تفتح وعي جيلنا علي الحياه و العمل العام و الانخراط في صفوف اليسار و الحزب الشيوعي بعد يوليو 1971، سيرة الدم المسفوح كانت عاليه، مصادر التماسك و الصمود قليله و الاخبار معظمها عن الاعتقال و الاختفاء و صعوبات بناء و تجميع حزب و حركة مقاومه … ما يلهم كان قليل .. و في قلبه كانت بسالة النساء المكلومات في فقد احباءهن و علي راسهن فاطمه .. ليس فقط في تحمل هول الفقد الشخصي و العام بل في تحويله مصدر للمقاومه و العطاء و الالهام .. و بالفعل “حين عم الصمت علا صوتهن” ..
البساله لم تبدأ حينها .. بل بدات باختراقهن لاسوار و حوائط المجتمع و الخروج لحياة مغايره يرفضها معظم ما هو حولهن .. التعليم و العمل و المشاركه في الحياه السياسيه و المطالبه بحقوق النساء و كل هذا في صفوف تنظيمات مدموغه اصلا بكل الموبقات ..
مأثرة فاطمه (و جيلها و رفيقاتها) الحقيقيه ليست في انها/انهن فعلت/فعلن ما هو صحيح … بل في انها و انهن مهدن السبيل لكل ما هو لاحق حتي و ان اختلفت بعض الدروب اللاحقه مع البدايات .. هذه هي الحياه ..
وداعا فاطمه .. وداعا ام احمد و شريكة الشفيع و رفيقة سعاد و خالده ..
سنرود ذكراك في تحنان .. سنحمل في القلب جوهر ما كافحتي حياتك لاجله حياه عادله للبشر رجال و نساء .. خبز و حريه و سلام و عدل ..
عاشت ذكراك ملهمه للبساله و الجساره .. وداعا ..
عصام جبرالله