الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / لم اكن مخيرا” …

لم اكن مخيرا” …

     كان صباحا” غريبا في تفاصيله ، بعد سهرة طويلة وانا أتقلب في فراشي وأسامر حبيبتي  ( آمال) وأهامسها كانها ترقد معي بفراشي ، والتصق بسماعة هاتفي ، ليأتي صوتها الأنثوي دافئ ، يغزي اطرافي ، ويبعث في النشوة ، وأغادر العالم الكئيب ، وأشعر باني أغني رجل في العالم ، بوجودها بقربي ، وهي تتنفسني عبر الهاتف ، واشعر باني اتأرجح في سريري ، ووالدتي تتفقدني بين الحين والحين ، وعلامات الإستعجاب تظهر على ملامحها ، وهي تشاهدني ابتسم ، واتقلب في فراشي حتي ملت الذهاب ، والعودة فوضعت لي عشائي ، وانصرفت وتقاسمنا لقما” صغيرة ، انا و(امال) من على البعد ، ولم أشعر بالزمن حتي تسقط السماعة من اذني ، وأروح في سبات عميق ، ليخطفني النوم يوميا من حبيبتي ، ووالدتي كعادتها تسحب الهاتف وتضعه في الشاحن وتغطيني ، كأني لا زلت ذاك الطفل ، ابن الخمسة أعوام وتطفئ الاضاءة .
    صحوت علي صوت  أحد الاصدقاء ، الذي طالبني بخدمة في تركيب جهاز (رسيفر) في ذاك الزمان ، وكنت بارعا في هذا العمل وحضر باكرا لتوصيلي لمنزله علي حد علمي ، الذي سوف يتم فيه تركيب الطبق الضخم ، فلم تظهر الاطباق الحديثة الصغيرة ونحن في طريقنا علمت ان التركيب في منزل أحد أقاربه وهو رجل  كبير في السن ، وكان المنزل المقصود قريبا من منزلنا مطلي باللون الكريمي مشيد علي شكل صندوق ، كان غريبا في شكله من المنازل التي جواره مثل الصندوق ، فتقدم صديقي وطرق الباب بأدب ، ونحن نطرق الباب كان جميع المتواجدين في ذاك الشارع ينظرون لنا نظرة غريبة !! ،    والحقيقة لم أفهم مقصودها في تلك اللحظات ، حتي واتتنا الإجابة من داخل المنزل من صاحب المنزل عبر فتحة صغيرة من عبر الباب وصوت اجش : ( من الطارق ) فعرفه صديقي بنفسه ، ومرت مدة طويلة من زمن حتي فتح الباب ودخلنا بهدوء ، كان رجلا” ضخم ، ذو  شوارب كثة ، ولحية مبعثرة ، وعيون حمراء ، انتابتني شكوك كثيرة في تلك اللحظات ، وشعرت بان الوضع غير آمن ، ولم ينتظر صاحب المنزل استرسالي في التفكير وهو يرمقني بنظرة حادة ، ويتمعنني بريبة وفي يدي الشنطة الصغيرة التي احملها ، وقال لي ليعرفني بنفسه : عمك المعلم (عبده كنجالات) وكنجالات تعني الفلوس وواصل حديثه : لكن ما هذه يا بني وهو يشير للشنطة التي في يدي ، اجبته انها معدات التركيب ، فنظر لقريبه وقال له:
ابدأوا علي بركة الله .
    كان منزلا واسع ، به باحة كبيرة أمام الصالون ، ولا يوجد به ابواب داخلية (ارشات دائرية) وهنالك مجلس ضخم ، وترابيز ، رغم جمالها ، ولكنها تمتلئ بأعقاب السجائر الفارغة ، وخلف الصالون غرفة ، وجدنا فيها الطبق الضخم مع (الرسيفر) ، بمعدات حديثة وهذا يوضح امكانية صاحب المنزل .
    بدأت في تجهيز التوصيلات من داخل الغرفة لان بقية العمل سيكون علي سطح المنزل ، فالمنازل في منطقتنا  ارضية ، وكنت اسمع باب المعلم يطرق باستمرار، ويفتح المعلم المزلاج الصغير ليشاهد من الطارق ويتحدث معه بصوت غير مسموع ، ويختفي الصوت دلالة علي عدم دخول الطارق ، لم اهتم ، جهزت توصيلاتي وطلبت من صديقي البحث عن مكان نصعد به الي سطح ، وكان معد مسبقا سحبنا الطبق وصعدنا ، كان الجو صباحي جميل ، وهنالك سلم متين صعد صديقي اولا” ، وصعدت ، وأنا أدفع له الطبق ، ولمحت في تلك اللحظة المعلم جالس يرتشف سجارة ، وامامه صينية ضخمة تمتلئ بنبات اخضر ، وهو يحمل سكين طويلة ويقطع بها هذه النباتات الخضراء ، لقد فهمت الآن انها مخدرات!! ، وهذا الذي يعمل علي تقطيعه (بنقو) ، لقد تذكرت اسمه الآن انه اكبر معلم مخدرات في منطقتنا ، وابناء حلتنا الذين يدخنون المخدرات يقولون انهم ذاهبون (لكنجالات) انه هو كنجالات المشهور ، كنت قد وصلت للسطح ، ويدي ترتجف ، واقف مشدوها واصبح تفكيري في الخروج من هذا المأزق ، وصديقي يتحدث معي ، وانا لا افهم ماذا يقول ؟! 
