الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / لم اكن مخيرا” !! (8)…

لم اكن مخيرا” !! (8)…

    عدنا من زيارة (المعلم عبدو) ، وبعد التمام مباشرة استلمنا ، لفافة البضاعة الجديدة ، وكانت ضخمة قمنا بدفنها بعد توزيعها في اماكن كثيرة ، كانت مهمتي المراقبة ، وعبدالله البيع وكان هنالك بعض المحتالين الذين يحاولون ان يحصلوا علي مخدرات بلا ثمن ، وهؤلاء كانوا من صميم عملي ، فقد كنت امتاز ببعض القوة وبنيتي الجسدية  تساعدني فصنعت جدارا عازلا” (لعبدالله) ، وكل الزبائن تجدهم ينظرون لي بخوف .
اليوم الثاني لنا كان يوما” عصيبا” ، فقد بسطنا سيطرتنا علي عنبر الشيكات ، وسمعتنا بدأت تصل عنبر المدانيين ، حتي العساكر المتواجدين في الحراسة اصبحنا بالنسبة لهم معروفين ، وعندما اقترب الصباح كنا قد بعنا آخر قطعة من المخدرات ثلاثمائة قطعة سلمناها (المعلم عبدو)  في سعر (20) جنيه ، والحساب مناصفة بيننا والمعلم ونصيبنا لا يقل عن ثلاثة ألف في اليوم ، رغم وجود بعض معلمين مخدرات في السجن غيرنا ، فقد كانت المخدرات تتصدر المشهد داخل السجن حتي انها تصل لسجن النساء المجاور لنا ، واذا قبضت الشرطة علي أحد المساجين وبحوزته مخدرات ، او يدخن يحاكم داخل السجن بمائة جلدة ، ينفذ بصورة قاسية ، تخلع ملابسه قبل الجلد ويلف جسده بالشاش ثم يجلد حتي يدمى جسده .
         انتهي التمام ، وجاء كشف التنقلات ، ووجدت نفسي اتوسط لعدم نقل بعض النزلاء ، واساومهم في دفع المال حتي لا يتم النقل ، وكانت حصيلة ، أكثر من ألف جنيه والمساعد المسئول من نقل نصيبه اموالا” لاتعد ، اصبح تفكيرنا انا و(عبدالله) كيف نخرج الاموال التي نحصل عليها خارج السجن ، حتي اهتدينا لتكون المسئولة منها (آمال )، واتصلنا بامال لتحضر لزيارة يوميا ، وكانت طوع بناننا ، أربعة الف جنيه في اليوم الثاني هو حصيلتنا من مخدرات ونقل مساجين ، استلم (المعلم عبدو) المال وهو يتقافز من الفرح كأنه انتدبنا لهذا العمل ، ولم تحضر معه (هيام) وهذا ما اقلقني ، وعلي حسب تبريره انها مريضة ،  وسلمنا (آمال) لتذهب لزيارة امي واعطائها المبلغ للمستشفي التي تتواجد فيها ، وجاءنا العسكري بالبضاعة الجديدة التي اصبحت تتضاعف يوميا” فقد بدأنا نضيق الخناق علي معلمي المخدرات الآخرين المتواجدين داخل السجن ، فالكل يقول إن المخدرات التي نوزعها من النوع الجيد ، حتي جاءني احساس انا و(عبدالله) بتجربتها ، ولكن خوفنا من ضحاياها منعنا ، كنت مسئول من حماية (عبدالله) اثناء البيع .
  وفي الساعات الاولي من الصباح اتصلت (آمال) وكان صوتها متغير حتي شعرت ان هنالك شئ ، ولكنها طمأنتني وقالت لي : لقد قابلت الوالدة والعملية ستكون الاسبوع القادم ، والمبلغ المطلوب اصبح (خمسة عشرة ألف) ، ولم تكونوا محتاجين لبيع المخدرات في السجن ، وتدخلوا انفسكم في مخاطر ، كانت تتكلم بحرقة والالم يظهر في نبرات صوتها ، فقلت له إنها أيام ، وسينتهي هذا البرنامج يا آمال ، وماعلينا سوى الصبر ، فقالت لي : 
لقد قابلت (هيام) ابنة معلم المخدرات !! لقد فهمت الآن انها الغيرة هذا ما يجعل (آمال) تحزن ، فقلت لها : قبل أن تواصلي ، ان (هيام) تحاول ان تساعدني لشعورها بان والدها من تسبب في مرض والدتي ، فقالت لي :
لا يا مجدي ، انا امراة واعرف كيف تفكر النساء ، المهم الرقم الذي اعطيته لها للاتصال بك في السجن قام والدها باخذه ، ومنعها من الاتصال بك ، فقلت لها : اعطيتها الرقم لأسمع صوت أمي ، واطمأن عليها وهذا ما اتفقنا عليه.
