Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
بعميق من الحزن والاسئ ينعي مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالمملكة المتحدة وايرلندا رحيل المناضلة الرفيقة فاطمة احمد ابراهيم رئيس اتحاد نساء السودان ومن المؤسسين لهذا الاتحاد منذ العام 1952، وكان من اهم اهداف الاتحاد هو انتزاع الحقوق السياسية المتساوية للمراة في السودان قبيل الاستقلال والى ما بعده. وتعد فاطمة احمد ابراهيم نموزجا لجسارة المراة السودانية في النضال الوطني الطليعي على مدى الست عقود الماضية وتشكل الامتداد الطبيعي لما سبق من نضال للمراة السودانية عبر تاريخ السودان. حيث ظلت نضال المراة السودانية بقيادة الرفيقة المناضلة فاطمة احمد ابراهيم الرائدة في دول المنطقة بدخول اول امراة في البرلمان الوطني ما بعد الاستقلال. كما في نفس الوقت شكلت نضالها دليلا عمليا لتعمد انتقاص الحقوق السياسية والمدنية المكتسبة في نظم السودان القديم ما بعد الاستقلال. مما شكل اساسا للقمع المنهجي الممارس ضد المراة خاصة بعد الانقلاب العسكري للانقاذ لتصبح المراة مهمش المهمشين بالممارسات الواقعية للثقافة السياسية الاقصائية السائدة منذ الاستقلال حتى الان. حيث عاد السودان في عهد نظام انقلاب الانقاذ الى عصور الظلام الدامس من القمع التاريخي والقهر المنظم لشعب السودان، يشكل صنامها اضطهاد المراة السودانية والبطش بها في قلب المدن قبل القرى والارياف والبادية. بينما ظلت نضال الرفيقة فاطمة شمعة مضيئة في افاق النضال الوطني من اجل انتزاع حقوق المشروعة للشعوب والكرامة الانسانية بدءا بالمساواة في الحقوق وتكريم المراة كرمز للرقي الانساني والسمو الاخلاقي ومثال للمسئولية الوطنية في اي مجتمع حر معافى. لقد ظلت فاطمة احمد ابراهيم قائدة داعية حقوق مشروعة من الطراز الاول، وملهمة للاجيال الجديدة في ضرورة انتزاع الحقوق المتساوية بين المراة والرجل. وهو ما دعت اليه الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ نشاتها في ثمانينات القرن الماضي. كما ظلت المناضلة فاطمة مساندة لنضال الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمثل في انتزاع الحقوق السياسية والمدنية وحقوق المواطنة المتساوية باقامة السودان الجديد العلماني، وبناء الوحدة السياسية على اسس سياسية جديدة. وكانت زيارتها الميدانية التاريخية لمواقع لواء السودان الجديد التابع للجيش الشعبي لتحرير السودان في شرق السودان في تسعينات القرن الماضي ايمانا منها بقضايا الحقوق المتساوية وموقفها العقلاني الواضح في ما يسمى بمشكلة الجنوب انذاك؟ حيث مازال رمزية تلك الزيارة الفريدة محفوظة في الاعماق كما مسطرة في تاريخ نضالها الوطني المستميت، وكلماتها الثورية الاثرة ستظل باقية في اعماق رفاق النضال عبر الاجيال، ودموعها المعبرة عن عمقها الانساني ومشاعرها الوطنية العالية تعبيرا عن مسئولياتها الوطنية الجسيمة التي ظلت على عاتقها، والنابعة من وعيها السياسي المبكر التي شكلت اساسا لنضال المراة السودانية خاصة ونضال الهامش السوداني العريض عموما.
مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالمملكة المتحدة وايرلندا يتقدم بالعزاء للشعب السوداني جميعا وللمراة عموما ولرفيقات ورفاق النضال في كافة جبهات النضال من اجل الحرية والانعتاق في رحيل الرفيقة المناضلة فاطمة احمد ابراهيم. كما نتقدم بخالص العزاء لاسرة الفقيدة الجسورة فاطمة ولآلها وذويها واصدقائها وصديقاتها وجميع معارفها في داخل السودان وخارجه. وحتظل نضال فاطمة شمعة مضيئة لنا جميعا ونبراسا يحتذي عبر الاجيال.
التحية والتجلة لروح الراحلة المناضلة فاطمة احمد ابراهيم التي ستظل بيننا في خنادق نضال الشعب السوداني كافة، لها الخلود مع الشهداء وحسن اولئك رفيقا.
مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالمملكة المتحدة وإيرلندا
لندن 12/08/2017