    لقد حزمت امري وقلت له: لقد احضرتني لقريبك معلم المخدرات وانا اريد ان اخرج من هذا المنزل ، رد علي ببرود غريب : انه ليس بقريبي ننتهي من تركيب الطبق ، وسوف نعود سويا” لقد اتفقت مع المعلم سوف يعطينا كمية من المخدرات ، ومائة جنيه ، خذ انت المائة جنيه وسوف أخذ المخدرات ، قلت له : الم تقل لي انه قريبك ، قاطعني انه معلم مخدرات وليس لي معه قرابة سوي المخدرات ، دعنا ننتهي سريعا ، ونخرج قبل أن تأتي الشرطة فهذا الرجل مراقب .
  عندما قال الشرطة شعرت برعشة في جسدي كله لقد تورطت يا (مجدي حسين ) شرعت في توصيل الطبق لقد اصبحت امام الامر الواقع وانا ارتجف ،  وبدأت اشاهد المنازل التي حولي من فوق السطح ، والجميع ينظر لنا بخبث ، وكأننا نعمل مع المعلم لمراقبة الزبائن الذين يحضرون للمعلم لشراء المخدرات * ومتابعة ظهور سيارات الشرطة وكانت المعدات تتساقط من يدي  ؛ من فرط الخوف ، هبط صديقي الذي تذكرت انني لا اعرف حتي الآن اسمه وصعد وهو يحمل سجارة (بنقو) انه مدمن وجلس بعيدا يدخن سجارته ، ليخرج دخانها وكانه يكتب لي في الهواء الشرطة قادمة ، انتهيت من تثبيت الطبق وبدأت اعمل مثل المكنة في توصيل الاسلاك ، نصف ساعة مرت وكأنها شهور ، لقد انتهيت من الجزء الاول  ، وعلي الهبوط لضبط التلفزيون مع الطبق ، نزلت بسرعة وكان التلفزيون موجود في الصالون ، والمعلم جالس يعمل في صينيته الضخمة يقطع ، ويجهز ، والباب يطرق ليجيب ويبيع للمدمنين من خلال الفتحة الموجودة في الباب ، جلست في أحد المقاعد الوثيرة ، وانا ممسك بالريموت واحاول ان اضبط الطبق مع التلفزيون وابحث عن الاشارة ، وكلما سمعت صوت الباب يطرق يكاد الريموت يسقط من يدي ، او سمعت صوت السكينة الضخمة وهي تقطع المخدرات ، لتصطدم بالصينية يرتجف جسمي ، واصرخ لصديقي الذي طلبت منه التواجد بجوار الطبق لتحريكه شمالا ، ويمينا لضبط الإشارة ، حتي وجدت الإشارة ، وكأني وجدت كنزا ، والمعلم يرمقني بنظرات متواصلة .
     طلبت من صديقي النزول ، وعدم لمس الطبق حتي لا يضيع الاشارة ، وكان يصرخ من فوق السطح ، وصوته يأتيني مقطعا لم اتبين منه سوي:  الشرطة الشرطة ،  وتحرك المعلم وهو يحمل الصينية التي امامه نحو غرفة صغيرة تتشابه مع الحمام ، وقبل أن يدخل فيها جيدا سمعت هبوط اقدام من علي السطح لها صوت قوي ، لم اتحرك من مجلسي والجميع يصرخ ثابت ثابت ، وعاد المعلم ويديه خاويات ، فهجم عليه أحد العساكر وهو يساله :أين المخدرات ، ضحك المعلم هو ينظر للعسكر المتساقطين من السقف وقال لهم تعلمون اين هي : وهو يشير للغرفة الصغير ، انها بئر في منزله للحالات الطارئة ، لم يهتموا بحديثه وبدءوا رحلة التفتيش كانوا ستة اشخاص ، وقف احد العساكر امامي وطلب مني الوقوف للتفتيش كنت أرتجف ، وقال طالما انتم تدخنون هذا السم لماذا الخوف ، كنت اريد ان ارد عليه ، ولكن خزلني لساني فتح احد العساكر الباب ، ودخل احد الضباط ، والعساكر يبحثون في ارجاء المنزل ، والعسكري الذي امامي كاد ان يطلب مني نزع ملابسي الداخلية ، وشعرت بهم يئسوا فقد كان المعلم حريصا علي ما يبدو ، وانسحب جزء من العساكر الا ان العسكري الذي يفتشني ، انتقل للمقعد الذي كنت اجلس فيه ، لم يهتم به المعلم فقد كان واثقا ، وطلب مني من خلال نظراته ان لا اهتم به . 
لم يتبق الا الضابط ، والعسكري الذي فجاءة قفز وهو يحمل قطعة ضخمة في يده ، ويقول للضابط :
انها مخدرات سيدي ، انتفض المعلم: انه كذاب كان يحمله في يده ، وحقيقة انا كنت اتابعه لقد كان يحاول ان يخرج شيئا من جيبه ، فتجمع  كل العساكر الذين كانوا معه ، حاول المعلم ان يتحدث ، ولكنهم قيدوه بسرعة ، وقام العسكري بتقييدي قلت له اني  فني رسيفر ، وصديقي يصرخ معهم ، وساد جو صراخ وبداوا يسحبوني ، انا والمعلم وخرج من الجزء الثاني من المنزل نساء ، انهم اسرة المعلم وبناته كنا خارج المنزل ، واثنان من بكاسي الشرطة تقف لم نجد انفسنا الا داخل البكاسي الشرطة وهي تتحرك ، والمعلم يصرخ:  انها مكيدة ،، وانا اصرخ معه ايضا : انها مكيدة ،، والناس جميعا تنظر لنا ، ونحن مكبلين داخل سيارة الشرطة ..

(يتبع )

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.