الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / لم اكن مخيرا”!!(10)…

لم اكن مخيرا”!!(10)…

     كانت سيارات السجن قد جاءت بالمساجين ، من أقسام الشرطة وانا و(عبدالله) نتابع وننتظر حتي يسود الهدوء ؛ لمزاولة بيع المخدرات ، فالزمن الأفضل يكون بعد الساعة الخامسة ، لإنسحاب العساكر وإغلاق السجن إلا من العساكر المتواجدين في المنارات يحملون اسلحتهم خوفا من هروب المساجين .
     كان (عبدالله) يشير لي علي احد المساجين القادمين ، ويتحدث لي بانه يعرفه ولكنه لا يذكر أين قابله ، كان شكله مالوفا” بالنسبة له ، انتهي توزيع المساجين بين منتظر ومحكوم ، وقاموا بتعداد المساجين  ، قلت لها : قدر الله ان تظهر في الشدائد ، اطمان قلبي علي امي وتحدثت مع (هيام) وهي تحاول ان تسحبني لما تكنه لي : ولكني اسحبها ايضا لسؤال عن امي وان تستوصي بها خيرا ، والوقت غير ملائم لتحدث عن الحب ، حتي اغلقت السماعة وبالي مرتاح .
   اتصلت بالرقم الثاني وكنت اعلم انه (آمال) فقد كنت اعرفه جيدا ، ولم تعطيني فرصة للحديث ، فمنذ ان رفعت السماعة : قالت لي : (مجدي) الحمدالله ذهبت للمستشفي واكملت مبلغ العملية للوالدة وهنالك خمسة الف جنيه فائض ، ولا يوجد ما يجعلك تتقرب لهيام ابنة تاجر المخدرات ! .
كنت اعلم ان الغيرة تقتلها ويكفي انها الاولي في حياتي ، فقلت لها : لاتخافي (أمال) فانا لن اتركك وانتي تعلمين باني أحبك ، شعرت بصمتها ، وقالت لي بصوت مكسور لم يتبقي لي سواك انتي واخي (عبدالله) ، فقلت لها : أمال لا تنسي ان اموال الورثة ستحل مشاكلنا ، فسمعت صوت بكاءها ، لقد جرحتها  ، وانا قصدت الهزل ، فقلت لها : 
انا اضحك معك واعلم بالمشكلة لا تنسي (عبدالله)  معي ، وانا احبك لانك اشتريتيني مفلس مقهور ، فقالت لي : 
كنت أتمني أن أسعدك . تسامرنا واسترجعنا ذكرياتنا الجميلة التي طرزنا فيها خيوطا ، ورسمنا عليها مستقبل يجمعنا باشواق تلامس السحاب .
  وجاء اليوم الذي يليه كسابقه ، وانا استشير واسال المجرمين الضليعين في قضايا المخدرات حتي جاء يوم المحكمة وتم استدعائي وسلمت (عبدالله)  العمل ، وانطلقت في سيارة السجن نحو المحكمة وانا علي ثقة فالمخدرات حيازة ، وعندما تم القبض علي لم تكون بحوزتي ، ومحاكم المخدرات عادة تنتهي في جلسة واحدة وساكون مع والدتي ، ولكن لن انسي (عبدالله) ساحاول أن  أساعده بقدر الأمكان .
وصلت سيارة السجن في التاسعة صباحا ، وبدأ المساجين الهبوط وتوزيعم علي زنزانات القسم امدرمان ليحضر حاجب المحكمة وياخذك علي القاضي المسئول من قضيتك ، وحقيقة كانت اعصابي منهارة فلأول مرة اقف في محكمة في قضية كبيرة ، الحكم فيها يصل الي ثلاث سنوات ، ورحت ادور داخل الزنزانة كالأسد الجريح ، حتي جاء الحاجب وإقتادني للمحكمة ، وادخلني القاعة ووجدت العسكري الذي اتهمني وهو يمثل الشاكي ، وانا اقف مقابلا له ، شاهدت المعلم يقف خارج القاعة ، وبدأ القاضي في التدوين في دفتر امامه دون ان يلتفت لي أو يشاهدني ، قضى  اكثر من عشر دقائق يسجل ، ثم  رفع رأسه ونظر لي وسألني عن بياناتي ، وسال الشاكي عن بياناته ، وطلب من الشاكي التحدث عن ماذا جري ؟ تحدث العسكري منذ دخوله المنزل حتي جاء للوقت الذي بدأ فيه تفتيشي ، فقال : 
وانا احاول تفتيش المتهم اسقط هذا المتهم هذه القطعة وهو يشير للفافة امام القاضي ففتحها القاضي وكانت بها قطعة مخدرات (بنقو) فقاطعته وانا اقول هذا العسكري كذاب  يا مولانا ، وتقدمت نحوه ، حتي انتهرني القاضي وهو يقول :
اياك ان تتحدث قبل أن آذن لك ، بعد حديثه لك الحق في سؤاله ؟، صمتت وواصل حديثه وهو يقول فأسقطها يا مولانا في كرسي واخذتها وسلمتها للضابط ، أكمل حديثه ، وأضاف:
اني هاجمته لقد كان حديثه للإيقاع بي ، وبعد ان انتهي قال لي القاضي :
يمكنك ان تسال الشاكي متهم وهو ينظر لي : حقيقة لم اكن اعلم عن ماذا افعل وكيف اسال ، وكلما حاولت التحدث معه اوقفني القاضي معترضا عن طريقة سؤالي ، فقلت له : 
يا مولانا انا اول مرة في حياتي ادخل قاعة ولا اعرف كيف يسال الشاكي ، وما اعرفه ان هذا الشاكي كذاب وطالبني بثلاثة مليون ، ومستعد ان اذهب حاليا للمستشفي لفحص لمخدرات فانا لم ادخن سجائر ، دعك من المخدرات ، استوقفني القاضي وقد احس باني صادق : وبدأ يسال في الشاكي ، فقال له : هل فتشت المعلم فانتم حضرتم من اجله وبناء علي معلومات علي حسب تقريركم ، قبل ان تفتش المتهم فقال الشاكي : لا ،  فقال له القاضي : لقد كنتم داخل الصالة اكثر من ستة عساكر ، هل شاهد احد العساكر المتهم وهو يسقط المخدرات ، فقال العسكري : لقد شاهدته انا بعد انسحاب التيم ، فقال له القاضي : عندما فتشته هل سحبته بعيدا لتضمن عدم اخفائه شئ ، فقال له العسكر : نعم يا مولانا ، فقال مولانا : اعني اوقفته في نصف الصالون ، فقال العسكري : نعم يا مولانا فهذا عملي اعرفه جيدا ، فقال له مولانا : اذا كيف وهو في منتصف الصالة يسقط المخدرات في الكرسي ، والكراسي في جانب الحائط يا عسكري .
في هذه اللحظة صمتت القاعة كلها واصبح العسكري يتلعثم والقاضي ينظر له في عينيه مباشرة …

(يتبع) 

Ghalib Tayfour

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.