق مغروس في دربك

ما أحلى الشوك في سُعاكي

جاينك وما فايتنك

لامن في الحق نلقاكي

جاينك وملازمنك

في سنا الأمجاد نلقاكي

جاينك ومعاهدنك

ثايرين في القصدوا أذاكي

شايلنك فخرا أخضر

قد كنا عبيد لولاكي

د. قاسم نسيم حماد 12/ أغسطس 2017