نحن والتواصل الاجتماعي الحديث

التواصل الاجتماعي الذي فرضته التقنية الحديثة هو محاكاة للواقع بالفعل ويمثل نفس العلاقات الواقعية حيث صارت العلاقات العاطفية التي تتوج بالزواج تتم به  وبه تم إعادة صلات الصداقة القديمة التي كانت في   مراحل العمر المختلفة ولكن لظروف ما انقطعت وإعادة وصلها هي اجمل قيمة أهداها لنا هذا التواصل الاجتماعي ووسائله الجديدة. تم أيضا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي جمع الشتيتين بعد أن ظنا كل الظن أن لا تلاقيا ،وتم به ايضا رأب صدع الخلافات بين الاصدقاء وجمع شمل الاسر والعوائل كما اعاد صلة الأرحام التي قطعت في وقت من الأوقات إما بسبب البعد أو المشاكل التي دخل فيها الشيطان بين الأسر ،  واجمل مافي التواصل الاجتماعي الحديث ووسائطه أنه سهل برقيات المواساة والتعازي التي تزيل الحزن والشجن التي تعترينا في حالات فقد الاعزاء وبنفس القدر تمكنا بها من مشاركة اعزائنا مناسباتهم السعيدة،لكن لا يخلو التواصل من العلاقات السلبية فهو كما الواقع به النميمة ومحاولات عمل الفتنة وغيرها من الأشياء القبيحة التي تعكر صفو الحياة احيانا  ويتم به أيضا نقل الاخبار الكاذبة واللعب أو خداع العواطف والمشاعر بين المحبين المزورين الذين ليس لديهم احترام للمشاعر وقدسيتها  واحيانا يساعد هذا التواصل الاجتماعي الحديث على النصب والاحتيال لكن اكثر شيء محزن فيه   هو أيضا أنه يمكن أن تتم به المقاطعة الاجتماعية أيضاً وتتم عن طريق الحظر ويمكن أن  تحظر شخص بعد أن تخبره بذلك كما يمكنك أن تحظره  دون أن تخبره  لكن ذلك يعتبر مقاطعة من جانب واحد .. وقد تعتبر طريقة غير عادلة في التعامل وهي ان تتعامل مع شخص بطريقة عادية ويعود ويكتشف أنه قد حظر منك  دون أن يعلم سببا لهذا  الحظر  .الحظر في وسائل التواصل الاجتماعي يعني المقاطعة ويعني انك ترفض التعامل مع شخص ما وهذا شي طبيعي حين يتم بوضوح أما  غير الطبيعي أن يكتشف المحظور صدفة أنه قد تم حظره  .وهذا هو عدم وضوح البعض في الواقع ينقلون نفس عدم الوضوح في الواقع للعالم الافتراضي.

سامح الشيخ