*أدنى الفئات المنبوذة في السودان*

هم أولئك الذين احترقت أحلامهم في طرقات هذا الوطن قمة التفاهة أن يتحكم 50 فرد أو يزيد في مصير أكثر من 39.5مليون نسمة من شعب السودان لم  يتخيل أحد أن من جاء بشعار الثورة في 89, الأن يحتاج أن يثور ضده أي كائن حي في هذا الوطن بل حتى الطير والشجر والحجر عليهما تخليص نفسهم من هؤلاء !
المنبوذون هم الفقراء والضعفاء هم المرضى هم المهمشين اطفال الشوارع والمشردين سكان الكنابي و معسكرات اللجوء والنزوح ضحايا الكوليرا وطائرات الانتنوف في سفوح الجبال، هم الحائمين في الصحاري الحارقة البعيدة من أجل البحث عن حياة جديدة في باطن الارض بعد أن سرقوا أحلامهم بضعة أشخاص بأسم الدين والوطنية !
هؤلاء ملح هذه الأرض عمال المصانع والسكة حديد عمال البناء والمزارعين والجنود الشرفاء، هل التفت إلى هؤلاء أحد من قبل  هل لهم أعياد مثلما يحصل في كل بلاد الدنيا المحترمة مثلما للثورات المشؤومة ألتي تسرق أحلامهم أعياد هل للعمال عيد أيضاً ،للمزارعين، والفقراء، هل تحدثت عنهم يوماً ما الصحافة هل ملأت أخبارهم الشاشات هل استضافهم التلفزيون أو كتبوا فيهم الشعراء القصائد أو غنى لهم المغنيين أو تحدث عنهم الشيوخ ورجال الدين في المنابر أو تذكرهم رجال الأعمال والمثقفين والأدباء، نحن أمة متخلفة هذا بدون شك لأن هؤلاء بدونهم تنهار الأوطان والممالك لا يهم إذا مات سياسي ولكن إذا مات أو مرض عامل واحد يمكن أن يتأثر الإنتاج ثم الاقتصاد ثم الميزانية العامة للدولة, السياسي يسرق يكذب ينافق وأحيانا يقتل من أجل مصالحه لكن العامل ينتج في صمت وبدون ضجيج ايهما اهم وافضل للوطن حتى يستحق الاهتمام؟

أن الضمير الإنساني والأخلاق يحتم علينا أن نحترم هؤلاء ونمجدهم لا نحتقرهم وننساهم يجب أن لا نقارنهم مع الساسة أو أحد آخر هم في مرتبة أعلى يليهم العلماء والأساتذة ,

أن هذا الوطن تحكمه عقول صغيرة بسيطة التفكير وقلوب ضعيفة تثير الشفقة وايادي مرتجفة لا تقوي على البناء لكن من حماقتهم قادرين على الهدم والقتل والنفاق لا أحد يستطيع منافستهم في ذلك وهؤلاء تعينهم مجموعة من الحمقى الآخرين كتاب صحفيين ومقدمي برامج وفنانين وشعراء لم يمن الله عليهم بفكرة واحدة لانصاف هؤلاء بعد أن تسببوا في ضياع أحلامهم!.

*نورالدين جرجرة*