فقالت أن كنت تريد ذلك ، غدا بعد الزيارة سوف اذهب لوالدتك واجعلك تتحدث معها ، ثم طلبت مني التحدث مع (عبدالله) فسلمته الهاتف ، وعندما انتهي ، كانت خيوط الفجر الأولى تنبئ بصباح جديد ، ويوم جديد ، واصطفاف التمام بعد ان خبئنا الهاتف وباقي البضاعة ، فالتمام يكون زاخرا بالضباط وعند نهايتها يتحرك الجميع ، لنستقبل كشف التنقلات ، لأجد جميع المساجين المنقولين يبحثون عني ، فالمساعد وعساكره لا يستلمون الرشاوي مباشرة ، وبعد استلامي من المساجين أشير عليه بان هذا خالص ، وهذا خالص ، وبناء علي حديثي ينفذ كشف النقليات ، وكان المساعد سعيد بعملي ، ونعود لمتابعة توزيع المخدرات ، كانت الكمية التي بحوزتنا كبيرة ، وكانت هنالك عيون غريبة ، تتابعنا ، ولم ندرى هل هم من حرس السجن ، أم يتبعون لمعلمي المخدرات الآخرين ، فحدثت (لعبدالله )  بمخاوفي ، واخيرته ان الجو سئ فقال لي :
أشعر بذلك ، فسالته عن متبقي المخدرات فقال لي : خمسين قطعة دفنتها جوار الحمامات ، فقلت له اوقف البيع ، فرد علي براسه علامة على  الموافقة .
وذهبت للحمام ، وعند عودتي شاهدت (عبدالله) يقتاده اثنان من العساكر ، ياالله.. لقد قبضوا علي (عبدالله)!.
خبأت الهاتف وعدت وكأني لا اعرف شئ ، فوجدت اثنان من العساكرين ينتظرونني ، وإقتادونني لمكتب مدير السجن ، حتي ادخلونا المكتب وانهالوا علينا بالسياط ، بلا سابق انذار ، اكثر من سبعة عساكر وهم يسألون اين تخبئون المخدرات؟ ، كنت خائف علي (عبدالله) من الاعتراف ، ولكنه كان اثبت مني فقط كان ينظر لهم ويقول :
عن اي مخدرات تتحدثون ، فقالوا له لقد قبضنا اخوتكم واعترفوا ، فضحك (عبدالله) وقال لهم والسياط تتقاطر في ظهورنا ووجوهنا ، حتي الله لم يجعل لنا اخوة في هذه الدنيا فانا وحيد أبي وامي وصديقي كذلك ، ثلاث ساعات والضرب والسب يدور فينا ، حتي ملوا ، فاعدونا للعنبر وتم القبض علي جميع معلمي المخدرات بعد اعترافهم ، وحضر المعلم لوحده وذهب (عبدالله) لمحاسبته ، وجلست انا منهك القوي ، حتي سمعت صوت أحد العساكر يقف بجواري ، ويهمس لي بأنه يريد التحدث مع فذهبت معه جوار الحمامات ، فقال لي : لقد تم القبض علي جميع المعلمين هنا ، واصبحت انت وصديقك المعلمين الوحيدين ، والمعلم (البجاوي) يريد ان يتعامل معكم فهو يحب ان يتعامل مع الرجال فقط فلم يدخل غرفة سجين الا واعترف إلا انت وصديقك حتي العساكر مبسوطين منكم ، فقلت له :
وماهي طريقة التعامل؟ ، فقال العسكري نفس طريقة (المعلم عبدو) ، وسيكون العمل حصري لك ولصديقك فقط في هذا السجن ، فقلت له : المهم الصنف الجيد والقطعة (10) جنيه لا تزيد ، فقال لي : موافقون والبضاعة مدفونة في هذا الركن واشار لي لركن الحمام ، والحراسة تحت أمرك فأشار لي للمنارة التي تحرس السجن فشاهدت العسكري المتواجد فيها يأشر لي بعلامة النصر ، ضحكت ، وقلت له اتفقنا ، وفي عقلي أقول انهم عصابة ، فالدولة اصبحت تحميني ، لابيع المخدرات ، يا – سبحان الله – .
حضرت ( آمال ) لزيارتنا ، ووجدت معها (عبدالله) ، فسلمت عليها ، وقبل أن انتهي من سلامي تفاجأت بوجود (هيام )، انها الفتنة ! ، فقلت لها: كيف حال ، والدتي يا هيام ؟ ، فقالت لي: صحتها جيدة ، ولكن حقيقة جئتك مشتاقة لرؤيتك ، وآمال وعبدالله يسمعان !!!…

(يتبع)

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.