الثلاثاء , مايو 21 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / كالمستجير من الرمضاء بالنار ..

كالمستجير من الرمضاء بالنار ..

كالمستجير من الرمضاء بالنار ..

   في مطار القاهرة الساعة السابعة مساء بتوقيت القاهرة التاريخ 2016/6/20 م
وانا استودع احد اصدقائي المسافرين بالطائرة السودانية ، وامام بوابة المغادرة ، في تلك لحظات شاهدت (17) شابا” مكبلين بالأصفاد ، يقودهم مجموعة من الجنود المصريين ، ويبدوا عليهم الأرهاق ، والمعاناة ، من جراء الحبس ، وعند اقترابهم لمكان قوفي ، تبينت لي سحنتهم  السودانية الخالصة ، حتي بدأ جسمي يرتجف ، وتقدمت بالنخوة السودانية التي لا تعرف الخوف ، انه عرقي ودمي ، احرار بلادي واخواني في الغربة

الجافة ، تقدم الضابط نحوي ، وأمرني بالإبتعاد ، وكان اصراري أكبر من خوفي ، حتي سحبني احد الجنود بصورة مهذبة ، وشرح لي بانهم تم القبض عليهم في بحر الابيض ( الاسكندرية ) .
  وهم يحاولون السفر لايطاليا بصورة غير شرعية ، وفي هذه الحالة وجب علي الأمن المصري  تسليمهم للأمن السوداني ، الا اذا كانت لديهم بطاقات حماية من قبل ( المفوضية السامية لرعاية اللاجئين) ، وهؤلاء لا يمتلكونها ، للأسف الشديد ، لذا لزم علينا ترحليهم ، وتسليمهم للأمن السوداني .
إبتعدت بهدوء , وتحسرت علي شباب الذين اصبح هاجسهم الفرار .
  هذا هو حال أبناء بلادي ، الفارين من جحيم الحروب ، وصعوبة الحياة ، وكثرة المعاناة ، فيجترون (حترب)ما تبقي لهم من حقوق وأملاك ، للهروب لمنافي اخري ، وحياة فيها نعمة الحرية ، وقليل من المساواة ، ويحملون معهم بعض الأماني والطموحات الشجية ، فيرتحلون للقاهرة ، قاصدين سماسرة البحر الذين يجوبون شوارع القاهرة بحثا عن فريسة ، تدفع عنهم قوت الليالي القاحلة ، ومشقة المصروفات المضنية لمجاراة الحياة ، في تلك العاصمة المستوحشة ، وكل يبحث عن سلواه .
ويبقي حديث الأفضل والأضمن في طريق الإبحار  هو أخر الأحاديث ، فموت علي موت ، يفضل عليه موت بآمل وأماني .
وهكذا تبدأ رحلة دفع المبلغ الضخم الذي يوزع علي كل من رأي وشاهد وتابع واقنع الضحية لركوب الأهوال ، يا له من إختيار! ، وما أصعب المسار ، وما أقسي تقبل الأهوال! (2500) دولار ، تدفعها وأنت مقدم علي طريق الخطر ، بلا تردد ولا خوف ، فالأماني تقتل الرهبة ، وتصنع فيك الآمال العراض ، وكيف لا تدفعها ، وهناك طاغية تجبر ، وسلطان ظالم ، ينتظرك ، ليكمل بك فصول الإغتصاب والقتل والتنكيل ، عودة ظالمة ، لطريق مظلم  ورجوع مستحيل ، انها مسار العودة لدولة تدعي السودان ، تتقبل الموت بنفس راضية في سبيل النجاة ، بديلا” للعودة الي قاع الوطن ، وبطش السلطة ، وعذاب المتأسلمين .
  تم القبض علي قرابة (50) سوداني وهم يشرعون في ركوب البحر لدول الفرنجة ، ولسوء حظ المقبوضين أن فيهم  (17) سوداني ليس بحوزتهم اوراق حماية ، الخاصة (بالمفوضية السامية للامم المتحدة ) وفي هذه الحالة تحتم علي السلطات المصرية تسليم الذين لايملكون اوراقا” للسلطات السودانية ، وتسليم يتم من الأمن المصري للأمن السوداني ، ضاعت أمواكم بين سماسرة البحر وخسرتم طمانينة القاهرة بعيدا” عن الجلاد ، لتعودوا تسليم وتسلم ، بهوية جديدة بأسم سوداني عاق خان الوطن ولوث السمعة ، سيتقبلونكم جلادوا السلطان الجائر ، وستهدر كرامتكم ، وتساقون خانعين مدحورين ، لتبطشوا بالأيادي ، والخراطيش السود ؛ التي لاتملك عيونا لتنظر أين تضرب ؛ والي اي مكان تسقط فيه .
لا أدري هل ذاك البشير والذين يعملون تحت امره لا يشاهدون ماذا يحدث ؟
الا يسأل نفسه هذا الطاغية لماذا يهرب شعبه مخاطرا” بحياته ، ومستقبلا” راميا” نفسه في الموت ببشاشه ، ومهدرا” ما تبقي من أملاكه ؟
  كل تلك الاسئلة التي توضح الحقائق تبقي في حيز النسيان طالما انتم في قصوركم التي شيدتموها علي ظهورنا ، واستكنتم في رحاب الظلم تمرحون .
  نسال الله في هذا الشهر المبارك ، أن يقتص منكم قصاص تصبحون به عبرة لمن لا يعتبر ..
ستبقي طموحات شعبنا الأبى ترتفع حتي تقتلعون اقتلاعا” .
ابدا ما هنت يا سوداننا يوما” علينا ..
الثورة قادمة لامحالة
والعصيان هو الأمل المنشود ..
Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.