الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / يقتلني كذبهم بأسم الوطنية

يقتلني كذبهم بأسم الوطنية

يقتلني كذبهم بأسم الوطنية حيث فقدت الحياة في السودان كل مقوماتها عندما ضاع الصدق وفقدت المبادئ وماتت الفضيلة عندما أصبح الكذب طريقة للحياة والسرقة في زمن أصبح الكذب فيه هو اللغة الرسمية والخيانة واقعية ووقاحة السياسيين تصرفات طبيعية والدجل هو الطريقة المثلى لأصحاب العمائم واللحى فإنتهى دور الوطنية .فكيف لك أن تكون وطنيًا في بلد يحكمه المجرمون واللصوص والمستبدون ، فالوطنية الحقيقية لا تنمو و تزدهر لتثمر أمنًا واستقرارًا ورخاء إلا إذا تنفست نسائم الحرية وكانت عامرة بالأحرار والشرفاء في ظل الديمقراطية والحكم الرشيد وصدق الفيلسوف جالينوس حين قال: يتروح العليل بنسيم أرضه كما تتروح الأرض الجدبة ببلل المطر. والطغاة لا يصنعون لا موطنين ولا أناسًا وطنيين بل يصنعون منافقين وكذابين وبما أن النظام الكيزاني في السودان اعتاد على فرض كل شيئ بالقوة لهذا أصبح النفاق ديدن الكثير من المطبلين فغابت الوطنية الحقيقية وأصبح الكذب والدوران والفبركة والتظاهر بالوطنية شعار الساحة اليوم . ألسنا نعيش اليوم أكثر مراحل تاريخنا بؤسًا وتخلفًا وظلامًا وقهرًا بسبب فشل سياسيينا ؟ أليس اليوم هو يوم اللصوص والدجل وبيع الكلام على السذج ؟ أليس اليوم يحكمنا أصحاب الشعارات الدينية المزيفة ؟ لمن ننادي ونصرخ ؟ نعم لقد نجحتم أيها الفاسدون في تشريد الشعب وتحويل السودان إلى مزرعة لكم ولكلابكم وقططكم. ونصبتّم أنفسكم أسيادًا وجعلتم فقراء وطني عبيدًا لكم بعتم الوطن بثمن بخس واليوم تقفون بكل وقاحة وتتحدثون عن الوطنية . انا لم أرَ في السودان اليوم إلا أبطالًا في القبور ولصوصًا في القصور ورئيساً على جثث أبناء شعبه يرقص ونوابًا لا يتغيرون، ووزراءَ في مواضيع الإنشاء يتنافسون وغباء بالجملة وقطعانًا يسيرون . إبقاء الشعب في حالة فقر وعوز دائمين حتى يكدح الشعب وينشغل بطلب العيش و تفكيك المجتمع أسريًا وقبليًا كيف لنا أن نعبر عن محنتنا وأملنا في الغد المتمثل في شبابنا الممتلئين حياة وغيرة ونشاطًا وشجاعة وعطاءً يموتون هم أيضًا بلا مقاتلة ولا مناضلة لأن البطالة والمحسوبية وإغلاق كل الأبواب في وجوههم امتص منهم الحق في الحياة قليلًا قليلًا حتى تركهم جثثا حية وهم في ريعان الشباب والقوة والحيوية بعد أن تعذر عليهم العمل والزواج والحب وحرموا حتى من حقهم في الحلم بهذه الحقوق البسيطة. فأين أنت يا سوداني ؟ وأين رجالك؟ وأين أبطالك المخلصين بل أين الرجال الذين كنا نعدهم من الرجال ؟ كلنا متحالفون عليك يا وطني لأننا لم نلتزم حب الوطن وغرقنا في صمتنا وتركناك في مستنقع الفساد وآخر ما نتذكره هو أنت ياوطني المكسور مثل عشبة القمح أيام الخريف، كم من جراح أنت تحتمل وكم من آسى يبيت فيك ويعزف أنشودة الأمل الضائع ويصيح فيك دون انقطاع اختلطت كل الخيوط فلا أحد أصبح يعرف على وجه التحديد تعريفًا لهذا المآزق أهو الكبت السياسي فقط أم الغضب المكتوم أم الفساد والبطالة أما صبر أيوب أم افتراء المفتري أم الفقر والعذاب والمرض أم هو الحرمان أم القسوة  والظلم أم هو التبلد أم هو كل هذه المتناقضات في خليط مبتكر عجيب يجسد ما آلت إليه الشخصية السودانية من الكراهية المستترة اليأس والأقدام الرضوخ والتمرد الضعف والقوة ؟!

الطيب محمد جاده / فرنسا

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.